أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يلتقي الأسد في دمشق ويؤكد دعم حماس

مصدر إيراني: جليلي قد يلتقي زعيم حزب الله في لبنان لتحديد استراتيجية الحزب

TT

استقبل الرئيس السوري بشار الاسد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي في زيارة قادته ايضا الى لبنان حيث التقى مسؤولين لبنانيين. وذكر بيان رسمي سوري أن اللقاء بحث «تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة وتداعيات استمرار العدوان الإسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة». وناقش لقاء الأسد ـ جليلي الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ومعاون نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف والسفير الإيراني بدمشق والوفد الإيراني المرافق، «سبل تحرك الدول الإسلامية والقيام بإجراءات عملية لإرغام إسرائيل على الوقف الفوري للمجازر التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني وسبل فتح المعابر وكسر الحصار المفروض على القطاع». وخلال اللقاء أكد جليلي «حرص بلاده على التنسيق والتعاون مع سورية بشأن ما يجري في غزة». وكان المسؤول الإيراني التقى في وقت متأخر من مساء أول من امس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، وناقش معهما تطورات الأحداث في قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية لـ «الشرق الأوسط» إن الجليلي أبلغ الفصائل الفلسطينية «تأييد ودعم إيران مقاومتهم للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة».

كما تضمنت زيارة جليلي الى دمشق لقاءات مع نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. ومن المتوقع حسب مصادر إيرانية أن يعود جليلي مرة أخرى من لبنان إلى دمشق لمتابعة مباحثاته مع المسؤولين السوريين، قبل عودته إلى إيران.

بالتوازي مع ذلك نشطت حركة الاتصالات السورية ـ الدولية على خلفية الأوضاع في غزة، فقد بحث الرئيس الأسد بعد ظهر أمس في اتصال هاتفي بالرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة. وقال بيان رئاسي إن الأسد دعا ميدفيديف إلى «تعزيز التحركات الدولية للضغط على إسرائيل لوقف مجازرها بحق الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة وفتح المعابر لوضع حد لمعاناة شعب يقع تحت احتلال بغيض يخرق كل يوم جميع المواثيق والشرائع والاتفاقات الدولية».

كما تلقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ظهر أمس اتصالين هاتفيين من وزير خارجية بريطانيا ديفيد ميليباند ووزير خارجية إسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس جرى خلالهما البحث في الأفكار المطروحة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه وفتح المعابر. وتحدثت مصادر إعلامية عن مبادرة بريطانية ستطلق في مجلس الأمن بخصوص الأوضاع في غزة. وكانت قافلة مساعدات سورية هي الثانية مقدمة من الشعب السوري إلى فلسطينيي قطاع غزة انطلقت أمس من دمشق، وقال وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر السوري بشار شعار، إن القافلة تتألف من 11 شاحنة محملة بأكثر من 230 طناً من المواد والمستلزمات الطبية والأغطية والاحتياجات الإنسانية الأساسية. وفي طهران، كشف مصدر ايراني قريب من امين المجلس الاعلى للامن القومي سعيد جليلي، انه قد حمل رسالة من المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي الى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وزعيم الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح خلال زيارته لدمشق.

وافاد المصدر ان خامنئي أبدى دعمه المطلق للكفاح المسلح، مؤكد ان «الجمهورية الاسلامية ستبقى سندا للمقاومة بمالها وسلاحها ومكانتها الدولية».

وعلمت «الشرق الاوسط» ان وفدا من الحرس الثوري وفيلق القدس يرافق جليلي في زيارته المكوكية التي شملت ايضا لبنان، حيث التقى رئيس البرلمان نبيه بري.

وبحسب المصدر، من المتوقع ان يلتقي جليلي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «لتحديد استراتيجية الحزب في مرحلة اجتياح غزة المحتمل من قبل القوات الاسرائيلية».

ويضم وفد الحرس عددا من القيادات الميدانية التي شاركت في حرب يوليو، الى جانب حزب الله وساعدت مقاتلي الحزب في توجيه الصواريخ المتطورة التي تسلمتها الوحدات الصاروخية للحزب. وفي طهران، شكل الهجوم الاسرائيلي على غزة حرجا كبيرا للاصلاحيين بسبب استغلال السلطة مشاعر الشارع لتوجيه حملة شعواء على الاحزاب والتنظيمات والصحف والشخصيات الاصلاحية، من الرئيس السابق محمد خاتمي الى المحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام. ومن ذلك وقف صحيفة «كاركزاران» الناطقة بلسان حزب كوادر الاعمار القريب من رئيس مجلس الخبراء ومجمع تشخيص مصلحة النظام الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني بسبب نشرها بيانا لأبرز تنظيم طلابي في ايران حول أحداث غزة ينتقد اسرائيل كما ينتقد ايضا حماس لاستخدامها المساجد والمستشفيات والمباني السكنية لتوجيه الصواريخ الى اسرائيل. كما ندد البيان بمن يشجع حماس على مواصلة مغامراتها. وبعد توقيف الصحيفة عن الصدور، اعتقل عدد من قادة التنظيمات الطلابية، في حين نظم الباسيج مظاهرات امام منزل شيرين عبادي وذلك بذريعة صمتها امام ما يحصل في غزة، علما بانها سبق ان ادانت الهجوم الاسرائيلي. من جانب اخر، كشفت مصادر مقربة من الحرس الثوري لـ«الشرق الاوسط» طريقة تطوير صواريخ قسام وقدس في الأشهر الأخيرة، مشيرة الى ان الحرس الثوري درب حوالي خمسين تقنيا من حركة حماس وعلمهم مراحل انتاج صواريخ قصيرة المدى ذات فاعلية كبيرة بمجمع الشهيد همت القريب من طهران. وقد جاءت العناصر الى ايران على دفعات ثم عادوا الى غزة عبر الانفاق التي تربط رفح بغزة ويحملون معهم معدات وقطع غيار واجهزة الكترونية متطورة اعتمدوا عليها في صنع الفئة الجديدة من صواريخ القسام وقدس. الى ذلك، كشفت صور التقطتها كاميرة احد الصحافيين العاملين في وكالة ايسنا القريبة من الحرس عن المظاهرات التي اقيمت امام مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران ومكتب الخطوط الجوية السعودية وسفارات بعض الدول الغربية والعربية والمبنى الصيفي للسفارة البريطانية، كشفت بصورة غير متعمدة عن حضور مكثف لعناصر الحرس والامن بين المتظاهرين، بحيث كان اربعة من جنرالات الحرس يقودون المظاهرات.