بوتفليقة يزور منطقة أثرية عانت من أحداث عرقية وفيضانات

إطلاق 20 من سكان غرداية أوقفوا على خلفية أعمال عنف

بوتفليقة يصافح سكاناً خرجوا لاستقباله خلال زيارته مدينة غرداية الواقعة جنوب الجزائر أمس (رويترز)
TT

أفرجت السلطات الجزائرية عن نحو 20 شخصاً كانت قوات الأمن قد اعتقلتهم في منقطة غرداية الأثرية الجنوبية، الربيع الماضي، على خلفية أحداث عنف عرقية، وذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى المنطقة التي كانت شهدت اضطرابات عرقية ثم فيضانات.

وذكر مصدر حقوقي تابع لـ«رابطة حقوق الإنسان» المستقلة، أن الأشخاص الذين أفرجت عنهم وزارة العدل، عادوا إلى عائلاتهم عشية زيارة الرئيس للمنطقة. ووضع ذلك في إطار إجراءات تهدئة أمر بها الرئيس بوتفليقة شخصياً، لإنهاء حالة الاحتقان التي يشعر بها سكان المنطقة جراء الأضرار الكبيرة التي لحقت بولاية غرداية، بعد الفيضانات التي اجتاحتها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وشهدت بريان وهي من البلديات الكبيرة في غرداية، في مايو (أيار) الماضي معارك طاحنة في الشوارع بين فريق من السكان يتحدر من عشيرة «الشعانبة» الناطقة بالعربية، وقطاع آخر من عشيرة «الإباضيين» يتواصل أفرادها فيما بينهم بالأمازيغية. وخلفت الأحداث التي أخذت شكل ثأر بين الطرفين، قتلى وجرحى وخراباً كبيراَ في المرافق العمومية، وتعرض العديد من سكان المنطقة للاعتقال.

وكشف وزير الداخلية يزيد زرهوني يومها، أنه تم حجز منشورات في بيوت بعض المتصارعين تحرض على التصفية العرقية. واتهم ضمنا «يدا أجنبية» بالضلوع في الأحداث.

إلى ذلك حظي بوتفليقة باستقبال جماهيري كبير في غرداية، حيث سلم مفاتيح مساكن جاهزة لمنكوبي الفيضانات. وزار أكبر مواقع السكنات الجاهزة التي تؤوي 1550 أسرة، يقع في حي وادي نشو. واطلع على عملية إعادة إسكان عدد كبير من العائلات المنكوبة في أحياء بوهراوة وبن دوهة ومتليلي.

وحث بوتفليقة في لقاء جمعه بأعيان المنطقة من الإباضيين والشعانبة، على «تشمير المواطنين عن سواعدهم فقد حان الوقت من أجل العمل»، وقال إن «القضية ليست قضية رئيس أو حكومة وإنما هي قضية شعب بأكمله رجالا ونساء وشبابا وكهولا». وأعرب عن تضامنه مع المنكوبين، قائلا: «لقد جئتكم في زيارة منكوب لأخيه المنكوب».

وأشاد «بصبر أهل غرداية» خلال الفيضانات الأخيرة. وقال: «لقد كنتم ملتزمين ومنضبطين وسهلتم كثيرا أعمال المؤسسات الحكومية سواء كانت عسكرية أو مدنية». وأضاف متحدثا عن المطالب الكثيرة للمنكوبين: "لو كان عندي مليما فائضا لأعطيته لسكان غرداية وأنا على يقين أن سكان غرداية لن يقبلوا ولو مليما إذا كان فائضا على الجزائر كلها". وتلقى الرئيس تأييدا واسعا من العشيرتين بخصوص ترشحه لولاية ثالثة في انتخابات الرئاسة التي ستجري بعد ثلاثة أشهر.