الفصائل الفلسطينية في دمشق: المبادرة المصرية «أدخلت السم في العسل»

المعلم: التوجه إلى مجلس الأمن تعبير عن قصر نظر

TT

اعتبرت الفصائل الفلسطينية في دمشق أن المبادرة المصرية ـ الفرنسية لوقف إطلاق النار في غزة «ليست أساسا صالحا للحل» وأنها تهدف إلى «التضييق على المقاومة»، في حين قالت مصادر في هذه الفصائل لـ«الشرق الأوسط» إنها رفضت المبادرة لأنها أدخلت «عناصر ملغومة كالتهدئة المؤقتة أو الهدنة الدائمة، أو الوفاق الوطني، اذ ربطت كل هذه القضايا مع وقف العدوان وفك الحصار والانسحاب» ولخصت المصادر رؤيتها لهذه المبادرة بكلمتين «لقد تم إدخال السم في العسل». وأضافت المصادر نفسها أن «المبادرة فيها بنود تتضمن خطورة على المقاومة ومستقبلها، وعلى تطور القضية الوطنية الفلسطينية برمتها» معتبرة انها تهدف إلى «إجهاض حالة الصمود والنيل من قوى المقاومة في إطار خطة دولية ـ إقليمية ـ صهيونية».

وقالت الفصائل في بيانها إنها لا تعتبر المبادرة المصرية ـ الفرنسية «أساسا صالحا لأي حل مقبول لدى الجانب الفلسطيني وفيها بنود تتضمن مخاطر على المقاومة ومستقبلها». واستغربت الفصائل «مشاركة أطراف عربية في هذه الخطة التي تعمل لخنق المقاومة ومحاصرة شعبنا»، في إشارة إلى مصر، كما رفضت وجود قوات أو مراقبين دوليين في قطاع غزة لأنها اعتبرت الهدف من ذلك «حماية أمن الاحتلال والتضييق والحصار على المقاومة والنيل من إرادة شعبنا».

وطالبت الفصائل مصر والدول العربية بـ«الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعدم ممارسة الضغط على المقاومة لمصلحة أعداء أمتنا»، وهاجم البيان الموقف المصري بحدة وقال «لا يمكن أن نفهم الأبعاد التي تدعو النظام المصري لعدم فتح معبر رفح إلا في إطار الالتزام بالمخطط الأميركي ـ الصهيوني».

وحول أسباب رفض وجود قوات أو مراقبين دوليين قالت المصادر الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الفصائل «تعتبر مهمة المراقبين ستكون حماية أمن إسرائيل، والتضييق على المقاومة ومراقبتها وحصارها»، كما تستهدف «تصفية وجودها من خلال دور دولي وإقليمي يساعد إسرائيل وخطتها».

وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، قد التقى خلال زيارته دمشق أمس وأول أمس عددا من قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، حيث اجتمع مع كل من رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل وعضو المكتب السياسي في الحركة موسى أبو مرزوق، كما التقى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، ونائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، بالإضافة إلى أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وعدد من قادة الفصائل السبع الأخرى. وقالت مصادر فلسطينية إن «القيادات اقترحت عدة أفكار حول الجهد الممكن لإيران أن تقدمه لدعم الجهود المبذولة لوقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر». وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد أكد في لقائه صباح أمس مع آغونغ لاكسونو رئيس مجلس النواب الإندونيسي والرئيس الحالي لاتحاد البرلمانات الآسيوية، ضرورة «استمرار الجهود وتضافرها لوقف هذا العدوان بشكل فوري ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة». كما عقد الأسد اجتماعا مع ترويكا جمعية البرلمانات الآسيوية ضم لاكسونو وعلي لاريجاني الذي ترأست بلاده الدورة السابقة لاتحاد البرلمانات الآسيوية، ومحمود الأبرش رئيس مجلس الشعب السوري. وقال بيان رئاسي إن المجتمعين «أكدوا أهمية التواصل مع جميع البرلمانات في العالم بما في ذلك البرلمان الأوروبي والبرلمانان الروسي والصيني للفت نظر العالم إلى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وحملهم على اتخاذ موقف حاسم يساهم في وقف هذا العدوان».

وكان الرئيس الاسد استقبل مساء أول أمس علي لاريجاني وبحث معه «الجهود والتحركات التي يجب أن تقوم بها الدول العربية والإسلامية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحشد التأييد الدولي للضغط على إسرائيل لوقف مجازرها بحق الفلسطينيين العزل ورفع الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ وقت طويل». من جهة اخرى، وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم توجه عدد من وزراء الخارجية العرب الى مجلس الامن الدولي في نيويورك من اجل العمل على وقف الحرب الاسرائيلية على غزة بـ«قصر النظر»، واعتبر انه كان على مصر «ان تتشاور مع المقاومة الفلسطينية» بشأن مبادرتها.

وقال المعلم في لقاء مباشر مع قناة «المنار» التابعة لحزب الله نشرت نصه الصحف السورية «كانوا (العرب) يريدون الذهاب الى مجلس الأمن لإعفاء الأمة من دورها»، واصفا توجه الوزراء العرب الى مجلس الأمن بـ«قصر النظر». وأضاف «مجلس الأمن لن يصدر عنه شيء الا في احدى حالتين: ان كانت اسرائيل حققت اهدافها من العدوان وهذا لن يتحقق، او اذا ما ارادت إسرائيل الاجتماع بسبب مصالحها، ولن يجتمع مجلس الأمن من أجلنا ولا من أجل فلسطين ولا من أجل غزة».

وفيما يتعلق بالمبادرة المصرية، الرامية لوقف إطلاق النار، قال المعلم «لسنا الطرف الذي يجب أن يجيب على المبادرة المصرية بل المقاومة الفلسطينية الموجودة على الأرض». واضاف «كان المطلوب أن يتم التشاور مع الإخوان في المقاومة الفلسطينية وأن يؤخذ رأيهم في عين الاعتبار لأنهم من يناضل على الأرض. أنا لست طرفا لكن سأحترم رأي المقاومة الفلسطينية».