باكستان: 27 قتيلا في هجوم انتحاري استهدف مركز اقتراع بالشريط الحدودي

عناصر طالبان يقتلون 3 «جواسيس أميركيين»

قرية سكان بونير يحاولون تخليص الجثث من الركام بعد التفجير الإنتحاري (أ.ب)
TT

قتل 30 شخصا وأصيب 15 بجروح أمس في هجوم بسيارة مفخخة يرجح انه انتحاري دمر مركزا للاقتراع في شمال غرب باكستان حيث تنشط حركة مقربة من طالبان لنشر الشريعة الإسلامية، بحسب حصيلة صادرة عن الشرطة. ودمر التفجير مدرسة في مدينة بونير على أطراف وادي سوات المضطرب بالشريط الحدودي حيث كان الناخبون يدلون بأصواتهم في انتخابات برلمانية فرعية، كما ادى التفجير الى انهيار سوق مجاور. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير وهو الأخير في سلسلة تفجيرات انتحارية وغير انتحارية أوقعت أكثر من 1500 قتيل في باكستان منذ 18 شهرا.

وأطلق الجيش الباكستاني عملية واسعة في المنطقة السنة الماضية لمحاربة حركة تمرد مرتبطة بطالبان في وادي سوات الشهير بمناظره الخلابة، لكن أعمال العنف استمرت في حين تراجعت عمليات الجيش. وقال المسؤول في الشرطة المحلية براماند خان لوكالة الصحافة الفرنسية «نعتقد ان انتحاريا فجر السيارة بالقرب من حائط المدرسة، فأحدث دمارا كبيرا». وأضاف ان 15 شخصا اصيبوا في الانفجار، عدد كبير منهم في حالة حرجة. وأضاف ان «القنبلة كانت من القوة بحيث انها دمرت مبنى المدرسة بالكامل وخلفت أضرارا في منازل ومبان اخرى مجاورة». وأوضح ان بعض القتلى كانوا في سوق مجاور انهار سقفه. وقال خان ان خبراء المتفجرات يفحصون هيكل السيارة المتفحمة خارج المدرسة وبقايا الحطام لتحديد طبيعة الانفجار. لكنه أضاف ان «الشرطة ما تزال غير قادرة على تحديد اذا كان التفجير من فعل انتحاري، لان المكان مليء بالأشلاء». وقال خان انه سيتم فحص بقايا القتلى لتحديد هوياتهم، موضحا ان بين القتلى شرطيين اثنين. وكان المسعفون يعملون مع سكان محليين هرعوا الى المكان بحثا عن ناجين تحت الانقاض.

وقال احد الشهود انهم سمعوا صراخ اشخاص تحت الأنقاض وانهم يعملون على ازالة الركام. وألغيت عملية الاقتراع بعد التفجير. وكان يطلق على جبال وادي سوات اسم «سويسرا باكستان» لشهرتها كوجهة ترفيهية للسياح من داخل وخارج البلاد حيث يوجد منتجع للتزلج وآثار بوذية شهيرة.

ولكن المنطقة تحولت الى مسرح للمواجهات منذ ان اعلن مولانا فضل الله الذي يرتبط بصلات مع حركة طالبان باكستان حملة لتطبيق الشريعة في الوادي. ويعرف فضل الله باسم «الملا راديو» لخطاباته الحماسية عبر اذاعته الخاصة. وشن الجيش الباكستاني عملية واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، لاخراج طالبان من المنطقة، ثم كثفت العملية مطلع 2008، غير ان العمليات تراجعت لاحقا. وقال مسؤولون باكستانيون انه تم نقل عدد محدود من الجنود من المنطقة القبلية شمال غرب البلاد حيث يخوض الجيش مواجهات مع طالبان والقاعدة، الى الحدود مع الهند بسبب التوتر الذي نشأ بين البلدين منذ هجمات مومباي نهاية نوفمبر.

لكن الصحف الباكستانية حذرت الأحد إسلام آباد من تصعيد التوتر مع نيودلهي وصرف انتباه الجيش عن مواجهة المتطرفين في وادي سوات والمناطق القبلية التي يسيطر عليها طالبان باكستان. وقالت صحيفة «داون» الصادرة بالانجليزية في تعليق ان باكستان «لا يمكنها ان تعيد نشر عدد كبير من جنودها على الحدود الشرقية وتهمل الغرب الخارج عن السيطرة».

وأضافت «أليست تلك هي المنطقة التي تؤكد الاستخبارات الغربية ان المقاتلين المتطرفين يتحصنون فيها باعداد كبيرة ويخططون لضرب اهداف في مناطق اخرى». وفي ميرانشاه (باكستان) ذكر مسؤول باكستاني امس ان حركة طالبان قامت بتصفية 3 أشخاص اتهموا بالتجسس لمصلحة الأميركيين في منطقة القبائل شمال غرب باكستان. وعثر على الرجال الثلاثة في منطقة وزيرستان شمال المنطقة الحدودية مع افغانستان.

ووجدت جثة رحيم غول البالغ 25 عاما ممزقة بالرصاص وذراعه مكسورة امس قرب سوق مدينة ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان بحسب المسؤول الذي لم يكشف عن هويته. وتم العثور على جثتي عناية الله ختاك 22 عاما وشوتي بانو 18 عاما معلقتين عند جسر في قرية قريبة من مدينة مير علي وعليهما أثار اطلاق نار. ووضع القتلة ورقة الى جانب الجثتين تهدد بأن «كل من يتجسس لصالح الأميركيين وجهاز المخابرات الباكستانية سينالون العقاب نفسه». وقتل العديد من الرجال بعد اتهامهم «بالتجسس لمصلحة الأميركيين» في منطقة القبائل الباكستانية التي تعتبر معقلا لمقاتلي حركة طالبان وحلفائهم في تنظيم «القاعدة».