القاهرة: المظاهرات ضد مصر في بيروت موجهة للعنوان الخاطئ.. وأهدافها ليست بريئة

الأردن: العنف لن يحقق الأمن لإسرائيل.. والكويت: قلوبنا ومستشفياتنا مفتوحة للجرحى

لبنانيون وفلسطينيون يشاركون في مظاهرة أمام السفارة المصرية في بيروت احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت القاهرة أمس إن المظاهرات، أمام السفارة المصرية في العاصمة اللبنانية «بيروت»، موجهة للعنوان الخاطئ، وتحمل أجندة تريد جرنا لمربع المواجهة». وأضافت القاهرة على لسان السفير حسام زكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية «إننا نفهم تماماً الهدف من هذه المظاهرات، ونعي أن أهدافها ليست بريئة، ولكنها تحمل ذات الأجندة السياسية التي تريد أن تؤدى بالمنطقة إلى مربع المواجهة.. وتريد أن تجر مصر إلى هذا المربع.. ومصر لن تسمح بهذا».

و خرج الآلاف في بيروت ودمشق امس في مسيرات ومظاهرات واعتصامات تنديدا بالغارات الجوية الاسرائيلية. وتظاهر المئات من اللبنانيين والفلسطينيين امام مبنى الأمم المتحدة «الإسكوا» في وسط بيروت بدعوة من حركة حماس والجماعة الإسلامية في لبنان. وطالب المتحدثون في المظاهرة الامم المتحدة بأن تكيل بنفس المكيال وان تنصر المظلوم. وحمل المتظاهرون لافتات كتب على بعضها «لك الله يا غزة.. وجنود المقاومة»، و«أمريكا والصهاينة قادة الإرهاب العالمي»، و«أطفال غزة.. سلام أيها الصامدون». وردد البعض شعارات منها «رغم الألم والحصار.. شعبك يا غزة جبار». وتظاهر المئات امام مبنى السفارة المصرية في بيروت لكن القوى الأمنية اللبنانية فرقت المحتجين بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.

وندد حزب الله اللبناني بالغارات الإسرائيلية وقال ممثله في الجنوب الشيخ نبيل قاووق «حزب الله لن يتفرج على ما يحصل في فلسطين ولن يتورع عن القيام بما يمليه عليه الواجب الوطني والأخلاقي والديني من اجل مساندة الشعب الفلسطيني».

من جهة أخرى تواصلت في عدد من العواصم العربية أمس موجة الغضب والتظاهرات المنددة بالمجزرة الإسرائيلية بقطاع غزة. وتأتي هذه المواقف والردود بينما أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن الأمانة العامة تنتظر رد القادة العرب على دعوة الدوحة ودمشق لعقد قمة عربية.

وفي عمان، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن قيم السلام التي تحملها الأعياد الدينية تفرض على العالم أن يتحرك بشكل فوري لإنهاء العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار الذي يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني حتى ينعموا بحقهم الإنساني والسياسي والأخلاقي في العيش بأمن وكرامة.

وأضاف الملك عبد الله الثاني خلال لقائه رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية في الأردن بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية «إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يجب أن يتوقف فورا»، مؤكدا أن العنف لن يحقق الأمن لإسرائيل ولن يجلب السلام للمنطقة.

وعلى صعيد آخر اتخذت السلطات الأردنية تدابير أمنية في محيط السفارة الإسرائيلية بعمان تحسبا لوقوع اية أعمال انتقامية ضد موظفي السفارة الواقعة في حي الرابية بعمان الغربية.

فقد نشرت قوات من الأمن سيارات مسلحة على مفارق الطرق المؤدية إلى مبنى السفارة الواقع في شارع ميسلون ونشر قوات أمنية أخرى في شارع عمر بن عبد العزيز والطرق المؤدية الى السفارة التي يعمل بها 18 موظفا منهم عدد من الأردنيين. كما احرق عدد من البرلمانيين العلم الإسرائيلي داخل قبة البرلمان. ووعد رئيس مجلس النواب الأردني عبد الهادي المجالي المحامين الأردنيين شطب جدول أعمال جلسة مساء أمس وتحويلها لمناقشة ما يدور من أحداث في غزة. ونددت نقابة الصحافيين الأردنيين ومركز حماية وحرية الصحافيين بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال  في غزة. وقد علق طلاب جامعة البتراء الخاصة والجامعة الأردنية الرسمية الدراسة صباح أمس بعد خروج أكثر من ألفي طالب باعتصام حاشد مطالبين الحكومة الأردنية بطرد السفير الإسرائيلي في عمان واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب احتجاجا على المجازر الإسرائيلية في غزة. وفي السياق ذاته خرجت جموع غفيرة من طلبة جامعة فيلادلفيا في مسيرات غاضبة عبر فيها الطلبة عن غضبهم مطالبين برد فعل عربي مساو للمجزرة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة،  وبعد مسيرة عفوية صلى الطلبة صلاة الغائب على أرواح الشهداء. كما شهد مخيم البقعة تظاهرات حاشدة منددة بالعدوان الإسرائيلي ومطالبة باتخاذ مواقف عربية رسمية خارج نطاق الاستنكار والشجب.

وفي الكويت أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ الدكتور محمد الصباح، الاستعداد التام للمستشفيات في بلاده لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين الفلسطينيين جراء العمليات الإجرامية وتقديم كافة أشكال الرعاية الطبية لهم. وأوضح أن «هناك اتصالات صعبة ونحن ننسق الآن مع الأشقاء وهناك إمكانية ان يأتي المصابون عن طريق الأردن»، مشيرا إلى ان هناك اتصالات وتنسيقا بهذ الشأن. وعبر رئيس مجلس الأمة الكويتي عن أسفه وخيبة أمله من ردود الفعل العربية الرسمية تجاه هذا العمل الإجرامي. ودعا الخرافي الشعب الفلسطيني إلى توحيد الصفوف لمواجهة هذه الاعتداءات، مؤكدا على أن إسرائيل إذا انفردت بحركة حماس اليوم فإنها ستنفرد بالآخرين بعدها.

وفي مصر تظاهر أكثر من 50 ألف شخص احتجاجا على الغارات الإسرائيلية. وأوضحت هذه المصادر ان ثمانية آلاف طالب تظاهروا في جامعة القاهرة و5 آلاف في جامعة عين شمس، شرق العاصمة المصرية. كما تجمع قرابة 4 آلاف شخص أمام مقر نقابة الأطباء في القاهرة، فيما نزل 4 آلاف شخص الى الشارع في مدينة الإسكندرية (شمال) على ساحل البحر المتوسط.

وتظاهر 3 آلاف شخص في مدينة المنيا داخل الجامعات وأمام مقر جمعية الشبان المسلمين ورددوا شعارات تدعو الى طرد السفير الإسرائيلي في القاهرة وإغلاق السفارة الإسرائيلية.

وفي مدينة اسيوط بصعيد مصر تظاهر قرابة ثمانية آلاف طالب داخل الجامعات. وفي مدينة الفيوم شارك 3 آلاف شخص في التظاهرات، وفي دلتا النيل، شهدت مدن كفر الشيخ ودمنهور وطنطا والمنصورة ودمياط تظاهرات شارك فيها اكثر من 14 الف شخص. وشارك 6 آلاف شخص في تظاهرات في مدينتي الاسماعية وبورسعيد، على قناة السويس. وطالب شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي القوى الدولية بالعمل الفوري على «وقف الاعتداءات الاسرائيلية المجرمة والمستمرة على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة». وناشد طنطاوي في بيان منظمات حقوق الإنسان والعالم الإسلامي والشعب العربي تقديم يد العون العاجلة لإغاثة الجرحى والمصابين من جراء تلك الهجمات.

وفي ليبيا هاجم الزعيم الليبي معمر القذافي رد الدول العربية على الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة. وقال انهم لم يدعموا الفلسطينيين في القطاع إلا بتقديم مساعدات انسانية أو مناقشة عقد قمة عربية محتملة.

ودان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان «الاعتداء» على غزة و«المجازر الوحشية التي ترتكب بحق اهلها»، داعيا الدول العربية الى «موقف حازم من اسرائيل». من جهته، دعا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الجامعة العربية الى عقد اجتماع استثنائي لبحث العملية الإسرائيلية «الإجرامية التي ارتكبت وترتكب في قطاع غزة».

وفي بغداد أحرق متظاهرون أعلام اسرائيل وأطلقوا نيران البنادق من طراز(ايه كيه – 47) في الهواء في احتجاجات عمت العراق امس، مطالبين برد أقوى من الدول العربية على الهجوم الإسرائيلي في غزة. وقتل مراهق في أحد الاحتجاجات بمدينة الموصل المضطربة شمال العراق عندما نسف انتحاري يركب دراجة متفجرات في حشد من نحو 300 متظاهر. ولم يتضح السبب الذي دفع الانتحاري الى استهداف مسيرة ضد اسرائيل. وفي منطقة البلديات في بغداد حيث يعيش كثير من الفلسطينيين الذين منحهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حق اللجوء الى العراق حمل رجال لافتات وأدانوا الدول العربية متهمين اياها بالتقصير في دعم الفلسطينيين.

وفي الرباط، أدان المغرب بشدة، العمليات العسكرية الإسرائيلية، وندد بصرامة «بالاستعمال غير المتناسب للقوة، وبهذا التصعيد المأساوي للعنف».

ودعا المغرب في بيان صحافي لوزارة الخارجية والتعاون، أول من أمس إلى «الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي، وبالإضافة لما خلفته من خسائر مهمة في الأرواح، تعرض المنطقة، مرة أخرى، للاشتعال والعنف والانقسامات».

إلى ذلك، شهد الشارع المغربي حركة غضب جماهيرية قوية ضد الغزو الإسرائيلي، إذ خرجت الجموع الشعبية لتعبر عن إدانتها لهذا الاعتداء، مطالبة بالوقف الفوري له، ومعبرة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في هذه المحنة الجديدة التي يتعرض لها، بعد الحصار الذي طاله مدة من الزمن، وحال بينه وبين التوصل بأبسط المساعدات الإنسانية والغذائية التي قد تعينه على مواجهة تلبية حاجياته اليومية البسيطة.

وفي صنعاء شارك عشرات الآلاف من اليمنيين في مظاهرة تعبيرا عن دعمهم للفلسطينيين في قطاع غزة بدعوة من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وجمعيات عدة. واكتظ مجمع رياضي في شمال صنعاء بالناس بينما يقود التظاهرة عدد من قادة مختلف الأحزاب. ورفع المتظاهرون لافتات من بينها واحدة تدين الغارات الجوية.

وفي تونس، دعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى «تحرك عاجل» لوقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. ودانت وزارة الخارجية التونسية من جهة أخرى في بيان الغارات الجوية الإسرائيلية ودعت ايضا الى «تحرك عاجل». وقالت الوزارة في بيان ان «تونس تدين هذا التصعيد الخطر».

وفي الجزائر: شجب عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، ودعا إلى توفير حماية دولية لسكانها من اعتداءات أخرى محتملة. وذكر بلخادم في تجمع أمس بالعاصمة عقده باسم الحزب الذي يقوده «جبهة التحرير الوطني»، إن «قلوب الجزائريين تدمى وأعناقهم تشرئب لنصرة إخوانهم في فلسطين». وتجاوب المئات من الأشخاص مع خطاب بلخادم، الذي ألقاه في قاعة فسيحة بمقر النقابة المركزية. ونظم الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم» في وقفة تضامنية أمام مقره، حضرها عدد كبير من المناضلين شجبت فيها قياداته «مباركة عربية للاعتداء الصارخ على الأبرياء والعزل». وردد المناضلون شعارات تدين الاعتداء.

وفي الخرطوم: أعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن أمله في ألا تكون القمة العربية كسابقاتها هزيلة بمواقفها. وجاب شوارع العاصمة السودانية عشرات الآلاف من المواطنين، مطالبين الحكومات العربية والإسلامية بالتدخل وفتح أبواب «الجهاد» ضد ما وصفوه بالعدو المشترك. كما نددت عدة اتحادات ومنظمات وجمعيات وطنية بالتصعيد الإسرائيلي الأخير.