350 قتيلا وآلاف الجرحى حصيلة العدوان.. والمنازل تدمر على رؤوس ساكنيها

إسرائيل تستخدم صاروخا خارقا للتحصينات تسلمته حديثا من أميركا في عمليات القصف

فلسطينيون يتراكضون بحثا عن مخبأ خلال غارة جوية على غزة امس (ا ف ب)
TT

في الوقت الذي طفحت فيه ثلاجات الموتى في مستشفيات القطاع بالجثث، وأصبح من الصعب إحصاء عدد الغارات الإسرائيلية، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين الى ما يزيد على 350 قتيل في اليوم الثالث على المجزرة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي استهداف المنازل الخاصة التابعة لقيادات وكوادر حماس، فضلاً عن المؤسسات المدنية الفلسطينية، حيث تم استهداف جامعتين، ووزارات ومؤسسات حكومية وجمعيات خيرية ومساجد. ففي الساعة الخامسة من مساء أمس، قتل 12 فلسطينياً على الأقل، وأصيب عدد آخر لدى مهاجمة الطائرات منزل القيادي في حماس، ماهر زقوت، في بيت لاهيا شمال القطاع. وذكرت مصادر فلسطينية أن القتلى جميعهم من المارة، حيث تم إخلاء المنزل في وقت سابق، مشيرة الى أن عددا من المنازل تعرض للدمار.

وبعدها بخمس دقائق هاجمت الطائرات منزلي قياديين في حماس في حي النزلة بجباليا، وفي مدينة خان يوس، شمال وجنوب القطاع. وهاجمت الطائرات سيارة تقل وقودا في شمال القطاع، الأمر الذي أدى الى مقتل سائق الشاحنة على الفور. وتعرضت مدرسة تابعة لوكالة الغوث في منطقة القرارة للقصف، فقتل حارس المدرسة، الى جانب إلحاق أضرار جسيمة بالمبنى. والى الجنوب من القرارة، وتحديدا في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس أصيب عدة اشخاص بجراح بالغة جراء قصف منزل نور بركة القيادي الميداني في حماس، ومن بين الجرحى والدة بركة التي أصيبت بجراح بالغة. وهاجمت طائرات الاستطلاع بدون طيار مجموعة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس فقتل اربعة منهم وطفل، وهم: زياد العبد أبو طير وشقيقه ياسر العبد أبو طير ومحمد جلال أبو طير ومحمد القرا بالإضافة للطفل معاذ أبو طير 3 سنوات، وأصيب أربعة آخرين بعضهم في حالة خطرة. وأسفرت عمليات القصف التي استهدفت مجموعات المقاومة التي ترابط على التخوم الشرقية للتجمعات السكانية الفلسطينية، عن مقتل ثمانية من المقاومين سبعة ينتمون الى حماس وواحد الى كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح. وفي منطقة بيت لاهيا أقصى شمال القطاع، أطلقت الطائرات صاروخا صوب مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون أمام منزلهم فقتل احدهم وأصاب آخر. واستهدفت القصف الإسرائيلي مؤسسات أكاديمية فلسطينية، حيث اطلقت طائرات آلاف ستة عشر في الساحة الواحدة فجراً أربعة صواريخ على مبنيين في الجامعة الإسلامية احدهما توجد فيه المعامل والمختبرات والثانية هو كلية العلوم التطبيقية، فدمرتهما. وبعد ساعتين على هذا القصف أغارت الطائرات الإسرائيلية على مبنى جامعة الأمة للعلوم العسكرية في غزة، الأمر الذي أدى الى انهيار طابقين من المبنى. ودمر القصف الإسرائيلي مقار وزارات الداخلية والثقافة في غزة، وقصر الضيافة الرسمي الذي يطلق عليه «قصر الحاكم»، ومجمع أنصار الأمني في حي الرمال الجنوبي، وأحد المقرات الأمنية في مرفأ الصيادين غرب مدينة غزة. في نفس الوقت واصلت طائرات الأباتشي استهداف عدد كبير من ورش الحدادة والخراطة التي تزعم اسرائيل أنها تستخدم في تصنيع قذائف القسام المحلية الصنع.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن الطيران الإسرائيلي استهدف 5 سيارات إسعاف و3 سيارات للدفاع المدني، ما أسفر عن عدد من الجرحى في أطقمها. ورجحت مصادر طبية فلسطينية أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير خلال اليومين القادمين على اعتبار أن هناك عشرات المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض، حيث توقف الناس عن البحث عن مزيد من الأحياء خوفا من قيام سلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة المواقع التي تم قصفها، كما حدث مع مقر شرطة حي الشجاعية الذي تم قصفه مساء امس، رغم من أنه تمت تسويته بالأرض.

من ناحيته اعلن الدكتور معاوية حسنين، مدير عام الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة، أنه قتل حتى الآن 40 طفلاً، مؤكداً أن 65 في المائة من القتلى هم من المدنيين. وأضاف حسنين أن عدد الجرحى وصل إلى أكثر من 1500 بينهم 850 جريحاً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفيات، مشيراً إلى أن نحو 187 من الجرحى توصف بالخطيرة والحرجة جداً. وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، مسؤوليتها عن اطلاق صاروخ غراد نحو مدينة عسقلان جنوب اسرائيل، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 15 آخرين بينهم 5 في حالات حرجة حسبما أعلنت مصادر إسرائيلية. وقالت كتائب القسام إنها أعادت قصف عسقلان بثلاثة صواريخ من نوع غراد ضمن عمليتها التي أطلقت عليها «بقعة الزيت» للرد على المجازر الإسرائيلية المتواصلة. الى ذلك كشفت مصادر اسرائيلية ان سلاح الجو الإسرائيلي استخدم صاروخا جديدا خارقا للتحصينات حصل عليه مؤخراً من الولايات المتحدة. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» في عددها الصادر امس ان الصاروخ الذي يدعى «جي بي يو ـ 39» طورته الولايات المتحدة في السنوات الاخيرة كقنبلة صغيرة القطر لتنفيذ غارات منخفضة التكلفة وعالية الدقة وتلحق اضرارا اقل بالسكان. وأضافت الصحيفة ان اسرائيل حصلت على موافقة الكونغرس لشراء 1000 صاروخ في سبتمبر (ايلول) 2008 . ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم ان الشحنة الأولى منها وصلت في وقت سابق من هذا الشهر وانها استعملت بنجاح في اختراق منصات اطلاق تحت الارض لصواريخ «قسام» في غزة خلال القصف الجوي المكثف للبنية التحتية لحماس يوم السبت. واستخدمت ايضا اول من امس في قصف أنفاق في رفح.

يذكر ان صواريخ «جي بي يو ـ 39» التي توجه بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي هي واحدة من اكثر القنابل دقة في العالم. وتمتلك القنبلة التي تزن 113 كيلوغراما نفس قدرات الاختراق مثل القتبلة العادية التي تزن 900 كيلوغرام.