دراسة: الصالات الفنية العالمية تتجه لاقتناص الفرص في الشرق الأوسط

الأعمال الفنية المعاصرة تبحث عن مقتنين جدد

لوحة للفنانة «أونا لومينو» 2008 مقدمة من صالة «كورتيسي أوف بيتفورمس» من مدينة نيويورك الأميركية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت دراسةٌ استطلاعيةٌ موسَّعةٌ أجريت مؤخراً بمشاركة نحو 60 صالة فنية عالمية وإقليمية مشاركة في معرض «آرت دبي 2009» أنَّ الصالات الدولية باتت تتجه بأبصارها أكثر فأكثر نحو منطقة الشرق الأوسط، والأسواق المجاورة، بُغية اقتناص الفرص المُجزية التي تتيحها في مجال الأعمال الفنية المعاصرة.

وقد أكدت كافة الصالات المشاركة في الدراسة المهمَّة الحاجةَ الماسّةَ إلى الوصول إلى مقتنين جُدد في الأسواق الجديدة، فيما عبَّرت غالبية الصالات المشاركة عن تأييدها للرأي القائل إن دبي تملك كافة المقوِّمات التي تؤهلها عن استحقاق، لأن تكون أهمّ سوق للأعمال الفنية المعاصرة بمنطقة الشرق الأوسط قاطبةً.

وقال ممثلون عن أكثر من ثلثي الصالات المشاركة في معرض «آرت دبي» بدورته الثالثة المُرتقبة المقامة في الفترة بين 18 ـ 21 مارس (آذار) 2009 في مدينة أرينا بمنتجع جميرا في دبي، إنَّ منطقة الشرق الأوسط من أهمِّ المناطق الفاعلة في السوق الدولية للأعمال الفنية المعاصرة، فيما قال ممثلو نحو 88 في المائة من الصالات المشاركة، إنَّ صالاتهم ماضيةٌ في تعزيز أعمالها بمنطقة الشرق الأوسط.

ويقول إيمليان زخاروف من صالة الأعمال الفنية الروسية المعروفة ترايمفت «بعد دراسة مستفيضة لمعارض الأعمال الفنية المقامة بالمنطقة خلصنا إلى قناعة راسخة، بأنَّ معرض آرت دبي هو أهمُّها بالنسبة لنا في تحقيق هدفين اثنين: التعريف بنخبة رسامينا وأعمالهم الإبداعية بمنطقة الشرق الأوسط، وتوطيد علاقاتنا الراهنة مع الرسامين والنحاتين والمبدعين عامّة بمنطقة الشرق الأوسط وتدشين علاقات وثيقة مماثلة مع آخرين».

وعلى الصعيد نفسه، قالت كاسي روزنثال المالكة المشاركة لصالة «جوف + روزنثال» ومقرُّها مدينة نيويورك الأميركية «مشاركتنا هذا العام هي الأولى لنا في معرض آرت دبي، ونحن نأمل أن تشكلَ مشاركتنا علامةً فارقةً في جهودنا الرامية إلى تسليط الضوء على فنانينا أمام كافة المهتمين بالحركة والفنية والإبداعية حول العالم. وبالإضافة إلى صالتنا الرئيسية في نيويورك، فإننا نملك صالةً فنيةً في برلين، الأمر الذي يجعلنا أقربَ جغرافياً إلى دبي التي تعتبر واحدا من أهم مراكز الحركة الفنية والإبداعية بمنطقة الشرق الأوسط. وفي السَّابق، لم تكن لنا صلة تُذكر بسوق الأعمال الفنية الشرق الأوسطية، بيدَ أننا عازمون على توثيق علاقتنا مع الحركة الإبداعية والمقتنين الجادّين في المنطقة».

من جهته، شدَّد جون مارتن المؤسِّس المشارك والمدير العام لمعرض آرت دبي، على أهمية نتائج الدراسة الاستطلاعية وما يُستشف منها من آفاق واعدة للحركة الثقافية والإبداعية المزدهرة ببلدان منطقة الشرق الأوسط عامة. وقال مارتن إن «الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة شكلت فرصة مثالية لدبي لتعزيز مكانتها وريادتها كأحد المراكز الثقافية المرموقة في المنطقة عامّة. وقد أظهرت الدراسة الاستطلاعية أن الأزمة المالية العالمية جعلت الصالات الفنية العالمية أكثر عزماً على المشاركة في المعارض الفنية الرِّيادية بالمنطقة، وفي طليعتها آرت دبي، للاستفادة من مكانتها المؤثرة في أرجاء المنطقة في استكشاف رسامين ونحاتين واعدين، والالتقاء بمقتنين جُدد. ويؤكد نقاد الحركة الإبداعية العالمية أننا نشهد في اللحظة الراهنة تحولاً لافتاً في أهمية وتراتبية مراكز الحركة الإبداعية المؤثرة، ولا شك أنَّ أمام إمارة دبي فرصةً استثنائية لتطوير دورها كأحد المراكز العالمية المرموقة في هذا المجال، بل ولا غرابة أن تنافس المكانة المهيمنة للمراكز الفنية العالمية التقليدية من أمثال نيويورك ولندن».

وعلى صعيد متصل، أظهرت الدراسة الاستطلاعية أن أكثر من 80 في المائة من الصالات الفنية تطمح عبر مشاركتها في آرت دبي، إلى المساهمة بشكل أو بآخر في الحركة الإبداعية والفنية الشرق أوسطية، فيما قال نحو 75 في المائة من المشاركين إنَّ مشاركتهم في آرت دبي بدورته المقبلة، تأتي في إطار جهودهم إلى دخول سوق الأعمال الفنية الشرق أوسطية من أوسع أبوابها، وقال أكثر من ثلث المشاركين إن الغاية المرجوَّة من مشاركتهم في أهمِّ وأضخم معرض من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط، هي استكشاف الرسامين والنحاتين والمُبدعين الواعدين الطامحين نحو العالميّة.

وسيشهد هذا الحدث، بالإضافة إلى الصالات المشاركة والبالغ عددها أكثر من 60 صالة عرض، إطلاق جائزة أبراج كابيتال للأعمال الفنية، التي تعتبر أكبر جائزة عالمية من نوعها للفنون المعاصرة. وتهدف الجائزة إلى إتاحة فرصة غير مسبوقة أمام كوكبة من الفنانين المُبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، للانطلاق نحو العالمية من أوسع أبوابها. من جهتها، قالت أبراج كابيتال، إن مبادرتها تلك تهدف إلى إثراء الحركة الفنية والإبداعية الإقليمية.