الحكومة اللبنانية تعلن الحداد تضامنا مع غزة

سعي رسمي لإرسال مساعدات الى القطاع

TT

كانت غزة أمس البند الأبرز على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اللبناني التي عقدت في القصر الجمهوري في بعبدا، وخلصت إلى إعلان اليوم الأربعاء يوم حداد وطني وتقديم مبلغ مليون دولار مساعدة لأهالي غزة مع الدعوة إلى عقد قمة عربية طارئة. وسبقت جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، خلوة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة بحثت في الأوضاع العامة. ونقل وزير الإعلام، طارق متري، في ختام الجلسة عن رئيس الجمهورية تأكيده انه «لا بد لنا من اتخاذ إجراءات عملية تسمح بوقف المجازر الإسرائيلية في غزة. وان زيارته الأخيرة للجنوب كانت مناسبة لتأكيد التزام القرار 1701». وتحدث السنيورة عن المجازر في غزة وقال «ان لبنان يعمل في سبيل التضامن العربي وان مواجهة العدوان هي مواجهة عربية لإسرائيل».

وجدد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط استنكاره الشديد للعدوان الإسرائيلي على غزة وقال «إن التجربة اللبنانية لا تزال ماثلة أمامنا عندما حصلت اعتداءات إسرائيلية متكررة على لبنان في 1978 ثم الاجتياح الكبير وحصار بيروت في 1982 ولاحقا في الأعوام 1993 و1996 و2006 حيث لم تؤد آلة القتل والتدمير إلى أية نتيجة بل زادت إصرار الشعب اللبناني على المواجهة، والأمر نفسه ينطبق على غزة والفلسطينيين». وقال في حديث تلفزيوني أمس «إن الوقت ليس لمهاجمة مصر أو أنظمة عربية أخرى، لأن ذلك سيدفعنا أيضا للتذكير بأن النظام السوري الذي لا تزال أرضه محتلة وجبهته هادئة منذ عقود طويلة يخوض مفاوضات مع إسرائيل، وهو حتى أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 2006 كان يفاوض إسرائيل». واعتبر أنه «بدل توجيه الاتهامات إلى الدول العربية لا بد من بذل الجهود لتوحيد الموقف الفلسطيني ووقف حالة الانقسام العميق الحاصلة بين الفصائل الفلسطينية كمدخل حتمي لمواجهة العدوان الإسرائيلي»، داعيا «الدول التي تدعم حركة حماس إلى الدفع في هذا الاتجاه عوض تغذية الانقسامات والخلافات الفلسطينية». من جهة أخرى، وقف نواب منطقة صور في جنوب لبنان، قرابة الثانية بعد الظهر، على شاطئ في مرفأ صور، وحولهم مجموعة من الإعلاميين وجمهور واسع متحمس ينتظرون وصول مركب «الكرامة» الذي يقل 16 ناشطا في مجال حقوق الإنسان ويحمل كميات من الأدوية. وكان مركب «الكرامة» قد تعرض لأضرار جسيمة بعدما صدمه عمداً زورق حربي إسرائيلي، عندما كان في المياه الدولية قبالة شاطئ غزة، وحاول إرغامه على التوجّه الى قبرص. الا ان اصاباته وتسرّب الماء الى داخله ونفاد الوقود، كلها امور اوجبت توجهه الى الشواطئ اللبنانية، لا سيما بعد ان أعطى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان توجيهاته الى الجهات المعنية لتسهيل وصول القارب واستقبال الناشطين على متنه. وما ان وصل المركب الى نطاق عمليات القوات البحرية التابعة لقوات الطوارئ الدولية حتى تمت مواكبته وإدخاله الى المياه الإقليمية اللبنانية، حيث كانت في انتظاره قطع بحرية تابعة للجيش اللبناني وقوارب للدفاع المدني التي تولّت مواكبته وأدخاله مرفأ صور، حتى بدأ مهرجان الاستقبال. ولم يستوجب الأمر لحظات حتى كان العلمان اللبناني والفلسطيني يرفرفان على سارية المركب، في حين بدأت حشود الجماهير بالتلويح للناشطين على متنه وتصويرهم.

نواب المنطقة تدافعوا للوقوف في الصف الأول الى جانب الناشطين المنتمين الى جنسيات عربية وعالمية مختلفة. كذلك فعل الإعلاميون، لتبدأ التصريحات تشكيل المشهد. نائب «حزب الله»، حسن فضل الله، قال «إن رسالة القيمين على المركب وصلت. وهي ابلغ من الرسائل الأخرى». وشدد على «ان المقاومة منتصرة وهي تحمل إرادة المتظاهرين تأييدا للشعب الفلسطيني في غزة».

وكانت المنظمات الشبابية اليسارية في لبنان قد واصلت اعتصامها المفتوح أمام مبنى «الاسكوا» في وسط بيروت لليوم الرابع على التوالي، تضامنا مع أبناء غزة واستنكارا للصمت العالمي والعربي حيال المجازر التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني. وأقامت منظمة الشباب التقدمي التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي اعتصاما تضامنيا مع أهالي غزة استنكارا للحرب الاسرائيلية عليها، امام النصب التذكاري للشهداء في بلدة بقعاتا الشوف. كما شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان سلسلة اعتصامات.