مصريون يتقاسمون ملابسهم وأغطيتهم مع أهل غزة

أصغرهم طفل في الخامسة

TT

مثلما عودتهم السنون أن يتقاسموا الألم، يتقاسم الآن أطفال وشباب ونساء من المصريين البسطاء مع إخوانهم في غزة، ما يملكونه من أشياء بسيطة أملا في تخفيف معاناتهم تحت القصف.

ويقدم المصريون، البسطاء منهم على وجه الخصوص، تبرعات تتوسع من مجرد جمع ملابس وأغطية ومواد غذائية وتموينية ومعلبات وألبان مجففة، إلى تبرعات لشراء سيارات إسعاف مجهزة لها.

لم تصدق إيمان الشحات، التي تعمل محاسبة، عندما رأت ابنها الصغير وقد جمع مبلغا من المال من أصدقائه في الحضانة، وأعطاه لها حتى تعطيه للفلسطينيين.

والوضع نفسه قابلته رشا محمود، التي تعمل مدرسة، ووجدت تلاميذها الصغار وقد جمعوا مساعدات فيما بينهم وطالبوها أن تنتظر لليوم التالي حتى يخبروا أهاليهم ويشاركوا معهم. وتقول «قمنا بشراء ألبان مجففة بالمبلغ كله وكنا سعداء بذلك».

والأمر لم يقتصر على الصغار فقط، بل شمل الكبار أيضا الذين اهتموا بجمع التبرعات، ويقول عصام إبراهيم، ويعمل مدرسا، إنه وعددا من زملائه قاموا بتشكيل فريق عمل داخل المدرسة وبين الأقارب لتجميع مبلغ 1000 جنيه خلال أربعة أيام «كان هذا هدفنا لنقدمه لنقابة الأطباء حتى يمكن من خلاله شراء أدوية ومعدات طبية، لكن الواقع انه بمجرد عرض الفكرة على المحيطين بدأ كل منهم يقود فريقا حتى جمعنا نحو 3000 جنيه أي 3 أضعاف ما كنا نطمح إليه. وبالفعل تبرعنا بجزء من المبلغ ماديا لنقابة الأطباء وبالجزء الآخر قمنا بشراء مواد تموينية وتم تسليمها للنقابة».

أما شيرين إبراهيم، وهي ربة منزل، فتقول إنها أخبرت جيرانها بان نقابة الأطباء تستقبل تبرعات عينية ومادية تمهيدا لتقديمها إلى أهالي غزة. وتابعت أن الكل لم يتردد في المساهمة لكن كان القلق من إمكانية وصول هذه التبرعات لغزة خاصة مع فتح معبر رفح لساعات قليلة يوميا فقط لنقل الجرحى الفلسطينيين إلى المستشفيات المصرية.

وقامت مروة حسام ورغدة عبد الله، الطالبتان بجامعة الزقازيق، بجمع بطاطين مستعملة من أقربائهما وقامتا بغسلها وتغليفها وإرسالها ضمن إحدى القوافل التابعة لجمعية خيرية بالقاهرة.

واشترك العشرات من طلبة جامعة قناة السويس في حملة التبرع بالدم التي أطلقها المستشفى الجامعي الذي يعالج فيه عدد من الجرحى الفلسطينيين. وقامت سماح عسقلاني وشقيقتها وعدد من جاراتها بزيارة الجرحى بالمستشفيات العام والجامعي وحاولن تقديم مساعدات مادية لهم إلا أن الجرحى أبوا ذلك.

ويقول الدكتور عدنان زيادة، رئيس اللجنة الاجتماعية بنقابة الأطباء بالإسماعيلية، إن النقابة تلقت خلال الأيام الماضية الكثير من التبرعات العينية المقدمة من الأهالي خاصة البسطاء منهم.

وقال محمد احمد، مسؤول في لجنة الإغاثة بالهلال الأحمر المصري، إن هناك تبرعات تلقاها الهلال من المواطنين بمحافظة شمال سيناء ونقلت على متن شاحنات صغيرة تمهيدا لدخولها إلى المعبر بعد الكشف عليها من الأجهزة المسؤولة بمعبر رفح ويتم إدخالها إلى قطاع غزة عن طريق معبر العوجة على الحدود بين مصر وإسرائيل.