جرحى يروون مأساتهم بعد الخروج من محرقة غزة: تلقينا العلاج في الطرقات

التقتهم «الشرق الأوسط» في مستشفى العريش

TT

روى جرحى فلسطينيون مأساتهم بعد خروجهم بين الحياة والموت من محرقة قطاع غزة، لإسعافهم في المستشفيات المصرية، وقالوا إن العلاج في القطاع يجري تحت القصف الوحشي في الطرقات، بينما الأطباء غير قادرين على استكمال العمليات الجراحية.

وقال عدد من الجرحى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مستشفى العريش، إنهم ظلوا لساعات طويلة يعانون من الآلام الشديدة نتيجة الجروح حتى وصلوا إلى مصر وإن جميع مستشفيات القطاع تعاني من نقص شديد في الأدوية والإسعافات الطبية.

وكان داخل مستشفى العريش اثنان من الجرحى يستعدون للسفر إلى مستشفى الإسماعيلية لاستكمال علاجهم. وقال زياد محمد خليل، 23 عاما، وهو مصاب بكسر في الفخذ الأيمن ومثبت بشريحة، وتم له زرع شريان بالكتف الأيمن نتيجة إصابته بشظية، إنه أثناء عودته من الجامعة وعند مروره بنقطة تفتيش للشرطة الفلسطينية فوجئ بقصف إسرائيلي وسقوط صاروخ جواره. وأضاف: «رأيت الدماء تنزف من كل جسمي وكل من حولي جثث هامدة وبعدها وصلت سيارات الإسعاف. ومن كثرة الجرحى كان المواطنون ينقلونهم بسياراتهم الخاصة بينما كان الكثير يُعالج في الطرقات»، مشيراً إلى أنه ظل في غرفة العمليات نحو 5 ساعات، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من استكمال العملية الجراحية بسبب نقص الدعامات.

وقال حافظ يوسف، 22 عاما، الذي كان مرافقا لنجله محمد الذي بترت ساقه اليسرى نتيجة إصابته في القصف الإسرائيلي، إن نجله أصيب أثناء عودته من الجامعة حيث كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف بشدة أحد الحواجز الأمنية التابعة لحماس. وأضاف أن احد ابنائه توفي في الانتفاضة الأولى عام 1987 برصاص الجيش الإسرائيلي.

وتابع قائلا، إن نجله جاء إلى مصر للعلاج من كسور مضاعفة في الساق اليمنى وشظايا في البطن وقصور في الدورة الدموية. وأنه يعمل سمكري سيارات داخل مدينة غزة ولديه 12 ابنا، مشيرا إلى أن الأوضاع في غزة متدهورة للغاية بسبب نقص الأغذية والأدوية.

وأضاف محمد زكي جبر، 21 عاما، وهو جريح فلسطيني بترت ساقه بعد إصابته في التفجيرات الأخيرة، وكان يرقد بمستشفى العريش ويستعد لنقله إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة لاستكمال علاجه من إصابات أخرى بالصدر والبطن، أنه أصيب بعد إطلاق طائرة إسرائيلية صاروخا على أحد المنشآت بغزة، وأنه ظل مدة طويلة من الوقت ينزف ويعاني من جراحه قبل ان تتمكن سيارات الإسعاف من نقله إلى المستشفى.

وأوضح محمد عطا الله البرديني، 18 عاما، وهو طالب، وصل للقاهرة وهو مصاب بكسور بالجمجمة والمرفق الأيمن: «لم أشعر بالصاروخ الذي سقط بجواري.. رأيت صديق لي يصرخ من شدة الآلام بعد أن أصيب معي.. الانفجارت كانت سريعة ومتتالية.. لم نستطع الهرب»، موضحا أنه حضر إلى مصر لاستكمال العلاج وأن السلطات الصحية بغزة هي التي قررت نقله إلى مصر للعلاج.

وتحدثت كفاية عيد حمد ،48 عاما، وهي من سكان خان يونس، وتعاني من فشل كلوي، تروي كيف حاولت أكثر من مرة السفر إلى الأراضي المصرية لتلقي العلاج إلا أنها لم تتمكن من ذلك بسبب إغلاق معبر رفح جراء الحصار الإسرائيلي. وقالت إن حالتها أصبحت الآن متأخرة للغاية بسبب عدم توافر أجهزة الغسيل الكلوي بغزة بالشكل المطلوب بالإضافة إلى عدم توافر أدوية العلاج الطبيعي.

وعلى أحد الأسرة داخل مستشفى العريش كان يجلس الطفل موسى مصطفى، 12 عاما، الذي أصيب بكسور مختلفة نتيجة القصف الإسرائيلي لغزة، وقال «أصبت نتيجة تهدم الجدران عليَّ بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية المبنى الذي كنت فيه».