بين الخطأ والصواب

د. عبد الحفيظ خوجة

TT

قاوم الأرق بلا دواء

* من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون ممن وقعوا فريسة للأرق ومضاعفاته عليهم وعلى بقية أفراد أسرتهم، لجوء الواحد منهم الى أبسط الحلول تطبيقا وأخطرها تأثيرا، وهي تناول الحبوب المنومة على الفور ومن دون استشارة الطبيب.

وكم من مدمن كانت هذه بداية إدمانه! الأرق، في أبسط تعريفاته، يعني عدم القدرة على النوم أو البقاء مستمرا في النوم. وهو يصيب النساء ويؤثر عليهن أكثر من الرجال. ويحدث الأرق لأسباب كثيرة جدا منها الجسدية كالأمراض المزمنة المصاحبة بألم، ومنها النفسية كالقلق والاكتئاب وكذلك الصدمات العاطفية، ومنها البيئية المحيطة بنا كالضوضاء مثلا. ويمكن أن يتعرض الشخص للأرق مرة واحدة فقط تحت ظرف معين، أو أن يصبح الأرق معه حالة مزمنة. ينصح المتخصصون في مراكز اضطرابات النوم هذه الفئة من المجتمع باتباع بعض الوسائل وتعديل بعض السلوكيات في حياتهم اليومية من أجل التغلب على الأرق من دون الحاجة لاستخدام الحبوب المنومة، ومن ذلك:

* ضرورة الاستعانة بأحد المتخصصين في علم النفس أو الاجتماع أو عرض الحالة على طبيب الأسرة كي يتم تحديد أي مشاكل طبية كامنة أدت الى هذه الحالة أو أي أسباب أخرى نفسية أو عقلية.

* أن يحاول المريض استعادة وتسجيل جميع الأعمال اليومية الروتينية وكذلك الأنشطة التي يمكن أن تؤثر في نومه.

* التركيز جيدا في نوعية وكمية المشروبات التي يتناولها الشخص في نهاره سواء في العمل أو المنزل، خاصة تلك التي تحتوي على مادة الكافيين والمشروبات الكحولية.

* عدم الاقدام على تناول أي نوع من الحبوب المنومة من دون استشارة الطبيب.

* أن يتعلم ويمارس أساليب العلاج بالاسترخاء والتنويم وإعادة التأهيل، فهي مفيدة جدا.

* إن الطبيب المعالج هو الشخص الوحيد الذي يمكن له أن يصف لك نوعا من الحبوب المنومة بالجرعة المناسبة لك ولفترة محددة حسب تقديراته وخبرته < تخفيف ألم البواسير

* من الأخطاء الشائعة ما يتبعه البعض من المصابين بالبواسير في تعاملهم مع هذه الحالة من استخدام مستحضرات شعبية أو حتى أدوية جربت من قبل أحد الأقارب أو الأصدقاء، وذلك تحرجا وخجلا من الذهاب الى الطبيب للفحص وأخذ العلاج المناسب. إن جميع هؤلاء سيضطرون لأخذ المشورة الطبية العلمية في يوم ما، لكن بعد أن تكون الحالة قد تفاقمت وتحولت الى تقرحات نازفة إضافة الى المعاناة الشديدة من الألم.

البواسير هي عروق (أوردة) منتفخة على فتحة الشرج أو المستقيم وتكون في هذه الحالة مؤلمة، ويمكن أن تحدث نتيجة التوتر والاحتقان الذي يحصل عادة بهدف تحريك الامعاء وتسهيل عملية الاخراج في حالة المعاناة من الامساك.

المتخصصون في الجراحة العامة وأطباء الأسرة يقدمون مجموعة من الوسائل المساعدة على تهدئة ألم البواسير وتخفيف حالة عدم الراحة التي يمر بها المريض ريثما يتم إجراء العملية الجراحية، منها:

* أن يأخذ المريض مغطسا دافئا أو حارا عدة مرات في اليوم.

* أن يقوم بتنشيف المنطقة بلطف شديد، ويمكن استعمال ورق حمام رطب.

* ينصح باستعمال كمادات باردة لتقليل الألم والاحتقان.

* وفي حالة الألم الشديد يمكن أخذ أحد مسكنات الألم.

* قد يصف الطبيب المعالج أحد الكريمات الموضعية التي تخفف من الاحتقان، وأخرى تساعد على تخدير المنطقة موضعيا، وثالثة قد تحتوي في تركيبتها الدوائية على مادة الهايدروكورتيزون لتهدئة الحكة والالتهاب.

* وأخيرا، عدم استعمال أي دواء آخر بنصيحة الأهل والأصدقاء ما عدا ما يصفه الطبيب المعالج < الابتعاد عن التدخين قبل الحمل

* من الأخطاء الجسيمة أن تهمل المرأة المدخنة موضوع الاقلاع عن التدخين عند تخطيطها للحمل أو أن تضعه في آخر القائمة، اشارة الى عدم اهتمامها بهذا الأمر وعدم اكتراثها بالأضرار الصحية التي سيتسبب التدخين في إلحاقها بها وبجنينها.

لقد أثبتت كافة الدراسات والابحاث، وبما لا يدع مجالا للشك مدى أهمية أن تتخلى المرأة عن هذه العادة وتقلع عن التدخين فورا متى ما أصبحت حاملا أو كانت في فترة التخطيط لتصبح حاملا. إن المواد الكيميائية السامة التي تفرزها السيجارة وتقوم المرأة المدخنة باستنشاق دخانها سوف تمر بسهولة عبر الدورة الدموية للحامل الى الجنين مسببة له أضرارا شتى وأهمها التشوهات والامراض المزمنة في مستقبل حياته.

ولأهمية الاقلاع عن التدخين قبل بداية الحمل بفترة كافية أو حتى مع بداية حدوث الحمل، وضعت الجمعية الأميركية للحمل مجموعة من الاقتراحات لمساعدة المرأة المدخنة على الإقلاع عن التدخين خلال فترة الحمل بوجه خاص، ومنها:

* عمل قائمة بجميع الفوائد الصحية للانسحاب من عادة التدخين والتي تعود على كل من المرأة نفسها وعلى جنينها بالخير الكثير.

* استبدال التدخين بعادات صحية أخرى، مثل أخذ وجبة خفيفة أو كوب من الشاي عند قراءة الصحف، بدلا من اشعال السيجارة.

* الجلوس مع، ومخالطة أناس لا يدخنون بقدر الامكان.

* ليكن للمرأة المدخنة صديق أو واحد من أفراد الأسرة غير مدخن، ومستعدا دائما لدعمها عند الحاجة.

* إن من واجبات الطبيب أن يقدم لمريضته اختيارات وبدائل تساعدها على الاقلاع عن التدخين، تكون طبيا آمنة لها ولجنينها.

* يجب على المرأة الحامل أن تضع تاريخا محددا، لا تتجاوزه، تقلع فيه عن التدخين. <

* استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة