«بي بي سي» التلفزيونية الفارسية تنطلق الأسبوع المقبل

الغارديان: هيئة الإذاعة البريطانية متهمة بتجنيد الجواسيس في إيران

TT

أعلن أمس في مؤتمر صحافي عقد بمقر رابطة المراسلين الأجانب في وسط العاصمة البريطانية لندن عن انطلاق قناة «بي بي سي» التلفزيونية الجديدة الناطقة بالفارسية. المحطة الجديدة تبدأ البث يوم الأربعاء المقبل (14 يناير 2008) من مقر الهيئة الجديد المعروف بـ«برودكاستينغ هاوس» بالقرب من شارع أوكسفورد ـ وسط لندن، بواقع 8 ساعات يوميا، وبميزانية تبلغ 15 مليون جنيه استرليني سنويا. وتحدث خلال المؤتمر الصحافي كل من نايجل تشابمان، مدير خدمة «بي بي سي» الدولية، وبهروز افاغ ـ رئيس قسم آسيا والمحيط الهادي في الخدمة الدولية، شارحين أهمية التوجه إلى المتحدثين باللغة الفارسية حول العالم، والذين يبلغ عددهم 100 مليون شخص عالميا، حسب ما يقول أفاغ.

لكن المحطة الجديدة تواجه صعوبات سبقت حتى اطلاقها، فحسب ما يقول القائمون عليها فإن الحكومة الإيرانية رفضت طلب هيئة الإذاعة البريطانية توظيف مراسل للغة الفارسية هناك (علما بأن الهيئة لديها مراسل باللغة الإنجليزية ومكتب)، فيما ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس عن وجود حديث في إيران حول احتمال قيام الـ«بي بي سي» بتوظيف جواسيس ضد النظام الإيراني عبر قناتها الجديدة. وكتب إيان بلاك، محرر الشؤون الشرق الأوسطية في الصحيفة البريطانية، أنه حسب ما حذرت وكالة «إيرنا» الرسمية فإن المخابرات البريطانية ستستخدم «بي بي سي» لتجنيد إيرانيين من أجل «التجسس والحرب النفسية»، مضيفا بأن جيفري آدامز ـ السفير البريطاني لدى طهران ـ متهم بالتخطيط لـ«ثورة مخملية» بمساعدة القناة (الفارسية الجديدة). من جهته نفى متحدث باسم «بي بي سي» هذه الاتهامات قائلا: «إن بي بي سي ـ الخدمة الدولية هي مؤسسة بث، وان موظفينا ينتجون البرامج للجماهير ويغطون أحداث العالم بطريقة حيادية ومستقلة تحريريا، وليس لديهم أي أهداف أخرى». وفي هذا السياق، تم التركيز بشكل كبير في المؤتمر الصحافي على مدى الحرية الصحافية التي يمكن أن تتمتع بها القناة الجديدة في إيران، وحول ذلك أجاب تشامبان قائلا إن الـ«بي بي سي» ستمارس عملها بحيادية ودون انتقائية، مضيفا أن المشاعر في طهران هي الانتظار لرؤية ماذا سيبث على الهواء. التحدي الآخر أمام القناة، هو المنع الرسمي لامتلاك الأطباق اللاقطة (دش) في إيران والحجب الجزئي لموقعها الالكتروني هناك، إلا أن بهروز أفاغ أوضح أنه بالرغم من ذلك فهناك نحو 40% من المجتمع يمتلكون أطباقا لاقطة، بما في ذلك مسؤولون حكوميون، فيما يمكن الدخول إلى موقع «بي بي سي الفارسي» (الذي سيقدم خدمة البث المباشر لمحتوى القناة عبر الانترنت) من خلال المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث، وليس عبر مزودي خدمة الانترنت التجاريين. اللافت كذلك، والذي بدا واضحا عبر الشريط الترويجي الذي عرض خلال المؤتمر، هو الاختلاف في محتوى القناة التلفزيونية الفارسية عن نظيرتها العربية التي اطلقت العام الماضي، ففي حين تركز القناة العربية كليا على الأخبار وبرامج الحوار والقضايا الراهنة، فإن القناة الفارسية تتمتع بحيز كبير من برامج المنوعات والترفيه. وحول هذه النقطة يعلق تشامبان قائلا إن الفارق يكمن في السياق الذي توجد به المحطتان، ففي حالة «بي بي سي العربية» فإن المحطة انطلقت في سوق مزدحم تقوم فيه عشرات القنوات بتقديم برامج المنوعات والترفيه، فيما تسيطر قنوات إخبارية كبرى على مجال الأخبار، وبالتالي كان لا بد من تحديد البرامج في مجال معين، فكان الأخبار وبرامج الحوار. ويضيف تشامبان: أما في ما يتعلق بالقناة الفارسية فالوضع مختلف، ذلك لأن الأبحاث التي اجريناها اوضحت وجود رغبة في مشاهدة برامج منوعة لا يمكن الحصول عليها من خلال القنوات القليلة التي تخدم المنطقة حاليا، مثل البرامج عن الفن والثقافة والوثائقيات التي تشتهر بها «بي بي سي» والتي ستدبلج إلى الفارسية.