البصرة: تداخل الألوان في انتماءات المرشحين لمجلس المحافظة يصعب المفاضلة بينهم

تيارات دينية تعرض مرشحيها ضمن قوائم مستقلة

TT

أكدت أوساط سياسية وناخبون في محافظة البصرة، على صعوبة قراءة الخارطة السياسية التي يتنافس على مقاعدها الخمسة والثلاثين، نحو 1289 مرشحًا ومرشَّحة، لانتخابات مجلس المحافظة، التي ستجري نهاية الشهر الحالي، لتداخل الألوان، وإخفاء العديد من المرشَّحين انتماءاتهم إلى تيَّارات دينية، والمشاركة بقوائم مستقلة.

وقال عدد منهم لـ «الشرق الأوسط» إنه إذا كان المرشحون المستقلون والمرتبطون بأحزاب علمانية وديمقراطية، متفائلين بالفوز في الانتخابات القادمة، تأسيسًا على التجربة الفاشلة للأحزاب والتيَّارات الدينية النافذة بالمحافظة، فإن هذه التيَّارات أكثر تفاؤلاً. من جانبها تسعى مجالس الإسناد العشائرية الموالية لنوري المالكي رئيس الوزراء، لتوظيف نجاحاته العسكرية في قتل وطرد المسلحين وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، خلال عملية «صولة الفرسان» منذ الأشهر التسعة الأخيرة، لكسب السيطرة على المركز الأساسي لإنتاج النفط العراقي، وميناء تصديره، والشريان الاقتصادي الرئيسي للعراق. ولكن هذا التيَّار الذي يريد أن تكون البصرة ضمن الاختصاص الحكومي المركزي، يواجه منافسين أقوياء، وكلهم من الأطراف الشيعية، ولكن بأهداف مختلفة عنه. وأعرب وائل عبد اللطيف النائب المستقلّ في البرلمان، عن استيائه لتداخل الخنادق، وقال لـ «الشرق الأوسط»: إن جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم «يتجول الآن في البصرة، ويشنّ علينا حملة بلا هوادة، بأننا من أزلام النظام السابق، وأننا بعثيُّون، وأننا ننتمي إلى الكويت».

ويرى حزب الفضيلة الإسلامي، باعتباره تيَّارًا إسلاميًّا معتدلاً، بعد أن أسقط محمد مصبح الوائلي المحافظ الحالي من قائمة ترشيحاته، ربما بسبب أنه أصبح مستقطَبًا، سيحصل على المزيد من المقاعد في مجلس المحافظة بعد أربع سنوات في الإدارة. ويتهم الدكتور جمال عبد الزهرة سكرتيره العامّ، حكومة بغداد بأنها تحاول ابتزاز الحكومة المحلية. ويسعى الفضيلة إلى أن يكون للبصرة إقليم ذاتي، مع ضمانات بعائدات النفط. ويتوقع وليد قطان (سياسي علماني) أنه سيكون في الانتخابات تزوير، كما حدث في الانتخابات السابقة، وقال: «يعتمد العديد من الأحزاب على الخداع، ومن دون التزوير لا يستطيعون الفوز»، مشيرًا إلى أن «أي شيء يمكن أن يحدث باسم الانتصار في الانتخابات. نحن لسنا ديمقراطيين حتى الآن، ولكن كلاًّ منا يملك دكتاتورية في نفسه». وللمجلس الإسلامي الأعلى، الذي يتخذ من عباءة المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني غطاء له في كسب الأصوات، خُطَطه لتحويل تسع محافظات إلى إقليم فيدرالي، عاصمته النجف والبصرة، بنفطها ومينائها أساس الإقليم الشيعي الذي سيكون نسبيًّا متحررًا من سلطة بغداد. وأعرب فرات الشرع مسؤول المجلس الإسلامي في البصرة، عن ثقته في كسب معظم مقاعد مجلس المحافظة في الانتخابات القادمة، متحدثًا عن تحشيده لمجموعة تكنوقراط للترشيح، وقال: «نحن لا نتنافس مع الآخرين، ولكنهم يتنافسون معنا».

ويرى مراقبون احتمالات عودة العنف السياسي والاغتيالات إلى المدينة، الذي كانت جميع الأطراف السياسية ضالعة فيه قبيل الانتخابات المقبلة، تمهدًا للنَّيل من الاستقرار القائم منذ شهر مارس (آذار) من العام الماضي. واتهم إسماعيل كاظم (محامٍ) الأحزاب والتيَّارات الدينية، بخلط الأوراق أمام الناخبين، من خلال ترشيح الموالين لها ضمن قوائم المستقلين، وقال: «بعد أن أدركَت الأحزاب والتيَّارات الدينية عزوف الناخبين عن منح أصواتها لهم بعد خمسة أعوام من التجربة الفاشلة لهم، لجأت إلى دسّ الموالين لها ضمن قوائم المستقلين، وهذا مما يعقّد الأمور أمام الناخبين، الذين أدركوا اللعبة، مما أوجد الأعذار للكثير من الناخبين بعدم المشاركة في الانتخابات، كي لا يكونوا سببًا في فوزهم».

وتتصدر قوائم الأحزاب العلمانية والليبرالية كلمات تصف مرشحيها بـ «أكاديميين» و«مستقلين» و«وطنيين» و«أحرار»، لكسب الأصوات في الساحة الانتخابية.