انخراط أول طالب كفيف في قسم الإعلام بجامعـة الملك عبد العزيز

يحلم بإكمال الماجستير والدكتوراه ويطمح بإنشاء شركة إنتاج خاصة

الطالب خلال احتفال للمعاقين أقيم امس الاول (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

حطم طالب في سنته الجامعية الثالثة بكلية الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عقبة جديدة في طريق ذوي الإعاقة، عندما قرر خوض غمار مهنة المتاعب بالتحاقه بقسم العلاقات العامة في الكلية بعد أن تسببت إعاقته البصرية بمنعه من الالتحاق بقسم الإذاعة والتلفزيون الذي طالما رغب بالخوض في مجاله.

مثنى البديوي، طالب أصبح علامة فارقة وقصة ملهمة لطلاب كلية الإعلام، عبر مثابرته وحضوره اليومي للكلية بهدف تحقيق حلمه وربما العمل في مجال التلفزيون ذات يوم، بعد أن يحقق حلمه في إكمال الماجستير في العلوم السياسية بالإضافة إلى فتح شركة للإنتاج الفني المتكامل وإكمال دروس الفوكاليز والغناء الطربي، والتلحين الذي يعد بالمناسبة هواية أخرى للمثنى وهي التي قادته إلى اقتحام مجال الإعلام بعد تكوينه لفرقة فنية متخصصة في الإنشاد ليس لأهداف دينية فقط، كما هو شائع، ولكن لخدمة موضوعات اجتماعية جادة وهادفة.

ويقول المثنى عن تجربته التي تعد حالة خاصة ذائعة الصيت في جامعته، «لم يخطر ببالي الالتحاق بكلية الإعلام عندما كنت في المرحلة الثانوية، وكنت أنوي الالتحاق بقسم علم اجتماع أو قسم علم نفس لكن بدأت الرغبة تتلاشى مع الوقت، وعند دخولي كلية الآداب لاحظت أن الأقسام المتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة غالبا ما تكون قسم دراسات إسلامية أو لغة عربية، وكانت هوايتي الفنية تجعلني احتك كثيراً بحقل الإعلام والعاملين فيه، وشعرت بأنني قد استفيد كثيرا من الالتحاق بقسم الإعلام في تنمية مهارتي وميولي فلقيت ترحيبا وقبولا من الأساتذة والمحاضرين والمسؤولين في القسم وتعاونا كبيرا وتواصلا حتى على الصعيد الشخصي لأكون أول طالب من ذوي الإعاقة يلتحق بالقسم».

ويتابع «منذ الصغر وأنا ألقى الدعم من أسرتي في مواجهة إعاقتي التي تتمثل بضعف شديد في البصر، وكان والداي يشجعانني كثيراً، إضافة إلى شقيقتي التي طالما قدمت لي المساعدة في القراءة وفي استذكار دروسي الجامعية لأقوم بعدها بتلخيص المقررات على طريقة برايل».

ويؤكد المثنى أنه يسعى من خلال إكمال مسيرته التعليمية، والإنخراط في المجال الإعلامي، إلى جانب تنمية موهبته في التقليد وأداء الأصوات إلى إيصال رسالة لذوي الإعاقة مفادها أنه «ليس عليهم التوقف بل يمكنهم إكمال طريقهم»، كما أنه يوصل رسالة لبقية زملائه بأن «المعاق شخص غير عاجز وهو أهل لإكمال مهامه وقادر على الإبداع».

ويتابع «من أكبر إنجازاتي التي أفخر بها دخولي لعالم الفن والعلاقات العامة من خلال التحاقي بفرق إنشادية في السعودية ودول الخليج العربي، وهو ما اكسبني شهرة أوسع ومهارات أكثر، وكانت موهبتي قد بدأت تظهر بمحض الصدفة من خلال مشاركتي بأوبريت العطاء بالمدرسة في المرحلة المتوسطة وكان عمري حينها خمسة عشر عاما ثم بدأت بالالتحاق بدورات تدريبية وتعليمية كتدريبات الفوكاليز وتعاليم المقامات الغنائية، فأنا أميل إلى اللون الطربي الحديث الذي يركز على أهداف سامية سواء كانت اجتماعية، أو دينية، أو تتحدث عن مشاعر نبيلة كالغزل العفيف، وقبل سبعة أشهر قمت بتشكيل فرقة باسم «ماريز» الفنية مكونة من 12 عضوا من أصدقائي الموهوبين فنياً وقمت بإصدار أول ألبوم بعنوان «ليت عمري» اخترت كلمات أغانيه بين الشعر النبطي والشعر الحر ومن كلمات شعراء من السعودية واليمن، ومصر، وغنيت على إيقاعات الدفوف والزير والنكرزان بالإضافة إلى استخدام المؤثرات الصوتية الحديثة».