السعودية: تأجيل منتدى جدة الاقتصادي العاشر لأجل غير مسمى

برره المسؤولون بتأخر إصدار تصاريح المنتدى من الجهات الرسمية

يتوقع بعض المحللين الماليين نسبة تأثر قليلة للشركات الاستثمارية إثر الأزمة المالية («الشرق الأوسط»)
TT

بعد اجتماع دام نحو ساعتين لمجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة ومجلس جدة للتسويق، أعلن أمس في جدة عن تأجيل منتدى جدة الاقتصادي في دورته العاشرة إلى اجل غير مسمى. وأعاد المسؤولون التأجيل إلى تأخر إصدار تصاريح المنتدى من الجهات الرسمية. ففي الوقت الذي وجهت فيه غرفة جدة الدعوات للصحف ووسائل الإعلام لحضور المؤتمر المزمع الإعلان فيه عن تفاصيل المنتدى الذي كان من المقرر افتتاحه في التاسع عشر من فبراير (شباط) القادم، والإعلان عن الشخصيات المتوقع حضورها، انتشرت في المكان المعد لإقامة المؤتمر الصحافي إشاعات بين الحضور حول تأجيل أو إلغاء المنتدى، وهي الحقيقة التي فجرها المستشار مصطفى صبري، أمين عام غرفة جدة، بتأكيد تأجيل منتدى جدة الاقتصادي إلى اجل غير مسمى.

وقال صبري في بيان تلاه أمام الصحافيين فيما غاب سامي بحراوي رئيس مجلس جدة للتسويق ورئيس منتدى جدة الاقتصادي وصالح التركي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة، «عقد مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعة في جدة اجتماعا استثنائيا لمناقشة الترتيبات التي تمت بشأن إقامة منتدى جدة الاقتصادي العاشر، وأثنى المجلس على الدعم اللامحدود من كافة الجهات الرسمية. كما عبر المجلس عن تقديره للرعاة الملتزمين الذين ساهموا برعاية فعالياته التي بلغت 20 مليونا و234 ألف ريال، مما يدل على مدى اهتمام مجتمع الأعمال بأهمية هذا المنتدى». وأردف صبري في بيانه «وإن المجلس، إذ يشكر الجميع على هذا الدعم، إلا أنه ونظراً لعدم وصول التصاريح اللازمة لعقده في موعده المحدد، إضافة إلى قصر الفترة الزمنية المتبقية لعقده، فقد قرر مجلس الإدارة تأجيل إقامة المنتدى العاشر لحين وصول التصاريح اللازمة لعقده». وحول الاتفاقات مع المتحدثين والمواعيد المطروحة مسبقا، أوضح أمين عام غرفة جدة أن المتحدثين يتم تبادل الآراء معهم وفقاً لآليات متفق عليها، وفي حالة الموافقة المبدئية منهم يتم الرفع حسب الآلية المتبعة إلى الجهات الرسمية لأخذ الموافقة على حضورهم ومشاركتهم في المنتدى. ونفى صبري أن يكون سببُ تأجيل المنتدى عائداً إلى غياب الجهات الراعية بسبب الأزمة العالمية. وقال «هذا غير صحيح، والرعاة الذين التزموا سددوا نحو 20 مليونا و234 ألف ريال، وهناك رعاة أيضا وقعوا عقودا، وحتى الآن لم يتم تسليم المبالغ من قبلهم، لكننا نعتبرهم في عداد الملتزمين»، مشيرا الى أن المنتدى إذا قام ستظل هذه الرعايات قائمة، لكنه استدرك بقوله «ومَنْ يرغب في الانسحاب فهذا من حقه، ولن نجبر أياً منهم على الالتزام بالرعاية».

وشدد صبري على عدم وجود أي تأثير بسبب الأزمة المالية العالمية، مشيرا الى أن هناك العديدَ من المنتديات العالمية تعقد. وأردف «لدينا في الرياض منتدى التنافسية سيعقد في موعده، وهذا أكبر دليل على عدم وجود تأثير للأزمة العالمية». وعن الجهات التي أخرت التصاريح، اوضح صبري أن هناك آلية من المقام السامي بخصوص عقد المنتديات، وحددت فيها الآلية التي يتم من خلالها عقد المنتديات وحددت الجهات التي يتم مخاطبتها، مبينا أنهم خاطبوا وزارة التجارة حسب النظام.

المنتدى الذي تم تأجيله، كان مقررا أن يعقد تحت عنوان «الحضور العالمي.. المستقبل بالتصميم» ويتناول عدداً من المحاور عبر 18 ورقة عمل، ويسلط الأضواء على دينامكية القطاع الخاص، الذي يشكل عالميا ما نسبته 89 في المائة من منظومة عالم الاقتصاد الحر، وهي المنظومة التي شهدت فيها أسواق العالم الثالث بصفة خاصة خلال الفترة من أعوام 2000 إلى 2008 زيادة كبيرة في حجم الاستثمارات الدولية، بلغت نحو 40 في المائة مقارنة بما نسبته 70 في المائة زيادة في نسبة الاستثمارات في الدول المتقدمة، إضافة إلى كيفية العمل على تقليص فجوة التفاوت الإقليمي في الجذب الاستثماري والتطور الحضاري في البنية التحتية الاجتماعية. يشار إلى أن منتدى جدة الاقتصادي بدأ قبل تسعة أعوام برؤية ثاقبة تهدف لخلق حدث اقتصادي مميز يلعب دور الحوض الفكري لمنطقة الشرق الأوسط، باستقطاب نخبة من المتحدثين من خلفيات متعددة، يمثلون أكثر من 160 بلداً حول العالم. كما أن الوفود التي اعتادت على حضور المنتدى لا تقل تنوعاً وأهمية، وتمثل قادة منظمات عامة وخاصة تعمل في مجالات الاقتصاد المحلي والإقليمي والعالمي.

ومن الشخصيات العالمية التي شاركت خلال المنتدى في دوراته التسع الماضية 18 رئيسَ دولة؛ منهم جورج بوش الاب وبيل كلينتون الرئيسان الأميركيان، وفاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي السابق، والراحل رفيق الحريري وفؤاد السنيورة، ومهاتير محمد، وشوكت عزيز وعبد الوالي ويد، وغوردون براون ومادلين اولبرايت والبروفيسور محمد يونس وغيرهم من الشخصيات العالمية المؤثرة، التي تمثل نحو 50 دولة من مختلف انحاء العالم، فيما بلغ عدد المشاركين 20 الف مشارك و450 متحدثا يمثلون 40 دولة منهم، ونحو 200 شركة راعية. كما أن المنتدى حظيَّ العام الماضي بمشاركة 40 وسيلة إعلامية مطبوعة ومرئية وتجاوزت تكاليف الاعلانات 23 مليون دولار.