فنون ونجوم

دبي: بدائع «كاليغرافية» بأنامل منير لقيس في «برج العرب»

لوحات من المعرض في دبي (تصوير: جاك جبور)
TT

عندما تسأله عن الوصفة الخاصة بألوانه يجيبك مبتسماً بأنها سرية للغاية.

بدائع «كاليغرافية»، أو خطّية لخمسة وثلاثين عملاً تشكيلياً، احتضنها فندق برج العرب في دبيّ، للمهندس المعماري والفنان اللبناني منير لقيس عكست الواقعية الحروفية ليس فقط في الأفكار، ولكن في الاهتمام بتفاصيل تلك الحروفية، في تناغم واضح بين المساحات والأشياء، واستغلال التناسق بين الألوان. وعندما تجول في معرض لقيس لا بد أن تلاحظ كيف تتربع في مقدم المعرض لوحته الفيروزية البديعة «أعطني الناي وغنِّ» لامرأة غامضة شرقية تمسك بيدها أحلى الألحان وتخرج حروفاً ممزوجة بألوان حارة متمردة تضج بكل الأمزجة والتدرجات، وتبدو كبحر متلاطم الأمواج تبحر فيه سفينة حائرة لم تهتد بعد إلى مرساها.

اللون الأزرق كان الأكثر حضوراً بين الألوان التي اتخذت احياناً طابعاً حيادياً باستخدام الرمادي والابيض والاسود والاخضر.

لقيس من الفنانين الذين يبدعون على «نار هادئة». فكل لوحة يبدعها يستغرق العمل فيها بين الأسبوعين والشهر الكامل. بيد أن هذه التجربة تعتبر أولى تجاربه في عالم الرسم الخطّي أو الكاليغرافي. وهو يشرح هذه الرحلة مع عالم الكاليغرافي Calligraphy لـ«الشرق الأوسط»، بقوله، «لقد امضيت سنة كاملة في إنجاز هذه اللوحات بواسطة الكاليغرافي، الذي يعرّفه البعض بأنه طريقة إخراجية للحروف والخطوط الكتابية بطريقة جميلة ومعبرة، وكان الملوك والأمراء يستعينون بالخطّاطين المختصين لكتابة الرسائل وتزيين الجدران عن طريق أدوات خاصة». ويعتقد لقيس أن «فن الكاليغرافي يشكّل إطلالة جديدة للحرف العربي، تكسر أي تقاليد فنية عكفت على تناول الأخير بشكل مكرّر وممجوج». ولا يتبنى لقيس نوعاً محدداً من الخطوط التي يتقنها جميعاً وبدرجات مختلفة، كالثلث والنسخ والرقعة والديواني، فلحظة الإيحاء هي التي تفرض نفسها عنده، وهي التي تختار كذلك نوع الخط الأمثل لتجسيد ما يحسّ به، ضمن خلفيات لونية غائمة وذات درجات قوة متفاوتة تتخللها مساحات ضوئية ساطعة تلتقى حول كتل من حروف تتكرّر على مستويات مختلفة الوضوح.

ورغم الإهمال الذي عاناه فن الخط العربي ردحاً من الزمن في العالم العربي، فنال فيها من اهتمام الغرب أكثر من اهتمام أهل الضاد أنفسهم، يقول لقيس، «إن ازدهار الحركة الفنية الخاصة بالحرف العربي أعادت الأمور إلى نصابها، مما يسهم بشكل جدي في التوعية بأهمية تنمية الاهتمام ومنذ الصغر لدى الأطفال بأهمية الخط العربي ووجوب إتقانه». ويعتب لقيس على العديد من الجهات الفنية تفضيلها الفنانين الغربيين على العرب، معلقاً، «كثيرون يفاصلون في سعر اللوحة عندما يعلمون أن راسمها عربي، في حين تباع لوحات الفنانين الأجانب الآتين من الخارج بأسعار ثابتة ولا جدال فيها». وينصح لقيس الأهل برعاية مواهب إطفالهم إذا ظهرت لديهم موهبة الرسم او التشكيل، مشدداً على أن دعم الأهل ورعايتهم أساس لا بديل عنه للفنان المبدع.

يبقى القول إن لقيس ينطلق في إبريل (نيسان) من العام القادم إلى بيروت لإقامة معرض فردي أحجم عن كشف تفاصيله، ويفتح المعرض أبوابه للزوار على مدى أسبوع متواصل من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء.