سورية: مصادر تحدثت عن وقف المفاوضات مع إسرائيل ولا بيان رسميا يؤكد الأمر

مصدر مطلع: تركيا تتبنى التوجه إلى تعليق المفاوضات

TT

لم يصدر امس في دمشق أي بيان رسمي يعلن تعليق المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب رغم تواتر اخبار تناقلتها وكالات الأنباء عن تعليق هذه المفاوضات احتجاجا على العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة فضلا عن اعلان مصدر سوري لـ«الشرق الاوسط» ان «العدوان الاسرائيلي أوقف المفاوضات» في حين لمح مصدر قريب من المفاوضات في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» في لندن ان التوجه الى تعليق المفاوضات موقف تبنته تركيا وسيصدر عنها.

وفي دمشق، قال مصدر سوري لـ«الشرق الأوسط» إن «العدوان الاسرائيلي على غزة أوقف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط التركي». وفي اتصال هاتفي من لندن، قال مصدر سوري قريب من المفاوضات ان «لا اخبار محددة على المستوى الرسمي» في سورية حول تعليق المفاوضات مع اسرائيل الا ان «التوجه الاتي من تركيا هو لتعليق المفاوضات بناء على تناقض تراه أنقرة بين المواقف الاسرائيلية والممارسات على الارض».

واضاف المصدر نفسه «من حيث المبدأ هنالك ردة فعل قوية في سورية ولكن على المستوى الرسمي لم يعلن أي موقف بعد» في ما يتعلق بالمفاوضات غير المباشرة والتي شهدت اربع جولات سابقة لها.

وكانت وكالة اسوشيتد برس الاميركية نقلت عن مصدر مسؤول لم تسمه ان دمشق قررت تعليق المفاوضات مع اسرائيل قائلا ان «العدوان الاسرائيلي اغلق كل الابواب» باتجاه تسوية في المنطقة.

كذلك، صرح مصدر سوري مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية ان «العدوان» الاسرائيلي على قطاع غزة «يغلق الباب» امام مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل.

وقال المصدر ردا على سؤال للوكالة ان «العدوان الاسرائيلي على غزة يغلق الباب امام اي تحرك في العملية السياسية».

وكانت وكالات الانباء نسبت الخبر اولا الى مصدر رسمي او مصدر في الحكومة السورية ثم عادت واعتمدت صيغة «مصدر مطلع». وكان اللافت ايضا خبر بثته «شام برس» يقول ان «الجانب السوري ابلغ الجانب التركي بوقف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل ردا على العدوان الاسرائيلي على غزة» وذلك نقلا عن مصادر تركية. وكانت سورية واسرائيل عقدتا اربع جولات تفاوضية غير مباشرة برعاية تركيا توقفت بعد اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت استقالته.

وكان رئيس الوزراء التركي عبد الله اردوغان أدان امس الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة واصفا اياها بأنها «جريمة ضد الانسانية» ودعى الى وقفها على الفور، كما نقلت وكالة اسوشيتد برس.

واتهم اردوغان اسرائيل بممارسة «القوة غير المتكافئة» معتبرا ان الغارات تشكل «ضربة للسلام».

وكان الرئيس السوري بشار الأسد تحدث الأسبوع الماضي عن عملية وضع الأساس لعملية السلام التي شبهها بالبناء، وقال إن المفاوضات غير المباشرة هي بمثابة الأساس لهذا البناء وفي حل تم استكماله يتم الانتقال إلى مفاوضات مباشرة.

وكانت المفاوضات غير المباشرة توقفت عند الجولة الخامسة التي تم تأجيلها بناء على طلب إسرائيلي في سبتمبر (ايلول) الماضي.

من جانب آخر، شهدت سورية مظاهرات ومسيرات للاحتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وندد المشاركون بـ«الصمت الدولي إزاء الإرهاب الإسرائيلي» وطالبوا المجتمع الدولي بـ«العمل على وقف هذا العدوان الدموي وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة». كما طالبوا الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل بقطع هذه العلاقات بكل أشكالها فوراً وطرد السفراء الإسرائيليين من تلك الدول داعين السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات مع إسرائيل. وأحرق المتظاهرون الأعلام الأميركية والإسرائيلية.

من جانب آخر قالت وكالة الأنباء السورية إن الرئيس السوري تلقى اتصالا هاتفيا امس من الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحث معه «الأوضاع المأساوية» في قطاع غزة. وأضافت الوكالة أن «الأسد طالب بان كي مون بأن تتحمل المنظمة الدولية مسؤوليتها عن حماية الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة».

من جهة اخرى تلقى الاسد اتصالا هاتفيا من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد بحثا خلاله «الجريمة» الاسرائيلية في غزة بحسب ما ذكرت سانا.

وقالت الوكالة ان الاسد بحث واحمدي نجاد «الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة وسبل التحرك من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي لصد هذا العدوان الاسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الاعزل في قطاع غزة».

من ناحيتها ادانت بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية «جريمة الحرب الاجرامية والارهابية» التي ترتكبها اسرائيل في غزة.

ونقلت سانا عن شعبان قولها ان «ما يجري في قطاع غزة هو حرب ابادة وجريمة حرب ضد الانسانية وعملية ارهابية بامتياز ضد الشعب الفلسطيني الاعزل».

واعتبرت شعبان ان «كل من يريد ان يستلم رئاسة الوزراء في اسرائيل يجب ان يتذوق طعم الدم الفلسطيني وهذا ما تفعله وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الآن لكي تصبح رئيسة وزراء لكيان لا يمكن لاحد به ان يصبح رئيس وزراء الا اذا ارتكب مجزرة بحق الشعب الفلسطيني».

واكدت ان الرئيس الاسد «يجري اتصالات مع القادة العرب بشأن الوضع الخطير في غزة».

الى ذلك، يستعد وزير الخارجية السوري للسفر إلى القاهرة لحضور اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية لبحث تطورات الأوضاع في غزة والتحضير لعقد اجتماع قمة عربية طارئ، من المتوقع أن يكون الجمعة المقبل في الدوحة.