إسرائيل تواصل قصف قطاع غزة.. وتدمر 50 هدفا خلال ساعات.. ومقتل العشرات

القسام تقصف أكبر قاعدة جوية في قلب إسرائيل.. وحماس تؤكد أن المعركة البرية لم تبدأ بعد

TT

ضربت إسرائيل أمس عرض الحائط بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق نار فوري في غزة، وواصلت هجومها المكثف على قطاع غزة. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان انه استهدف 50 هدفا في قطاع غزة. ولم تكد تمض ساعتان على القرار، حتى شنت إسرائيل سلسة من الغارات خلال بضع ساعات من بعد ظهر أمس، دمرت فيها 50 هدفا، بواسطة سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلية وقتل خلالها منذ فجر أمس الجمعة 30 فلسطينياً، في الوقت الذي تم فيه العثور على عشرات الجثث التي تعود لفلسطينيين قتلهم جيش الاحتلال في بداية حملته البرية على القطاع ولم يسمح لطواقم الإسعاف بإجلائها. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن مقتل اثنين من نشطائها في قصف إسرائيلي استهدفهما في حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، وهما: محمد اشتيوي، 29 عاما، وإبراهيم ريحان، 24 عاما. وفي محيط بلدة بيت لاهيا، أقصى شمال القطاع، قتل محمد مبارك صالح، 65 عاما، وزوجته حليمة صالح، وأصيب نجلهما خلال قصف إسرائيلي لمنطقة زراعية. وفي قرية القرارة شمال خان يونس، جنوب القطاع، أسفر القصف الإسرائيلي العشوائي فجر أمس عن مقتل كل من حامد السميري وجهاد أبو مضيف وأحمد التشريحي. وقام الجيش الذي توغل في القرية بتدمير 30 منزلاً انتقاماً من القرية التي نجح فيها أحد مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قنص قائد سرية في إحدى الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي صباح أول أمس عندما كان يقود عملية تمشيط في منازل القرية. وفي مخيم جباليا، شمال القطاع، قتل صباح أمس فتى فلسطيني وجرح عدد آخر، عندما قصفت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل احد المنازل في قلب المخيم. وأفادت مصادر طبية فلسطينية ان الفتى محمد عاطف أبو الحسنى، 15عاما، وصل الى مستشفى كمال عدوان في المخيم جثة هامدة. وفي منطقة القرم، الى الشرق من المخيم، قتل صباح أمس كل من فاطمة سعيد سعد، 42 عاما، وسمية سعد، 25 عاما، فيما أصيب الطفل عطا جميل سعد، 12 عاما، جراء قيام مروحية حربية من طراز أباتشي بقصف منزل العائلة. وفي نفس المخيم قتل ستة من أفراد عائلة واحدة في قصف استهدف منزلهم. وذكر شهود عيان أن مروحية إسرائيلية نفاثة من طراز «اف 16»، أطلقت صاروخاً على منزل عائلة «صالحة»، الأمر الذي أدى الى مقتل ستة أشخاص، بينهم أم وأطفالها الثلاثة، في حين تم تدمير المنزل بالكامل. وشرق مدينة غزة قتلت مواطنة أوكرانية متزوجة من فلسطيني ونجلها، فيما أصيبت ابنتها بجروح بالغة وابنها الثاني وزوجها بجروح متوسطة. وذكرت مصادر فلسطينية أن ألبيرا فلاديمر الجرو، 36 عاما، ونجلها يوسف الذي يبلغ من العمر عاما واحدا قد قتلا جراء سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم في منطقة الشعف في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما أصيبت ابنتها ياسمين بجراح بالغة ونجلها الثاني عبد الرحيم بجراح متوسطة. وفي قرية الزوايدة، وسط القطاع، قتل ثلاثة أشخاص عندما قامت مروحية إسرائيلية بقصف تجمع للمواطنين الفلسطينيين في المكان. وفي مدينة غزة تم تدمير مقر شرطة الزيتون، بعد أن تم قصفه بالطائرات. وفي مدينة خان يونس، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن مقتل أحد عناصرها ويدعى جهاد أبو مضيف في قصف إسرائيلي، كما دمرت الطائرات مكتباً للحركة، الى جانب تدمير مسجد الرباط ودمرته، الى جانب تدمير منزلين يعودان للشيخ زكي الدرديسي وعرفات ماضي القياديين في حماس، بالإضافة الى تدمير احد المصانع، حيث أكدت مصادر فلسطينية وجود قتيلين تحت أنقاض المصنع، في حين تم تدمير مكتب تابع للجهاد الإسلامي. وواصل طيران الاحتلال تدمير منازل قادة حركة حماس وكبار ضباط شرطة الحكومة المقالة. ففي حي الشيخ رضوان، شمال القطاع قصفت الطائرات الإسرائيلية النفاثة منزل أبو عبيدة الجراح نائب قائد الشرطة التابعة للحكومة المقالة، ومنزل قائد الأمن والحماية برفح. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد القتلى الفلسطينيين قد ارتفع منذ بدء العدوان الإسرائيلي الى 781 وأكثر من 3300 جريح. وأكد الدكتور معاوية حسنين مدير هيئة الطوارئ في وزارة الصحة، أن طواقم الإسعاف عثرت مساء أول أمس على 50 جثة، نصفها من الأطفال والنساء منع جيش الاحتلال إجلاءها بعد تدمير المنازل على الكثير من العائلات، وتحديداً في حي الزيتون.

من جهتها واصلت حركات المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على المدن الكبرى والمستوطنات التي تقع في محيط القطاع. فقد أعلنت كتائب القسام، عن قصف قاعدة تل نوف الجوية، التي تعتبر أحد اكبر القواعد الجوية الإسرائيلية في وسط إسرائيل. وفي بيان صادر عنها أكدت الكتائب أنه تم قصف القاعدة التي تبعد مسافة 45 كيلومترا عن القطاع وسط شمال شرق مدينة جديرا، منوهة الى أن هذا أبعد مدى تصل إليه صواريخ كتائب القسام شمالاً حتى الآن. من ناحيته قال مشير المصري، القيادي في حركة حماس، إن المقاومة لم تخسر إلا القليل، وإن استهداف إسرائيل للمدنيين ليس إلا دليل فشل عسكري وسياسي. وأوضح المصري أن المعركة البرية لم تبدأ حتى الآن، وأن القوات الإسرائيلية لا تزال في التخوم والمناطق المكشوفة، واستعدادات المقاومة هي استعدادات كبيرة، وعشرات القتلى الذين سقطوا من الصهاينة هي دليل أن في جعبة المقاومة الكثير».