خبراء: الهند وباكستان لا تستطيعان تحمل كلفة حرب بينهما

أي نزاع سيضر بمصالح واشنطن الحليف الأساسي للبلدين

TT

ازدادت مخاطر نشوب حرب بين الهند وباكستان مع حشد البلدين قوات على طول حدودهما المشتركة لكن عددا من المحللين الباكستانيين والهنود يعتبرون انه لا يمكن لكلاهما تحمل كلفة نزاع كهذا. ولفت خبراء الى ان كلا من المعسكرين ساهم في التصعيد من خلال تصريحات حربية صدرت لاسباب متعلقة بالسياسة الداخلية منذ اعتداءات بومباي الدامية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) والتي نسبتها الهند الى حركة عسكر طيبة الإسلامية المتطرفة التي تتخذ من باكستان مقرا لها. وآخر تطورات هذا التصعيد كان اعلان عدد من المسؤولين العسكريين الباكستانيين اول من امس نقل «عدد محدود» من القوات لا يتعدى بضعة الاف عنصر من مناطق شمال غربي الهند المحاذية لافغانستان والتي تشهد اضطرابات الى الحدود مع الهند.

وقال المحلل السياسي حسن عسكري ان «مخاطر نشوب حرب ازدادت. لكن هذا لا يعني ان البلدين سيصلان الى حد المواجهة» لان «عناصر كثيرة تمنعهما من اجتياز الخط الاحمر». وذكر الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود في طليعة هذه العناصر ان «مسؤولي البلدين لا يريدون حربا». والعامل الثاني بنظر الخبراء يكمن في ضرورة احلال الاستقرار في جنوب آسيا بنظر العديد من القوى في العالم وفي طليعتها واشنطن، ما سيساهم في نهاية المطاف في تهدئة التوتر ولو استغرق الامر وقتا. ويشير الخبراء الى ان اي نزاع بين الهند وباكستان سيضر بمصالح الولايات المتحدة، الحليف الاساسي للبلدين المتخاصمين، وقد دعتهما واشنطن اول من امس الى لزوم الهدوء. ولفت عسكري الى ان مصالح الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى التي تنشر قوات في افغانستان ستكون «مهددة» اذا اضطرت باكستان الى سحب قسم كبير من قواتها من المناطق القبلية في شمال غربي البلاد التي تعتبر ملاذا للحركات الإسلامية المتطرفة للدفاع عن نفسها. وسيترك هذا للناشطين الإسلاميين هامش تحرك اكبر لشن عمليات ضد القوات الغربية في الطرف الافغاني من الحدود. كما افاد عسكري انهم قد يشكلون خطرا متواصلا على طرقات شمال غربي باكستان وقد يهددون امدادات القوات الدولية المنتشرة في افغانستان. ورأى العديد من الخبراء انه يجدر بنيودلهي وإسلام آباد بدل استعراض عضلاتهما التركيز على مسائل اكثر الحاحا مثل تصاعد نفوذ الحركات الإسلامية ولا سيما في باكستان. وقال طلعت مسعود ان «الابتعاد (عن هذا الخط) سيكون بمثابة كارثة على البلاد والمنطقة والسلام في العالم». واوضح اوداي باسكار خبير المسائل الامنية العامل في نيودلهي ان تحركات القوات الباكستانية «تندرج على ما يبدو في اطار استراتيجية يعتمدها الجيش لحجب الاسئلة الحقيقية التي تطرحها اعتداءات بومباي». ورأى «انها رسالة موجهة الى الاميركيين بانه لا يجدر بهم ممارسة ضغوط شديدة على الجيش الباكستاني» لدفعه الى مطاردة الإسلاميين. ويخشى رفعت حسين مدير الدراسات الاستراتيجية في جامعة القائد العظيم في إسلام آباد ان «يشجع موقف نيودلهي المتصلب المتطرفين في باكستان، وهو ما لا يمكن لأي من البلدين ان يسمح به لنفسه». واضاف ان «ذلك لن يهدد امن باكستان فحسب، بل سينسف ايضا وبصورة دائمة جهود السلام بين البلدين».