الدمشقيون يستقبلون العام الجديد باللون الأبيض والطعم الحلو

الكراوية والمهلبية والقطايف من أشهر أطباق الموسم

سوق البزورية بدمشق حيث تباع الكراوية الخام («الشرق الأوسط»)
TT

كعادة الدمشقيين وتقاليدهم المتوارثة منذ مئات السنين الاحتفال بالأعياد الدينية والاجتماعية من خلال طقوس وعادات متوارثة تطغى عليها النكهة الدمشقية خاصة في المأكولات والحلويات، فليوم رأس السنة الهجرية استقبال خاص لدى الأسر الدمشقية، حيث تستعد هذه الأسر للاحتفاء به من خلال تقديم طبق حلويات مصنع من حبوب( الكراوية) وفي سوق البزوريــة الدمشقي كانت العديد من النساء الدمشقيات يشترين الكراوية بشكلها الخام استعداداً لتحضيرها لمناسبة رأس السنة الهجرية وتقول (حنان خياط) التي التقيناها في سوق البزورية: الإعداد لطبق الكــراوية يكون من خلال التوجه قبل يوم رأس السنة الهجــرية الجديد إلى سوق البزورية في دمشق القديمة لشراء حب الكراوية بشكله الخام غير المحضر وفي صباح يوم رأس السنة الهجرية الجديد تقوم سيدة المنزل بسلق حب الكراويه وطبخه مع السكر والنشاء ومنكهـات اليانسون والشمرة ليصبح طعمها ألذ وأطيب، ومن ثم تقوم بصبــه في صحون صغيرة تشابه صحون المهلبية ونضع على سطح الطبق من الكراويــة قليلاً من الفســتق الحلبي المبشور والمكســرات الأخرى كاللوز والبندق، وليصبح بعد ذلك جاهزاً لتقــديمه للضيوف القادمين مهنئين بحلول العام الهجري الجديد وغالباً هم من الأقارب والأصدقاء والأبناء الذين يسكنون في منازل مســتقلة مع زوجــاتهم وأبنائهم، كما ما زالت الكثير من الأسر الدمشــقية المقيمة في الأحياء الشــعبية والقديمة من دمشق تتبادل فيما بينها اطباق الكراوية. كذلك درجت العديد من الأسر الدمشقية على استقبال العام الهجري الجديد بتحضير أطباق المهلبية المعروفة والتي تصنع بشكل أساسي من الحليب مع السكر والنشاء وبعد أن يجمد الحليب يصب في صحون صغيرة وترش عليه المكسرات وإذا جاء يوم رأس السنة الهجرية في فصل الصيف فيقومون بإضــافة الايس كريم على سطح المهلبية ليعطيها نكهة إضافية ومذاقا باردا أما في فصل الشتاء فيقدم صحن المهلبية ساخناً كما حال أطباق الكراوية، وتحرص النساء الدمشقيات على أن يكون هذا الطبق من الحليب موجوداً مع أول أيام العام الجديد من منطلق رمزي متوارث يقول أن غلي الحليب الأبيض في المنزل يجلب الســعادة والحظ للأسرة وتتمنى هذه الأسر أن يحمل العام الجديد أياماً بيضاء كالحليــب وحلوة كأطباق الكراوية والمهلبية؟!... كما تحرص الكثير من الأسر الدمشقية على تقديم أطباق القطايف والتي تحضر من العجين بشكله المدور الصغير الحجم وتوضع بينه طبقة من الشمندور البيضاء اللون والتي يحرص بائعوها أن يأتوا بها بشكلها الأصلي غير المغشوش بإضافات صناعية من البادية الســورية حيث المكان الأساسي لمشتقات الأغنام اللبنية، كما تغطس بالقطر المحضر من السكر الأبيض وعلى الرغم من أن القطايف حلوى رمضانية ولكن الأسر الدمشقية يستعيدوها مع حلول العام الهجري الجديد حيث يتفاءلون بلون الشمندور الأبيض وطعمها اللذيذ. وهناك أيضاً بعض الأسر تقدم على الغداء القمحية المصنعة من القمح المقشور وذلك احتفاء بقدوم العام الهجري الجديد.