خلاف خليجي حول الرد على مقترحات الرئيس الإيراني لقمة الدوحة

اعتراض على تضمينه في البيان الختامي

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن الاجتماع الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، الذي جرى أمس في مسقط، شهد خلافا بين دول التعاون، حول الرد على المقترحات التي قدمها الرئيس الايراني أحمدي نجاد في القمة السابقة، التي أقيمت في الدوحة العام الماضي. ووفقا للمصادر فإن الخلاف تمحور حول أن المقترحات التي قدمها الرئيس الايراني، كانت غير مقبولة على المستوى الخليجي، وأنها تتعلق بالمصالح الإيرانية بالكامل، ولا تتعلق بمصالح الطرفين الخليجي والايراني، كما كانت هناك وجهة نظر تشير الى أن العلاقات الايرانية الخليجية ليست قوية بالدرجة التي تسمح بأن يتضمن البيان الختامي ردا على مقترحات نجاد. بالمقابل كانت هناك وجهة نظر خليجية أخرى تؤكد ضرورة الرد على هذه المقترحات، وتحسين العلاقات مع إيران، غير أن الاجتماع انتهى من دون أن يتم الاتفاق على الرد على المقترحات الايرانية.

وكان محمد صادق الحسيني، الأمين العام للمنتدى العربي الإيراني للحوار، الذي وجهت له سلطنة عمان دعوة لحضور المؤتمر، قد قال أمس في تصريحات صحافية في مسقط، إن عدم حضور بلاده بصفة رسمية في قمة مسقط، على غرار الحضور في قمة الدوحة، «لا يقلل من العلاقة بين الطرفين»، مشيراً إلى أن انعقاد القمة في مسقط أمر مهم، لافتاً إلى وجود علاقة مميزة بين كل من قطر وعمان من جهة، وإيران من جهة أخرى، وأن هاتين الدولتين اتجهتا إلى المزيد من العقلنة في التعامل مع إيران ومع الملفات المتعلقة بالتعاون معها.   ونوه الحسيني بجهود كل من قطر، رئيسة القمة الحالية وسلطنة عمان رئيسة القمة المقبلة، مؤكدا أنهما بذلتا جهدا كبيرا لعدم حصول انعكاس سلبي لعدم دعوة إيران لحضور هذه القمة بسبب عدم الإجماع على ذلك.  وحول مقترحات الرئيس نجاد في قمة الدوحة، وما تم تم تنفيذه منها أوضح الحسيني أن الأمانة العامة لمجلس التعاون جادة جداً في إقامة حوار مكثف، وقامت بخطوات عملية في ما يتعلق بالجانب التجاري والمنطقة الحرة بين المجلس وإيران، ونوّه بزيارة العطية إلى إيران ومناقشته هذا الموضوع مع الإيرانيين في أجواء قال إنها كانت إيجابية للغاية، بالإضافة إلى زيارة كل دولة خليجية بمفردها إلى إيران وإجرائها مباحثات، وقال «كل دولة خليجية تتعامل مع إيران من منطلق مصالحها وظروفها وإن هناك تعاونا أمنيا مع الجميع في مكافحة الجريمة المنظمة، وتعاونا أمنيا عاما بخصوص الحدود بين الدولتين والحدود الإقليمية».

وقال الحسيني إن اختلاف طبيعة علاقات دول الخليج مع إيران سببه الطرفان، ويعود لعدة أسباب، لافتاً إلى أن هناك تمايزا وتفاوتا في الرؤى بين دول المجلس ليس فقط مع إيران، بل مع العديد من الملفات والقضايا، مثل لبنان وفلسطين والعراق وغيرها، وقال إن الدول تتأثر بإيران بدرجات مختلفة أيضاً، لافتاً إلى أن البحرين على سبيل المثال، تتأثر بدرجة كبيرة من إيران سلباً أو إيجابا، بعكس دول خليجية أخرى لا تتأثر بنفس الدرجة.