تزايدت التوترات في غانا امس بعد ان أظهرت النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية تقدم مرشح المعارضة. ولجأت الشرطة الى تفريق متظاهرين مؤيدين لمرشح المعارضة يطالبون باعلان فوز المرشح جون اتا ميلز فائزا، في ما زرع مخاوف بامكانية اندلاع اعمال عنف في هذا البلد الافريقي الذي كان يأمل المراقبون ان تمر الانتخابات فيه من دون أزمات بعد الاضطرابات التي شهدتها كينيا وزيمبابوي منذ أشهر بسبب خلاف على نتائح الانتخابات. وأطلقت الشرطة أعيرة نارية في الهواء في وقت متأخر من ليل أول من أمس لتفرقة المئات من أنصار ميلز الذين حاصروا مفوضية الانتخابات في أكرا بعد أن أعلنت النتائج الاولية التي تظهر تقدم مرشحهم على منافسه، مرشح الحزب الحاكم، نانا أكوفو أدو. وطالب المحتجون الذين هتفوا قائلين «نريد التغيير»، بأن تعلن المفوضية فوز ميلز مرشح المؤتمر الوطني الديمقراطي في جولة الاعادة التي أجريت يوم الاحد في ثاني أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم.
وأظهرت النتائج المبدئية التي أعلنت عنها المفوضية بعد فرز الاصوات في 200 دائرة انتخابية من بين 230 دائرة تقدم ميلز بحصوله على 52.1 في المائة مقابل 47.9 في المائة لاكوفو ادو من الحزب الوطني الجديد. وانتقد الحزب الوطني الجديد وهو الحزب الحاكم للرئيس المنتهية ولايته جون كوفور، التوقعات التي أطلقتها اذاعة جوي أكبر اذاعة خاصة مستقلة التي جمعت نتائج مؤكدة من مراكز الاقتراع بفوز ميلز.
ومن شأن انتصار ميلز والمؤتمر الوطني الديمقراطي انهاء ثماني سنوات من حكم الحزب الوطني الجديد برئاسة كوفور الذي يتنحى بعد أن قضى فترتي ولاية هما الحد الاقصى بموجب الدستور في البلد الذي أصبح وجهة مفضلة لدى المستثمرين. وستبدأ البلاد وهي أيضا منتجة للذهب في انتاج النفط عام 2010. وأدان بيتر ماك مانو رئيس الحزب الوطني الجديد توقعات اذاعة جوي ووصفها بأنها «مجرد تكهنات وسابقة لاوانها»، وقال ان حزبه سيطعن في ما اعتبره نتائج تنطوي على مخالفات من بعض المناطق. وترددت أنباء عن وقوع أعمال عنف واضطرابات في عملية التصويت يوم الاحد الماضي.
ولكن الكثيرين يأملون أن تساعد انتخابات غانا في انقاذ صورة الديمقراطية الدستورية التي تواجه أزمة في افريقيا بعد أن منيت بانتكاسة بسبب انتخابات انطوت على مخالفات في كل من كينيا وزيمبابوي والانقلاب في كل من موريتانيا في أغسطس (آب) الماضي وغينيا في الاسبوع الماضي.