الهجوم الإسرائيلي يتواصل على حماس وعدد القتلى يتجاوز الـ300 والجرحى آلاف

لأول مرة صواريخ المقاومة تصل إلى أسدود.. وإسرائيل تستكمل تدمير المقار الأمنية وتنتقل لمنشآت حماس الإعلامية بما فيها مقر فضائية الأقصى

شرطي من حماس يصرخ بعد ان اشتعلت النيران في مبنى حكومي جراء قصف جوي اسرائيلي امس (رويترز)
TT

في اليوم الثاني لما يصفه أهل غزة بـ«المحرقة»، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل بلا انقطاع 300 قتيلا، وأكثر من 1000 جريح. وتشارك جميع أنواع الطائرات الحربية الإسرائيلية من طراز «اف 16» وطائرات الهليكوبتر العسكرية الأميركية الصنع من طراز «أباتشي»، وطائرات الاستطلاع بدون طيار، في عمليات القصف التي استهدفت مواقع عسكرية ومؤسسات مدنية وجمعيات خيرية ومجالس بلدية ودور عبادة ومنشآت رياضية. وانضمت الزوارق الحربية العسكرية الى الطائرات في عمليات القصف التي طالت العديد من المنشآت قبالة الساحل. في نفس الوقت نشطت طائرات الاستطلاع بدون طيار في قصف اي سيارة تابعة للشرطة تتحرك على شوارع القطاع. وقصفت طائرات الاستطلاع بدون طيار وطائرات الأباتشي على مدى ساعات الليلة قبل الماضية، عشرات المواقع التابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وحسب مصادر أمنية فلسطينية فإن عمليات القصف استهدفت أكثر من 40 من هذه المواقع التي تقيمها كتائب القسام على التخوم الشرقية للمدن والبلدات ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة لمواجهة عمليات التسلل التي قد تقوم بها الوحدات الخاصة. واستكمل الطيران الإسرائيلي تدمير مقار الأجهزة الأمنية، حيث تم قصف مقر مجمع الأجهزة الأمنية المعروف بالسرايا وتمت تسويته بالأرض، وقتل في هذا القصف أربعة أشخاص من بينهم معتقلين في سجن داخل المجمع، كما تم تدمير مقر شرطة الشجاعية، وجميع المقار الشرطية في شمال القطاع، ومدينة رفح. وواصل الطيران استهداف المقار السيادية في القطاع، حيث سوت طائرات «اف 16»، بالأرض مقر رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية والكائن في حي النصر، ولم يسفر القصف عن اصابات، اذ تم اخلاء المقر في وقت سابق.

وتميز يوم أمس باستهداف المشاريع الإعلامية لحركة حماس، ففي الساعات الأولى من فجر أمس قصفت الطائرات مقر فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس الكائن في حي النصر، غرب مدينة غزة، الأمر الذي أدى الى تدميره بالكامل من دون أن يسفر عن اصابات في الأرواح، بعد ان أخلى أطقم العمل في القناة المقر مساء اول من امس. واستأنفت قناة الأقصى بثها من استديوهات طوارئ، حيث اكدت أنها ستواصل البث رغم الاستهداف الإسرائيلي. وقصفت طائرات «إف 16» والزوارق الحربية الإسرائيلية، مقر مدينة «أصداء» الإعلامية التي أنشأتها الحركة على أراضي مستوطنة نافيه ديكاليم، غرب مدينة خان يونس، جنوب غزة، الأمر الذي أدى الى تدمير مرافق فيها، مقتل شخص واصابة عدد اخر بجراح متفاوتة. وعلى مدى ساعات الليلة قبل الماضية وطوال امس قصفت طائرات الأباتشي العشرات من ورش الخراطة والحدادة في أنحاء قطاع غزة، ودمرتها بشكل كامل. وتدعي إسرائيل عادة أن حركة حماس تعتمد على هذه الورش في إنتاج قذائف القسام الصاروخية التي تطلقها على البلدات اليهودية المحيطة بالقطاع. واستهدف القصف الجوي مقار العديد من المجالس المحلية التي تسيطر عليها حماس، والحق أضرارا فادحة بمقر بلدية بيت حانون، أقصى شمال القطاع، ومحافظة رفح، أقصى جنوب القطاع.

وفي مدينة رفح قصفت الطائرات الحربية مستودعاً للأدوية ومخزناً للبنزين والسولار، مما أدى الى شبوب حرائق، أدت الى احتراق عشرين منزلاً مجاوراً، وأدى القصف الى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات. وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن عمليات القصف العنيف الذي استهدف رفح أدت الى اهتزازات كبيرة في منطقة الأنفاق، الأمر الذي أدى الى فرار أصحابها والعاملين فيها. وفي ما يعتبر تصعيداً غير مسبوق، استهدف القصف الإسرائيلي مسجدين في مدينة غزة. اذ قامت طائرات الأباتشي بعد منتصف الليلة قبل الماضية بالإغارة على مسجد الشفاء القريب من مستشفى دار الشفاء بمدينة غزة، مما أدى إلى مقتل أحد المارة وإصابة عدد آخر، وألحقت بالمستشفى أضرار كبيرة.

وفي وقت لاحق قصف الطيران الإسرائيلي مسجد المجمع في حي الصبرة الذي يتاخم منزل الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة حماس الأسبق. وأسفرت عمليات القصف عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر. واستهدف القصف منشآت رياضية حيث قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف نادي خدمات جباليا الرياضي شمال غزة، وأصابته إصابة مباشرة، الأمر الذي ادى الى اصابة أربعة اشخاص بجراح، احدهما طفلة جراحها بالغة. ولم تسلم حتى الدفيئات الزراعية من القصف، فقتل مزارع وجرح سبعة آخرين في قصف استهدف دفيئات تقع قرب شاطئ خان يونس.

الى ذلك واصل الفلسطينيون في قطاع غزة دفن قتلاهم، حيث تحولت شوارع مدن ومخيمات اللاجئين الى سرادقات عزاء. من ناحيتها طالبت الحكومة المقالة مصر والدول العربية والإسلامية بإرسال طواقم طبية وأدوية لإقامة مستشفيات ميدانية في غزة لإنقاذ مئات الجرحى الذين يتساقطون جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. ونفى الدكتور باسم نعيم وزير الصحة في المقالة أن تكون السلطات المصرية قد أبلغت الحكومة باعادة فتح معبر رفح، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى إرسال أطقم طبية وأدوية لإقامة مستشفيات ميدانية لإنقاذ مئات الجرحى.

وأشار نعيم إلى أن صعوبة حالات الجرحى لا تسمح بنقلهم لمسافة 700 كيلومتر. وقال معاوية حسنين مدير الإسعاف والطوارئ إن غالبية الجرحى بحالة خطرة، الأمر الذي لا يمكن من نقلهم إلى أي دولة عربية إلا بعد استقرار وضعهم الصحي.

وأشار إلى وجود نقص حاد في الادوية ومستلزمات الإسعاف الأولي وكافة العلاجات اللازمة للعمليات الجراحية العاجلة، مناشداً الدول العربية واتحادات الأطباء بارسال الأدوية بشكل عاجل للقطاع المحاصر.

من جهة اخرى ولاول مرة، اعلنت الشرطة الإسرائيلية عن سقوط صاروخين من طراز كاتيوشا في ضواحي مدينة اسدود، على بعد 35 كيلومترا شمال القطاع. وحسب الشرطة الإسرائيلية فقد سقط الصاروخ قرب منزل، الأمر الذي أدى الى اصابة عدد من قاطنيه.