عباس: كلمنا حماس بالهواتف ورجوناهم ألا يقطعوا التهدئة لتفادي ما حصل

أبو الغيط: وزير الصحة موجود على الحدود لاستقبال الجرحى واسألوا من يمنعونهم من العبور

TT

في إطار التحركات المصرية والعربية والفلسطينية الهادفة لوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي على قطاع غزة، عقد الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، امس اجتماعا طارئا في القاهرة، مع الرئيس حسني مبارك. وناقش أبو مازن مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، المواضيع المطروحة على الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، بعد غد، وفي مقدمتها العدوان بغزة وسبل دعم الشعب الفلسطيني ووقف هذا العدوان. وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤولية الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة لعدم تمديدها التهدئة مع اسرائيل التي دامت ستة أشهر. وذكر أن استمرار التهدئة كان من شأنه أن يجنب الفلسطينيين الغارات الاسرائيلية التي اسفرت عن سقوط أكثر من 270 قتيلا خلال يومين.

وأضاف في القاهرة «تكلمنا معهم بالهواتف وقلنا لهم نرجوكم ونتمنى عليكم ألا تقطعوا التهدئة، فلتستمر التهدئة ولا تتوقف حتى نتفادى ما حصل وليتنا تفاديناه». وقال عباس عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة ان الاولية هي لإنهاء إراقة الدم والعودة الى التهدئة.

من جانبه، قال أبو الغيط إن هناك جهدا مصرياً كبيراً للسيطرة على الموقف. واضاف: «أنه كانت هناك تحذيرات مصرية في الفترة الماضية، وهي التحذيرات التي لم يسمعها أحد». وأكد أن «مصر ستجري اتصالات مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي، وسوف نجتهد ونمارس مسؤولياتنا ونحقق الهدف، وهو وقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

وقال أبو مازن للصحافيين عقب لقائه والرئيس المصري إنه «مسؤول عن غزة، وعن كل قطرة دم تجري أو تسقط في القطاع، وما يهمنا الآن هو أن يخرج الجرحى للعلاج. وأعتقد أن السعودية وغيرها من الدول العربية أبدت استعداداً لاستقبال الجرحى ويجب أن نساعد على إجلائهم، ولابد من وقف العدوان والعودة إلى التهدئة مرة أخرى»، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة يوم الأربعاء المقبل الذي سيناقش كل هذه القضايا وكل الإجراءات والقرارات المناسبة من أجل هذا الموضوع. وأكد الرئيس الفلسطيني «يهمنا جداً أن تتم السيطرة على هذا الوضع لأن النكبة والمذبحة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة خطيرة جداً». وقال ابو مازن: «لا يهمني الآن أن نقول إن هناك انقساما أو غير انقسام، ونحن مسؤولون أولا وأخيرا، ولذلك يجب أن نعمل فى هذا الاتجاه ووقف شلال الدم ونصل إلى التهدئة».

وعما إذا كانت مصر تعول على القمة العربية الطارئة لإنهاء أزمة في ظل الانقسام الذي قد ينعكس على القمة المطروحة، قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط «أتصور أن المطلوب من اجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الأربعاء المقبل أن يقرروا كيف نتحرك من أجل وقف العمليات العسكرية والعدوانية من قبل إسرائيل، وكيف نحقق الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل بين الطرفين ثم نعيد فترة التهدئة مرة أخرى، أي الاتفاق على التهدئة التي كانت موجودة فى الفترة من 19 يونيو (حزيران) إلى 19 ديسمبر (كانون الاول) 2008، والهدف أن يتفق الوزراءُ على الآلية التي تقود إلى وقف إطلاق النار وإيقاف العدوان وإقامة التهدئة وفتح المعابر بين إسرائيل وغزة.. وهذا إن تم فسوف يكون هناك موقف عربي ينقل للجانبين؛ حماس وإسرائيل؛ وينقل لمجلس الأمن والمجتمع الدولي ثم نرى كيف نتحرك في اتجاه تنفيذ كل هذه الإجراءات المطلوبة أي أن المطلوب إجراءات».

وأضاف أبو الغيط أنه في ما يتعلق بعقد القمة من عدمها، «فأنا أعتقد أن الأولوية للإجراءات العربية على مستوى وزراء الخارجية لتحقيق هذه الأهداف ثم ننظر في مرحلة تالية. ولكننا لا نتصور أن نتحرك دون إعداد جيد لمثل هذه القمة ويجب النظر أولا في إجراءات وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية ووقف العدوان». وأكد أبو الغيط «أننا في مصر فتحنا معبر رفح لاستقبال الجرحى، فهناك مجموعة عمل مصرية برئاسة وزير الصحة موجودة على خط الحدود لاستقبال الجرحى، وهناك رغبة من قبل السعودية وأطراف عربية أخرى لنقل هؤلاء الجرحى وننتظر وصولهم.. وعلى الجانب الآخر، قمنا باستدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة لنؤكد له أننا نعترض على هذا الأمر ونطالب بوقفه وعدم قيام الجيش الإسرائيلي بغزو جديد للأراضي الفلسطينية. وكلفنا السفير المصري في تل أبيب بالاتصال بكافة الدوائر الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى إجراء مشاورات مع سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لنرى كيف نتحرك مع هذه الاتصالات مع العواصم، فهناك جهد مصري كبير للسيطرة على الموقف وكانت هناك الكثير من التحذيرات المصرية على مدى فترة ممتدة».

وحول العائق أمام عبور الجرحى من غزة إلى مصر، قال أبو الغيط «نحن ننتظر عبورهم، ولكن لا يتم السماح لهم بالعبور، وعليكم أن تسألوا الجهة المسيطرة على الأرض في غزة عن أسباب ذلك».