أوباما ما زال متمسكا بهاتف بلاكبيري

الشركة المنتجة تحصد دعاية لا تقدر بثمن

قال اوباما في حوار مع شبكة «إن بي سي»: «ما زلت اتشاجر بشأن الموضوع.. ولا أعرف كيف يمكنني ان أبقى على اتصال مع ايقاع الحياة اليومية من دون بلاكبيري («نيوريورك تايمز»)
TT

خلال الأسبوع الجاري، وقّع السباح مايكل فيلبس صفقة بقيمة مليون دولارا للإعلان عن سيارة «مازدا» في الصين. كما حصل الاعلامي جيري سينفيلد على 10 ملايين دولار للظهور في الحملة الإعلانية التلفزيونية الأخيرة لشركة «مايكروسوفت». ولكن، لا يتقاضى الرجل، الذي قد يكون أشهر شخصية إعلانية في العالم، سنتا مقابل العمل الذي يقوم به. قال الرئيس المنتخب باراك أوباما كثيرًا ما الذي يعنيه جهاز بلاكبيري بالنسبة له، وكيف أنه يخشى من احتمالية أن يضطر إلى التخلي عنه، لاعتبارات أمنية وقانونية، بمجرد توليه للمنصب. وقال أوباما، في لقاء مع قناة «سي إن بي سي»، وصحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأربعاء: «مازلت متمسكا بجهاز بلاكبيري الخاص بي، إنهم سينتزعونه من بين يدي». كم كان ممكنا أن يطلبه «رئيس يحمل بلاكبيري» نظير إعلاناته عن المنتج إن لم يكن في وظيفة عامة؟ يجيب خبراء التسويق على التساؤل مشيرين إلى أن المبلغ قد يكون 25 مليون دولار، بل وقد يصل إلى 50 مليون دولار. ويقول دوغ شابلمان، رئيس «بيرنز إنترتينمنت، المنظمة للاتفاقيات بين المشاهير والشركات: «قد تكون هذه أكبر صفقة (إعلانية) تقريبًا في التاريخ، حيث يُرى دائما وهو يستخدمه، وهو دائما ما يقول على البرامج الإخبارية ـ وهو يتناقش بشأن قضايا الأمن القومي والخدمات الاجتماعية العالمية ـ كيف أنه في احتياج مطلق إليه لأداء أعماله بصورة يومية». ويقول إعلاميون آخرون، إن أوباما يعتبر مندوبا تسويقيا نموذجيا، فهو محبوب، كما أنه دائمًا ما كان يظهر في الأخبار ودائما ما يتحدث عن ارتباطه بهذا الجهاز. وأفاد فران كيلي ـ المدير التنفيذي لوكالة «أرنولد وورلد وايد الإعلانية ـ الذي قدر أن الصفقة الإعلانية مع باراك أوباما يمكن أن تبلغ قيمتها 25 مليون دولار: «دائمًا ما تريد شخصية شهيرة ملائمة على نحو جيد مع الماركة التجارية الخاصة بك. وهل يوجد أي شخص آخر قادر على توصيل الفكرة بصورة أفضل من باراك أوباما حاليا؟». ويرى شابلمان قيمة الصفقة ستكون أعلى، حيث أشار إلى أنها قد تصل إلى 50 مليون دولار أو يزيد، وذلك لأنها ستكون صفقة عالمية. وأضاف قائلاً: «لقد حظيت الشركة على ثروة وقيمة كبيرة للغاية بأن يقوم الرئيس دومًا بالحديث عن جهاز بلاكبيري، ولتفكر إلى أي مدى يمكن أن تصل إليه الشركة عندما تقول: يجب على الرئيس ان يحمل هذا الجهاز للتواصل مع الآخرين».

وقدمت «ريسيرش إن موشن» ـ الشركة الصانعة لجهاز بلاكبيري، في الفترة الأخيرة، حملات إعلانية، ومنتجات مثل موديل «ستورم» المزود بشاشة تعمل باللمس (تاتش سكرين)، وتهدف تلك المنتجات والحملات الإعلانية إلى إيضاح أن هواتف بلاكبيري ليست فقط لرجال الأعمال، بل إنها أيضًا منتج استهلاكي مثل «آي فون». كما شرعت الشركة أيضًا ـ والتي أحجمت بدورها عن التعليق على حماسة أوباما بهاتفها ـ بعقد اتفاقية رعاية مع جون ماير، المغني الشهير. وتقول لوري سال، مديرة التسويق الفني لدى وكالة «باراديغم»، والتي تجمع مشاهير في إعلاناتها مثل أدريان برودي، وكاثرين هيغل: «إن أقوى رجل في البلاد يقول، في هذه اللحظة، لا يمكنني العيش بدون جهازي. وهذا يمثل نقلتهم الأخيرة بالنسبة لجهاز يعشقه الناس». وأوضحت سال أن أوباما ساهم بصورة أساسية في ما يتم وصفه بأنه جولة إعلامية عبر الأقمار الصناعية لهواتف بلاكبيري، وذلك عبر حديثه عن المنتج مع الصحافيين. وأضافت «ان يوما واحدا في جولة إعلامية كهذه مع أحد نجوم السينما البارزين قد يساوي ما بين 10 ـ 15 مليون دولار».

وأوضحت أن كونه لا يحصل على مقابل من «ريسيرش إن موشن» من أجل الترويج لهواتف بلاكبيري يعتبر الشيء الأفضل بالنسبة للشركة، حيث قالت: «إن ما جعل الأمر أكثر قيمة ونفعًا هو مدى واقعية الأمر». وأفاد كيلي بأن الأمر مضى على طريقتين: فبينما كان أوباما يقوم بالكثير لصالح هواتف بلاكبيري، ساعد الجهاز أوباما، وذلك عبر جعل رسالته تبدو أكثر ارتباطا بالواقع. وأضاف «وقد ساهم الكلام عن جهاز بلاكبيري كثيرا في الشهرة الكبيرة التي حظي بها أوباما، فقد صورته على أنه واحد منا، لديه أصدقاء، وأسرة، وأشخاص يتواصل معهم، مثلنا جميعًا. وجعله هذا الأمر سياسي الجيل المقبل». وربما يحلم مديرون تنفيذيون في مجال التسويق بإعلان يصور الرئيس المنتخب، وهو ما قال عنه غين ليبل ـ الشريك في وكالة «بروكلين إيجينسي هوغ» أنه «أمر خيالي». واقترح فان غرافز، رئيس مصممي الإعلانات لدى «يونيوورلد غروب» حملة إعلانية تظهر أوباما داخل المكتب البيضاوي. ويقول غرافيز: «في المقدمة، سيكون هناك المكتب، لكن بدلاً من الهاتف الأحمر الشهير، يكون هناك بلاكبيري أحمر»، وهنا اقترح غرافيز الشعار الإعلاني: «شوت كولر (أو خمن من يتصل!). واقترح مات رينهارد، المدير التنفيذ لمصممي الإعلانات لدى «دي دي بي لوس أنجليس»، تحاول شركة «آبل» جذب أوباما بعيدًا عن بلاكبيري، ليكون ناطقا باسم جهاز آي فون. ويمكن أن يكون الشعار الإعلاني، حسبما يراه رينهارد: «حان وقت التغيير».

* خدمة «نيويورك تايمز»