الشرطة العراقية تلقي القبض على زعيمي «القاعدة» الفارين من سجن الرمادي

مئات يحتفلون بإعادة اعتقالهما.. ومظاهرات تطالب بإقالة قائد الشرطة

أفراد من الشرطة ومدنيون يحتفلون أمس بإلقاء القبض على اثنين من قيادات القاعدة، الذين فروا من سجن في الرمادي (أ.ف.ب)
TT

فيما اعلنت مصادر امنية عراقية في مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار، عن اعتقال اخر معتقلين فارين من المجموعة، التي تمكنت من الهروب من احد مراكز التوقيف جنوب المدينة، طافت مظاهرتان في شوارع الرمادي، الاولى احتفالا باعادة القاء القبض على زعيمي القاعدة، والثانية لاقالة قائد شرطة المحافظة لـ«اخفاقه» في ادارة الشرطة. وكان مركز شرطة الفرسان قد شهد هروب 11 سجينا، بعد مواجهات مع حراس السجن، قتل فيها 6 من ضباط وحراس المركز، وجرح سبعة اخرون، بينما قتل سبعة من السجناء الفارين، بحسب بيان لمديرية شرطة قضاء الرمادي. وأجرت قوات الأمن العراقية عمليات بحث واسعة النطاق لاعتقال ثلاثة من الذين تمكنوا من الفرار، وهم من «امراء» تنظيم القاعدة. وتمكنت القوات العراقية من قتل عماد عمية، مساء اول من أمس، وهو مدبر التمرد داخل السجن.

وقال العقيد صالح مهدي صالح مدير شرطة قضاء الرمادي، ان «عبد العليم عبد الوهاب ولازم محمد علاوي، كانا يحتجزان عائلة في شارع عشرين حي الجمهوري وسط مدينة الرمادي، بعد ان فرا من احد المراكز في المدينة مع مجموعة اخرى قتل اخرهم مساء السبت، وهو قائد المجموعة».

واشار صالح في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف من مدينة الرمادي، الى ان قوات الشرطة طوقت المكان وحررت العائلة وألقت القبض على المتهمين الفارين، اللذين كان قد صدرت بحقهما احكام بتهم الارهاب.

واشار شهود عيان من داخل مدينة الرمادي الى ان المتهمين وضعا في سيارة مكشوفة تابعة للشرطة العراقية مع حراسة مشددة، ودارت السيارة في شوارع المدينة.

وفور السماع بعملية الاعتقال تجمهر المئات في الشوارع، تعبيرا عن سرورهم باعتقال علاوي وعبد الوهاب، اللذين فرا برفقة عماد احمد فرحان الملقب بـ«عماد عمية».

وجرت الاحتفالات في حي الاندلس في وسط المدينة، حيث مركز شرطة الفرسان، الذي فر منه الثلاثة.

وكان عدي احمد داود، النقيب في الشرطة، قد اعلن فجر أمس ان «عناصر الشرطة تمكنوا، بناء على معلومات استخباراتية، من اعتقال اثنين من مجموعة القاعدة في خزانات مياه احد منازل حي الاندلس». وردد المتجمعون اهازيج عدة بينها «وين يروح المطلوب النا».

وقال محمد الدليمي، احد المشاركين في التظاهرة وهو في الثلاثينات، «من حقنا ان نفتخر بقواتنا الامنية التي تمكنت من انقاذنا من هؤلاء الارهابيين». واضاف «لو لم يتم اعتقالهم لكانوا تسببوا بالكثير من المشاكل والقتل»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. من جهة اخرى، انطلقت مظاهرة ثانية من وسط المدينة باتجاه مبنى محافظة الانبار ومجلس المحافظة، مطالبة باقالة قائد شرطة الانبار طارق العسل، على خلفية الهروب الجماعي من السجن.

وطالب المتظاهرون بتغيير قائد الشرطة واجراء تعديلات ادارية في مراكز شرطة المحافظة، وكانت مظاهرات اخرى قد انطلقت في نفس المدينة قبل عدة اشهر طالبت بالابقاء على العسل، الذي تدعمه مجاميع الصحوة في المدينة، بعد ان صدر امر من وزارة الداخلية بنقله الى مقر الوزارة.

وقال عبد السلام العاني، رئيس مجلس محافظة الانبار لـ«الشرق الاوسط» أمس، ان «طلب الغاء النقل في المرة الاولى كان بسبب تدخلات سياسية ووساطات حالت دون نقل العسل». وأضاف ان طلب نقله هذه المرة «جاء على خلفية بعض الاخفاقات في ادارة الشرطة في المحافظة»، في اشارة الى التمرد في السجن. وأكد رئيس مجلس محافظة الانبار، الذي يسيطر عليه الحزب الاسلامي العراقي، «الحاجة الى تغيير جذري في طريقة العمل، خصوصا ان المحافظة مقدمة على عمليات انتخابية واسعة ويتطلب الامر سيطرة امنية واسعة ايضا».

ومن الجدير بالذكر ان خلافات واسعة نشبت بين مجاميع الصحوة، التي قاتلت تنظيم القاعدة في العراق، والتي تدعم قائد الشرطة، وبين الحزب الاسلامي العراقي الذي يسيطر على المحافظة.