ساركوزي وميركل: ضمان أمن إسرائيل ووقف تهريب السلاح مفتاح الخروج من الأزمة

رئيس الوزراء الفرنسي: الوضع الإنساني في غزة لا يطاق

شرطي فلسطيني يضرب متظاهرا يحاول الاقتراب من حاجز اسرائيلي خلال احتجاجات تضامنية مع غزة في بيت لحم امس (ا ب)
TT

ربط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتوفير الضمانات الأمنية لإسرائيل بشأن وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاهها من جهة وبين إيجاد آلية لمنع تهريب السلاح عبر الحدود بين غزة وسيناء من جهة أخرى. وفيما أكد الأول أن فرنسا وألمانيا «جاهزتان للقيام بمبادرة مشتركة من أجل المساعدة على الوصول الى السلام» في الشرق الأوسط من غير إعطاء تفاصيل عن فحواها أو عن توقيتها، نبه الرئيس الفرنسي «الذين يصبون الزيت على النار» بدون أن يحدد هويتهم في إشارة الى إطلاق صواريخ كاتيوشا صباح أمس من الأراضي اللبنانية باتجاه شمال إسرئيل. ومن ناحيتها، أدانت الخارجية الفرنسية إطلاق الصواريخ ودعت الى احترام القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب صيف العام 2006 بين إسرائيل وحماس.

وجاءت تصريحات ساركوزي وميركل ظهر أمس عقب اجتماع بينهما في قصر الأليزيه بمناسبة وجود المستشارة الألمانية في باريس للمشاركة في مؤتمر حول إصلاح النظام الرأسمالي.

ومنذ البداية حرص ساركوزي على تأكيد «تطابق» وجهات النظر بينه وبين ميركل بشأن الخروج من مأزق الحرب في غزة. وإذ دعا الرئيس الفرنسي الذي قام بجولة على المنطقة توصل خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك الى إطلاق ما سمي المبادرة الفرنسية ـ المصرية المشتركة، الى أن «تتوقف الحرب سريعا جدا»، شدد في الوقت نفسه على ضرورة أن تحصل إسرئيل على «ضمانات من أجل أمنها» و«منع عبور الأسلحة من الحدود مع مصر» الى غزة. وكانت ميركل أكثر وضوحا في قولها إن «مفتاح إنهاء الحرب هو أمن إسرائيل ووضع حد لتهريب السلاح». ولم يشر ساركوزي أو ميركل لا من قريب ولا من بعيد الى أمن الفلسطينيين.

وشكر ساركوزي الرئيس السوري بشار الأسد وأمير قطر لدورهما في «الضغط» على حماس من أجل وقف إطلاق صورايخها على إسرائيل، كما أشاد بقوة بالرئيس المصري حسني مبارك، ودعا المجوعة الدولية الى توجيه الشكر اليه بسبب مبادرته السلمية و«هذا ما لم يكن أمرا ميسورا» ودعوته مسؤولين إسرائيليين لمناقشة المسائل الأمنية في مصر. ودعا الرئيس الفرنسي، في إشارة الى الوضع على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، الى «المحافظة على الهدوء وتحاشي توفير الذرائع للمتطرفين في المنطقة من أجل صب الزيت على النار». وكانت الخارجية الفرنسية قد أدانت إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية. وقال أريك شوفاليه الناطق باسمها أمس في المؤتمر الصحافي الإلكتروني إنه «يتعين القيام بكل ما هو ممكن لتحاشي توسع العنف في المنطقة بما في ذلك الأعمال التي يمكنها أن تهدد استقرار لبنان الذي تتمسك به فرنسا بشكل خاص». ودعت باريس «كل الأطراف» الى التعاون مع اليونيفيل في جنوب لبنان. وكان موضوع أمن الجنوب اللبناني وإمكانية تمدد النزاع اليه موضع بحث بين الرئيس ساركوزي والمسؤولين الذين التقاهم في جولته. واستبعدت مصادر فرنسية رسمية تحدثت اليها «الشرق الأوسط» أن يكون حزب الله «وراء» عملية إطلاق الصواريخ.

من جانبه، وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون امس «الوضع الانساني» في قطاع غزة بأنه «لا يطاق». وصرح رئيس الحكومة الفرنسية في مجلس الشيوخ، ردا على سؤال احد النواب، ان «الوضع الانساني في غزة لا يطاق» واضاف «لقد نددت فرنسا منذ البداية باطلاق الصواريخ من غزة على الاراضي الاسرائيلية كما دانت اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية، وكذلك نرى ان لا شيء يبرر المعاناة المفروضة على المدنيين الذين يعيشون سجناء في قطاع غزة».