مرشحات: العمل السياسي هو رد حضاري لأعمال العنف التي طالت نساء المدينة

أكثر من 300 امرأة يتنافسن على 9 مقاعد في انتخابات مجلس البصرة

TT

لم يسبق للمرأة في محافظة البصرة، ثاني اكبر المدن العراقية، ان تنافست على مجلس المحافظة بقوائم مفتوحة مثلما هي عليه الآن، بعد ان تبددت مخاوفهن من أعمال العنف التي شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة.     وأكدت مرشحات لانتخابات مجلس المحافظة لـ«الشرق الأوسط»، ان تعرض النساء لاعمال العنف والاضطهاد من قبل المسلحين والجماعات المتشددة والقصاص لأعراف عشائرية بالية خلال السنوات الأخيرة، من أهم الأسباب التي شجعت أكثر من 300 امرأة من نساء المحافظة، لترشيح أنفسهن للانتخابات القادمة، وهو بمثابة رد حضاري لتلك التهديدات. وقالت إيمان محمد أديب المرشحة عن القائمة 243 ان «مشاركة المرأة في انتخابات مجلس المحافظة بهذه النسبة الكبيرة، تعد بداية خير لدخولها في العملية السياسية، التي من خلالها تستطيع ان تمثل شريحة مهمة من شرائح المجتمع، وان تأخذ دورها ومكانتها المناسبة». وأضافت ان «العمل على تحسين الوضع الأمني يحتل الصدارة في اهتمام المرأة بالمدينة التي عانت منه كثيرا، وعند استقراره سيدفع المرأة إلى العمل والإبداع في كل المجالات». مشيرة الى ان «معظم البرامج السياسية للمرشحات تحتوي على القضاء على الفساد الإداري، وإعادة بناء العراق، والتأكيد على دور المرأة الفاعل في العملية السياسية، وتأمين الرعاية الاجتماعية والاهتمام بالتعليم والقضاء على الأمية». واشارت الى «حالة التردي التي وصلت إليها المرأة البصرية، خلال الأعوام القليلة الماضية، ابتداء من هاجس الخوف من المجهول إلى ارتفاع أعداد الأرامل والمطلقات بشكل مخيف» على حد قولها.

وترى فاطمة خضير جلاب، مرشحة في القائمة 105، ان «الأوضاع المتردية التي تعانيها المرأة في المحافظة، رغم وجود العديد من الكفاءات النسوية شكل عاملا مضافا لبعض النساء للترشيح، بهدف رفع الظلم عن كاهل المرأة». وقالت إن «المرأة تتطلع إلى استعادة دورها الطبيعي في المجتمع، فهي مثلما ارتقت في مجالات الطب والهندسة ومختلف العلوم ينبغي أن يكون لها صوت في المحفل السياسي للمدينة، فمشاعر المرأة اقرب كثيرا من الرجل لحاجة الأسرة والطفل ومعاناة الأرامل، اللواتي انا واحدة منهن، والأيتام وانحسار الخدمات، وبالتالي فان وجودها بالمجلس يعد من ضرورات نجاحه». تنتمي المرشحات إلى اتجاهات سياسية وفكرية مختلفة، وبعضهن مستقلات، تتوزع أعمالهن بين أكاديميات ومهندسات وتربويات وناشطات في مجال المرأة والأسرة، او صاحبات مهن او متقاعدات. ومن بين المرشحات من تعمل في الوعظ والإرشاد الديني في أوساط النساء داخل المساجد، وهذا واضح في اللافتات الانتخابية، التي تشير الى السيرة الذاتية، لكنها تمتنع عن وضع الصورة الشخصية على المنشورات او تعليقها في الساحات العامة والشوارع وعلى أعمدة الهاتف، خصوصا إذا ما كانت المرشحة محجبة. ووضحت سهام فاضل ادهيم، المرشحة في القائمة 302، أن من بين «أسباب الترشيح لمجلس المحافظة، التي حفزت أكثر من 300 امرأة للتنافس على 9 مقاعد، هي اضطهاد المرأة خلال السنوات الخمس الماضية»، مشيرة إلى أن ذلك الوضع أسهم في «قتل وتهجير أعداد كبيرة من المواطنين». وأشارت الى «أن المرأة في المحافظة يمكن أن تستعيد عافيتها الاجتماعية عند سيادة القانون وبناء المؤسسات». وأعربت هناء كاظم هندي، مرشحة عن قائمة الموحدة العراقية، عن ارتياحها للأجواء الديمقراطية في التنافس الانتخابي، وقالت «ينبغي على المرشحين الارتقاء بهذه الأجواء كي يكون الفوز له طعم عذب». مشيرة الى ثقتها بفوز الكفاءات النسوية التي تتمتع بمكانة اجتماعية واسعة. ويقول أصحاب المهن التي ينشط سوقها في الموسم الانتخابي، مثل الخطاطين والمطابع والمطاعم، ان النساء اقل إنفاقا على حملاتهن الانتخابية، وقلما سمعوا عن مرشحة أقامت وليمة للناخبين.