الصين تساند جهود تخفيف التوتر بيـن الهند وباكستان

ارتفاع محصلة قتلى تفجير اللجنة الانتخابية إلى 40 شخصا

TT

قال ضابط أمن باكستاني إن مسؤولين عسكريين هنودا وباكستانيين أجروا اتصالا غير مقرر على الخط الهاتفي الساخن، بينما انضمت الصين الى جهود تخفيف التوتر بين الجارتين والتي تصاعدت بعد هجمات مومباي الشهر الماضي. وألقت الهند باللائمة على متشددين في باكستان في هجوم مومباي الذي راح ضحيته 179 شخصا، ما أجج عداوات قديمة بين الدولتين المسلحتين نوويا، وأثار مخاوف من نشوب صراع. وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن هي يافي، نائب وزير الخارجية الصيني، وصل الى باكستان اول من أمس والتقى بوزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي حسب محمد صادق المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية .

يزور المسؤول الصيني البلاد في إطار الوضع الحالي بين الهند وباكستان. وقد أجرت الجارتان الواقعتان في جنوب اسيا اختبارات على أسلحة نووية عام 1998، وخاضتا ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947 وكانت حرب رابعة على وشك أن تنشب بعدما هاجم مسلحون البرلمان الهندي في ديسمبر (كانون الاول) عام 2001. وعلى الرغم من أن أغلب المحللين يقولون ان الحرب غير مرجحة إلا أن القلق الدولي يزداد، إذ حثت الولايات المتحدة الجانبين على عدم تصعيد التوتر أكثر من ذلك. وقال ضابط أمني باكستاني كبير طلب عدم نشر اسمه ان مسؤولين عسكريين بارزين من الهند وباكستان أجروا حوارا غير مقرر عبر الخط الساخن مطلع الاسبوع. وأضاف أن المدير العام للعمليات العسكرية في الهند يتحدث مع نظيره في باكستان كل ثلاثاء. وأدانت باكستان هجمات مومباي ونفت أي تورط رسمي فيها وأشارت الى وجود عناصر لا علاقة لها بالدولة. واتهمت الهند والولايات المتحدة وبريطانيا جماعة «عسكر طيبة» التي تتخذ من باكستان مقرا لها بالوقوف وراء الهجمات. وشكلت أجهزة أمنية باكستانية الجماعة في أواخر الثمانينيات من القرن العشرين لمحاربة الحكم الهندي في منطقة كشمير المتنازع عليها. ثم حظرت باكستان الجماعة عام 2002. واعتقلت باكستان منذ هجمات مومباي أعدادا كبيرة من المقاتلين بينهم عدد من كبار القادة، كما أغلقت مكاتب وجمدت أصول «جماعة الدعوة» وهي جماعة خيرية تقول الامم المتحدة انها واجهة لـ«عسكر طيبة». وتطالب الهند باكستان بتفكيك ما تصفه بأنه بنية تحتية للارهاب. وقال صادق ان الصين لا تضغط على باكستان لفعل المزيد لقمع المتشددين. وأضاف «الصين لا تمارس أي ضغوط. نحن نعمل ضد المتشددين، على أي حال الصينيون موجودون هنا لنزع فتيل التوتر. ليسوا من الفريق الذي يطالب بفعل المزيد» مشيرا الى دول مثل الولايات المتحدة التي تطالب اسلام اباد بفعل المزيد.

وقال مسؤول حكومي آخر إن المسؤول الصيني سيتوجه الى الهند في وقت لاحق من امس. ومع تصاعد التوتر ألغت باكستان عطلة الجنود ونقلت بعضا من قواتها من حدودها الغربية مع أفغانستان. ونفى متحدثون باسم الجيش الباكستاني أي زيادة لعدد القوات الباكستانية على حدود البلاد الشرقية مع الهند، لكن مسؤولا أمنيا قال إن بعض القوات انتقلت الى هذا الجانب من الحدود.

ولم يحدد مسؤولون عسكريون باكستانيون عدد القوات التي حركت من الحدود الافغانية حيث يحارب مائة ألف جندي مقاتلي «القاعدة» وطالبان، وقال المسؤولون إن الامر لا يشمل سوى أعداد محدودة من الجنود. ووصف مسؤول عسكري طلب عدم نشر اسمه تقريرا أفاد بسحب 20 ألف جندي من الحدود الغربية لباكستان ونقلهم الى حدودها الشرقية بأنه «محض هراء» وأضاف «لا حقيقة في هذا. سحبت قوات محدودة من المناطق التي ينتظر تساقط الثلوج فيها ونقلت الى حيث يجب». ومن المرجح أن يثير نقل قوات باكستانية من الحدود الافغانية قلق الولايات المتحدة التي لا تريد أن يتشتت انتباه باكستان عن معركتها مع «القاعدة» ومقاتلي طالبان. من جهة اخرى أعلنت الشرطة الباكستانية أن محصلة القتلى في حادث تفجير سيارة ملغومة نفذه انتحاري أمام احدى اللجان الانتخابية بمنطقة بونير شمال غربي باكستان ارتفع امس (الاثنين) إلى 40 حيث توفي عدد آخر من المصابين في المستشفيات. وكان انتحاري يقود سيارة ملغومة قد اقتحم مدرسة حكومية بها لجنة انتخابية بينما كان الناخبون بالمئات يدلون بأصواتهم في قرية شال باند عند الساعة 11 صباحا ( 06.00 بتوقيت غرينتش) اول من امس ما أدى لمصرع أكثر من 15 شخصا في الحال.

ودمر الانفجار القوي مبنى المدرسة وعدة محال مجاورة تستخدم كمقار للاحزاب السياسية المتنافسة، كما ألحق أضرارا بالمنازل المجاورة ومسجد. وقام رجال الانقاذ بالبحث بين الانقاض حتى ساعة متأخرة من يوم اول من أمس لإخراج عشرات من الضحايا .

وصرح بيهرماند خان، الضابط بشرطة داجار، كبرى بلدات بونير حيث نقل غالبية الضحايا قائلا «بحلول صباح امس وصل عدد القتلى بشكل مؤكد إلى 40». ونقل عدد من الجرحى ممن هم في حالات حرجة إلى مدينة بيشاور. وأعرب خان عن خشيته من احتمال ارتفاع أعداد الضحايا. وزعم متحدث باسم متشددين اسلاميين ينشطون في وادي سوات المضطرب، الذي يتقاسم الحدود مع بونير، المسؤولية عن التفجير. وقال إن الهجوم جاء انتقاما لمقتل 6 من رفاقهم على يد ميليشيات موالية للحكومة في شال باندي في 13 أغسطس (آب). وذكرت صحيفة «ذي نيوز» التي تصدر بالانجليزية أن مولانا شاه دوران استخدم ترددا لاسلكيا غير قانوني على موجة «إف ام» في الهجوم . وقال دوران إن القرويين انتهكوا حرمة الموتى من رجاله.

ونقلت الصحيفة عن الزعيم المتمرد قوله «إن الانتقام لم ينته بعد وكل فرد في شال باند ستتم تصفيته لقتله أعضاء في طالبان». وقام سكان منطقة بونير بتجنيد مئات من المتطوعين من بين صفوفهم للتصدي لانتشار نفوذ الاسلاميين حيث يشن مولانا فضل الله تمردا مسلحا لفرض قوانين متزمتة على نمط طالبان وإقامة نظام قضائي مواز. وتم العام الماضي نشر قوات امن باكستانية في سوات، الوجهة السياحية السابقة لقمع التمرد. وخلفت شهور من القتال الضاري مئات من القتلى في صفوف المتشددين وعشرات من قوات الأمن والمدنيين.