فتح الجبهة اللبنانية لساعات.. وفصائل دمشق تتحدث عن «ألغام» في مبادرة مصر

حزب الله ينفي علاقته بإطلاق الصواريخ * خامنئي يمنع سفر الإيرانيين للقيام بعمليات ضد إسرائيل * لاريجاني يصف مقترحات لوقف النار بأنها «سم في العسل» * الصليب الأحمر يهاجم ممارسات إسرائيل * واشنطن تتحدث عن وضع إنساني رهيب في غزة وتدعو لتمديد التهدئة والأونروا تعلق كل أنشطتها

مسن فلسطيني ينتظر تلقي مساعدات إنسانية من أحد مراكز الأونروا في غزة قبل إعلان تعليق أنشطتها أمس (رويترز)
TT

عاش اللبنانيون أمس، ساعات من التوتر الشديد في أعقاب «الرسالة الصاروخية» التي دفعت الى الاذهان سيناريوهات تجدد الحرب بين اسرائيل وحزب الله، وسط مخاوف من فتح الجبهة اللبنانية مع اسرائيل، التي اكتفت أمس برد «موضعي» مبدية عدم رغبتها في فتح هذا الملف حاليا. ودعا رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب اللبناني وليد جنبلاط في تصريح لـ«الشرق الأوسط» الى معالجة السلاح «المسمى فلسطينياً» معتبرا أنه «يشكل خطرا على أمن لبنان». وكان «مجهولون» أطلقوا صباح أمس، دفعة من صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى نحو مستوطنتي شلومي ونهاريا المحاذيتين للحدود اللبنانية. وقد ردت القوات الاسرائيلية بإطلاق 3 قذائف مدفعية، استهدفت محيط موقع اطلاق الصواريخ. وفيما نفى حزب الله أية علاقة له بإطلاق الصواريخ، وقال الوزير الذي يمثله في الحكومة اللبنانية محمد فنيش إن «حزب الله لم يكن على علم بإطلاق الصواريخ», وجه المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، انتقادات الى بعض الحكومات الاسلامية في المنطقة، موضحا أنها أخطأت عندما لم تفعل المزيد لوقف الهجمات الاسرائيلية على غزة، غير أنه في الوقت ذاته منع سفر الآلاف من المتطوعين الإيرانيين، لشن هجمات انتحارية على اسرائيل. ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله، ان ايران لا يمكن ان تسمح بعبور متطوعين خارجها والقيام بهجمات ضد اسرائيل. الى ذلك اعتبرت الفصائل الفلسطينية في دمشق، أن المبادرة المصرية ـ الفرنسية لوقف إطلاق النار في غزة «ليست أساسا صالحا للحل»، وأنها تهدف إلى «التضييق على المقاومة»، وقالت مصادر في هذه الفصائل لـ«الشرق الأوسط» إنها رفضت المبادرة، لأنها أدخلت «عناصر ملغومة كالتهدئة المؤقتة أو الهدنة الدائمة، أو الوفاق الوطني، اذ ربطت كل هذه القضايا مع وقف العدوان، وفك الحصار والانسحاب». من ناحيته وصف علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني، ما قال إنه المقترحات التي قدمتها دول في الشرق الأوسط واوروبا لإنهاء الصراع في غزة، بأنها مثل «السم في العسل»، ولن تحمي حقوق الفلسطينيين، وذلك خلال مباحثاته في بيروت التي جاءت بعد مشاوراته مع الفصائل الفلسطينية في دمشق.

وفي القاهرة، قال مسؤول في حركة حماس لـ«الشرق الأوسط»، إن حركته «تدرس المبادرة المصرية، كما تدرس المبادرات الأخرى من تركيا، ومن دول عربية وأوروبية، في ضوء 4 أسس، هي وقف فوري للعدوان، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة، وفك الحصار، وفتح المعابر بما في ذلك معبر رفح». وفيما حصدت عمليات القصف الاسرائيلية امس، العشرات بين قتيل وجريح، دعت أميركا اسرائيل الى تمديد فترات التهدئة الانسانية في غزة، لتسهيل وصول المساعدات العاجلة، متحدثة عن وضع انساني «رهيب» في الأراضي الفلسطينية المحاصرة, فيما اوقفت وكالة اونروا امس، كل انشطتها الانسانية في غزة، بعدما سقطت قذيفة اسرائيلية على احدى قوافلها وقتلت شخصا, بينما هاجم الصليب الأحمر ممارسات إسرائيل.

من جانب آخر، كشفت مصادر إعلامية مطلعة أمس، عن ان خلافات حادة تتفاقم في القيادة السياسية الإسرائيلية، التي تدير الحرب على غزة، وان كل المحاولات لإخفاء هذه الخلافات باتت فاشلة. وفي نيويورك، توصل وزراء الخارجية الغربيون والعرب امس، الى توافق على مشروع قرار، يهدف الى ارساء وقف فوري لاطلاق النار في قطاع غزة.