أبو الغيط عن نصر الله: لا يعي من أمره شيئا.. وشعب مصر سيتصدى للحرب المعلنة عليه

النواب الأردنيون يدعون لإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل > منظمة المؤتمر الإسلامي: القصف على غزة «غير مقبول وغير مسبوق» > موسى يدعو الفلسطينيين لتحقيق المصالحة فورا على المائدة المصرية

طائرة إجلاء طبي سعودية وطائرة شحن قطرية في مطار العريش بالقرب من الحدود مع غزة لنجدة جرحى الغارات الاسرائيلية في غزة (أ.ف.ب)
TT

أكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن هناك حربا معلنة على مصر من جانب بعض الفضائيات والدول والأفراد، مشيرا إلى أن «ذلك يمثل إعلانا بالحرب على الشعب المصري.. (الذي) سيتصدى لهذه الحرب».

وذكر أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية التركي علي باباجان في ختام مباحثاتهما أمس تعقيبا على تصريحات الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله «إن احدهم ممن تحدثوا بالأمس طالب شعب مصر بالنزول إلى الشارع وإحداث حالة من الفوضى في مصر مثلما خلقوا هذه الفوضى في بلادهم.. كما تحدث إلى القوات المسلحة المصرية مطالبا إياها بالتمرد».

وأضاف وزير الخارجية المصري في التصريحات التي أدلى بها في العاصمة التركية أنقرة ونقلتها وكالة أنباء «الشرق الأوسط» (أ.ش.أ) والتلفزيون المصري «ان هذا الشخص لا يعي من أمره شيئا وان هذه القوات المسلحة المصرية هي قوات شريفة للدفاع عن مصر، وان كان لا يعي ذلك فانني أقول له هيهات لان هذه قوات مسلحة شريفة وقادرة للدفاع عن هذا الوطن ضد أمثالك». وتابع أبو الغيط موجها حديثه لنصر الله: «أنت ترغب في الفوضى في هذا الإقليم خدمة لمصالح ليست في مصلحة أهل الاقليم».

وعن من يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة وسحب السفير المصري من تل أبيب وقطع امدادات الغاز المصري عن إسرائيل قال أبو الغيط «اننا ننظر في هذه الأمور عندما نرى أن هناك مصلحة للفلسطينيين فيها قبل ان تكون هناك مصلحة لمصر».

وبعد وصوله الى القاهرة شدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على ضرورة الإعداد الجيد لأي قمة عربية يتم التفكير في عقدها، محذراً بشدة من فشلها، وقال عقب وصوله القاهرة بعد زيارة سريعة لتركيا استغرقت عدة ساعات «إن القمة العربية لا يرفضها أحد وهى مطلوبة دائما.. وهناك قمتان قادمتان إحداهما فى 19 و20 يناير (كانون الثاني) المقبل، والأخرى فى نهاية شهر مارس (آذار) المقبل، إلا أننا يجب أن نعد إعدادا جيدا لأي قمة استثنائية، وإلا كانت لها في حالة فشلها عواقب خطيرة للغاية».

وأضاف أبو الغيط في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين «أن زيارته لتركيا كانت جيدة للغاية حيث التقى برئيس الجمهورية التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء طيب أردوغان ووزير الخارجية علي بابا جان، مؤكداً اتفاق الرؤى المصرية التركية حول الحاجة للوقف الفوري لإطلاق النيران من جانب إسرائيل، وبدء مرحلة جديدة من التهدئة تتوقف فيها كل الأطراف عن تبادل النيران أي وقف إطلاق الصواريخ أيضا. وأوضح أبو الغيط «أن الطرح المصري يطالب أيضا بفتح المعابر والبحث فى آلية لكيفية تأمين هذه الحزمة من المطالب»، مشيراً إلى أنه أبلغ الرئيس التركي رسالة واضحة من الرئيس حسني مبارك حول وجهة النظر المصرية في التطورات الحالية والكيفية التي يجب أن نتحرك بها سويا «مصر وتركيا»، وقال «إن الرسالة المصرية تناولت ثلاثة محاور أساسية أولها الجهد المصري منذ حدوث الانقسام الفلسطيني فى يونيو (حزيران) 2007 حتى اليوم والرؤية المصرية لتأثيرات هذا الانقسام وكيف تعاملت مصر مع هذا الانقسام، وثانياً الرؤية المصرية لكيفية التوصل إلى تسوية فورية ومطلوبة فى مواجهة هذا الوضع وثالثا تقدير وتقييم موقف للمسببات التي أدت لهذا الوضع الذي نشهده والإطار الاستراتيجي للوضع في الإقليم. وأشار إلى أن الأتراك يتفقون مع المصريين تماما في هذا التقييم وفيما جاء في رسالة الرئيس حسني مبارك.. وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن الفترة المقبلة سوف تشهد تكثيف الاتصالات المصرية التركية التي تستهدف أولا الوقف الفوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل والعودة للتهدئة والبحث فى فتح المعابر والآلية التي تؤمن للفلسطينيين هذا الفتح المستمر للمعابر. وأضاف أنه تم الحديث أيضا مع المسؤولين الأتراك عن الوضع العربي والاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب. وردا على سؤال حول وجود تفكير لرفع المبادرة المصرية التركية إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار حولها قال أبو الغيط «إن الجهد المصري التركي لا يقتصر على الاتصالات فيما بين الجانبين، وعلى سبيل المثال فقد كان لنا يوم أمس العديد من الاتصالات مع وزراء خارجية أميركا والنرويج والدنمارك.. كما تلقيت الليلة مجموعة اتصالات هاتفية من وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واليونان وغيرهم وبالتالي فهناك جهد مصري مستمر وهناك تركيز على الرؤية المصرية لأن الجميع يرغب فى الاستماع لدولة الجوار «مصر».

وحول إمكانية رفع المبادرة المصرية إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب قال أبو الغيط «إنها ليست مبادرة ولكنه طرح «مصري» وليس بالجديد.. وقد تحدثنا به بالأمس وأمس الأول.. الجميع على اطلاع بالرؤية المصرية.. وسنبحث مع باقي الأطراف العربية أولا في اجتماع وزراء الخارجية بعد غد والأطراف الدولية بعد ذلك، كيفية تفعيل الطرح المصري في إطار آلية. وحول الضمانات المطلوبة بالنسبة لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه فيما يخص وقف إطلاق النار وفتح المعابر قال أبو الغيط «أعتقد أن الضمانات يجب أن تكون في ضمانات دولية، بالإضافة إلى ربما إيفاد مراقبين أوروبيين.. مراقبين عرب.. مراقبين من جنسيات أخرى ليتأكدوا من استمرار فتح المعابر ويتأكدوا من التزام الطرفين (حماس وإسرائيل) بالتمسك الحرفي بوقف العمليات العسكرية ووقف إطلاق الصواريخ.

من جانبه طالب وزير الخارجية التركي علي بابا جان إسرائيل بوقف فوري للعمليات العسكرية ضد قطاع غزة ، مشددا على ضرورة توقف العمليات التي تقوم بها حماس وتؤدي إلى تأزم الوضع أيضا. وناشد وزير الخارجية التركي الجانب الإسرائيلي بالسماح بمرور المساعدات الى قطاع غزة، لافتا الى ضرورة العودة الى التهدئة ووقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل مما يساعد عملية السلام في المنطقة برمتها.

من جهته، دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الفلسطينيين الى «اتخاذ قرار سياسي بتحقيق المصالحة فورا». وقال «عليهم ان يتقدموا الى المائدة المصرية للحوار والمصالحة فهناك اوراق واتفاقات موجودة». واضاف موسى في تصريحات للصحافيين «يجب أن يكون القرار قرار رجال دولة يريدون أن ينقذوا بلدهم وقضيتهم فالقاهرة تقود موضوع الحوار والمائدة المصرية مفتوحة وقائمة ويجب التعاون معها كما يجب أن تستأنف المنظمات الفلسطينية الحوار فوريا لأن وحدة الصف مطلوبة في مواجهة هذا العدوان الإسرائيلي».

وفي مصر تواصلت لليوم الثالث على التوالي مظاهرات الغضب المنددة بالمجزرة الإسرائيلية، رغم أن الأمس كان عطلة رسمية في البلاد بمناسبة رأس السنة الهجرية، وتواصل صدور البيانات المنددة بالعدوان.

وتظاهر الآلاف أمس من أمام مقر نقابتي الصحافيين والمحاميين بوسط القاهرة، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالمذابح الإسرائيلية، وشارك في المظاهرات العديد من نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري، إضافة إلى مهدي عاكف مرشد الإخوان المسلمين، حيث وزعت الجماعة بيانا على المشاركين. وطالب عاكف وقف »العمليات الإجرامية الصهيونية على قطاع غزة»، وفك الحصار المفروض على القطاع، وسرعة إمداده بما يحتاج من وقود وكهرباء، وطالب عاكف بقطع كافة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني، وأكد على أن صمود أهالي قطاع غزة سيكون العامل الحاسم لإفشال تلك الهجمة والتي يراد بها إضعاف عزيمته ومقاومته الباسلة.

كما أدان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ما ارتكبته إسرائيل في غزة ووصفه بأنه عمل وحشي لا يتفق مع المبادئ الإنسانية.

وطالبت 20 منظمة حقوقية مصرية الأمم المتحدة بالقيام بالدور المنوط بها وفقا لاتفاقية جنيف ولإعلان روما وباقي المواثيق الدولية ذات الصلة.

وفي عمان، دعا مجلس النواب الأردني الحكومة إلى إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل في حال لم توقف الدولة العبرية حصارها وقصفها لقطاع غزة الذي أسفر حتى الآن عن سقوط 310 قتيلا و1420 جريحا.

وقال المجلس في بيان وقع عليه 88 نائبا من اصل 110 نواب في ختام جلسة مسائية مطولة تناوب 65 نائبا فيها على الكلام، «اذا ما واصل المحتل الإسرائيلي تعنته الظالم وعدوانه الغاشم ورفضه المستمر لرفع الحصار الجائر عن غزة فان المجلس يدعو الحكومة إلى إعادة النظر في العلاقات الأردنية الإسرائيلية بما في ذلك استدعاء السفير الأردني من إسرائيل والطلب من السفير الإسرائيلي في عمان مغادرة ارض المملكة». ودعا المجلس الحكومة إلى «بذل أقصى الجهود لضمان وقف العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيق ووضع حد فاصل وفوري لهذا العدوان الغاشم». كما دعا المجلس الحكومة إلى »مضاعفة جهودها لانهاء الحصار الظالم الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على غزة».

وفي نفس الوقت شارك آلاف الأردنيين في مسيرة حاشدة امس في عمان للتنديد بالغارات الجوية الإسرائيلية. وقدرت مصادر أمنية عدد المشاركين في المسيرة التي انطلقت من امام مجمع النقابات في الشميساني (غرب) باتجاه رئاسة الوزراء باكثر من 15 الف شخص. وقال النائب السابق علي ابو السكر من حزب جبهة العمل الاسلامية الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة لوكالة الصحافة الفرنسية ان «ما يحصل في غزة من قصف جوي وقتل للمدنيين الابرياء واغلاق للمعابر انما هو قمة الاجرام». وانتقد ابو السكر الذي شارك في المسيرة «ضعف الموقف الرسمي العربي ازاء هذه المجازر الوحشية».

من جهته، اكد نقيب الصحافيين عبد الوهاب زغيلات ان «الهدف من كل هذه التظاهرات والاعتصامات والمسيرات هو الضغط على القادة العرب لعل وعسى يكون هناك موقف عربي موحد ازاء هذا العدوان».

وفي داكار، اعتبر الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي الرئيس السنغالي عبدالله واد امس ان الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة «غير مقبولة وغير مسبوقة في النزاعات المحلية».

وجاء في بيان يحمل توقيع واد ان «القصف الجوي الذي تشنه اسرائيل على سكان غزة غير مسبوق في النزاعات المحلية ولا يمكن ان يبرر بعمليات اطلاق صواريخ تقوم بها حماس» على اهداف إسرائيلية.

واعتبر واد الذي يتولى رئاسة منظمة المؤتمر الإسلامي منذ القمة الحادية عشرة للمنظمة المنعقدة في مارس(اذار) 2008 في دكار «انها بكل بساطة غير مقبولة». وراى ان التهديد الإسرائيلي بتنفيذ «اجتياح بري» في غزة «لا يستند إلى اي أساس في القانون الدولي وسيؤدي الى المزيد من القتلى والجرحى والى دمار كثيف». ودعا الاسرة الدولية الى حمل اسرائيل على وقف هذا «القصف الأعمى». وفي مدينة صور في جنوب لبنان نفذ حوالي 1500 فلسطيني امس اعتصاما قرب مركز الصليب الأحمر احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وتنديدا بالموقف المصري من الأحداث الأخيرة.

وتجمع عدد كبير من النساء والأطفال من مخيمات اللاجئين، قرب المركز في صور (85 كلم جنوب بيروت) ونفذوا اعتصاما لمدة ساعتين قبل ظهر أمس.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «عيب يا مصر الكنانة، افتحوا الطريق امام جرحانا» و«ماذا ينتظر العرب بعد اليوم؟»، و«غزة خيارنا وصمودنا، لن نتخلى عن ارضنا».