وزير الدفاع الفرنسي يستبعد وقوف أصوليين وراء عملية «لو برينتان».. والأنظار تتجه نحو مجموعات يسارية

باريس تشدد إجراءاتها الأمنية بالعاصمة والمدن الكبرى

TT

فيما تزايدت تساؤلات السلطات الفرنسة حول هوية الجهة التي زرعت خمسة أصابع من الديناميت، في أحد أكبر مخازن العاصمة، وهددت بعمليات تفجيرية، في حال لم تسحب باريس قواتها العاملة في أفغانستان بنهاية شهر فبراير (شباط) المقبل، تلاحقت اجتماعات كبار المسؤولين لدرس الوضع الأمني في البلاد، واتخاذ الإجراءات الاحترازية لتفادي إي عمل إرهابي في فترة الأعياد.

وعقد أمس اجتماع في وزارة الداخلية برئاسة الوزيرة ميشال اليو ماري، حضره رؤساء أجهزة الاستخبارات والأمن والشرطة والنقل «المطارات، وسكك الحديد ومترو الأنفاق» ومسؤولو المحال التجارية الكبرى، لمعاودة قراءة الخطط الأمنية لمواجهة الأعمال الإرهابية واتخاذ تدابير اضافية لطمأنة المواطنين في فترة الأعياد، حيث يكثر ارتياد المخازن الكبرى. وقالت إدارة «لو برينتان»، حيث زرعت عبوات غير مجهزة بصواعق إنها تستقبل حوالي مائة ألف زائر في اليوم، فيما تستقبل مخازن «غاليري لافاييت» 150 الف زائر يوميا. وفي سياق تعزيز الأمن، في العاصمة باريس، أعلنت وزيرة الداخلية عن نشر 500 رجل إضافي من الشرطة والدرك، خصوصا في منطقة المخازن الكبرى وأماكن تجمع الجمهور الحساسة، بحيث يصل العدد الإجمالي الى 2500 رجل. وقام مسؤول الشرطة في العاصمة وفي حي الأعمال المعروف باسم «لا ديفانس» بمضاعفة عديد رجال الأمن باللباس المدني وأخرين بلباسهم الرسمي في منطقة الشانزليزيه ومحطات القطارات الكبرى في العاصمة وأماكن التسوق والمخازن الراقية في ساحة فاندوم وجادة مونتاني وغيرها في الدائرة الثامنة.

كذلك عمدت السلطات الى تعزيز الرقابة في الضواحي المحيطة بالعاصمة، تخوفا من أعمال شغب. وبفضل هذه التدابير، فإن الخطة الأمنية التي تطبق في باريس والمدن الكبرى، التي اتخذت فيها إجراءات احترازية إضافية، وصلت الى الدرجة ما قبل الأخيرة التي لا تعلن إلا في حال وجود أعمال إرهابية. وردت باريس على رسالة التهديد التي رافقت زرع العبوات بأنها لن تسحب قواتها من أفغانستان، فيما اكد الرئيس ساركوزي، الذي دعا الى الحذر والحزم، أن بلاده تحارب الإرهاب. غير أنه لم تتوافر للسلطات الفرنسية ادلة حول هوية الجهة التي وجهت الإنذار وزرعت أصابع الديناميت. ويبدو أن باريس تميل الى استبعاد أن تكون من فعل الإسلاميين المتشددين القادمين من الخارج أو على صلة بالنزاع الأفغاني. وجاء أوضح كلام في هذا السياق على لسان وزير الدفاع هيرفيه موران، الذي قال أمس، في حديث إذاعي، إن «الوجهة الإسلامية ليست الأولى»، التي تعزو اليها الأجهزة الفرنسية مسؤولية ما حدث. ويبرر موران ذلك بالعودة الى نص رسالة الإنذار، التي وصلت الى وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس، ويلاحظ أنها تتضمن الكثير من الأخطاء اللغوية والركاكة في الصياغة ما يرجح أنها مقصودة لإضاعة المحققين. وبحسب موران واخرين من الخبراء في موضوع الإرهاب والجماعات الإسلامية، فإن اللغة المستخدمة لا تتوافق مع لغة الإسلاميين المتشددين، حيث لا إشارة الى الجهاد ولا ذكر لآيات قرآنية، بينما وصف المخازن الكبرى بأنها رأسمالية، وهذا لا يتوافق مع الخطاب الإسلامي.