مواقف «الهجوم على غزة»

TT

بأسبوع واحد نقضي على حماس

* ما زال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي زعيم حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، ايلي يشاي، يثير سخرية رفاقه الوزراء ومحاوريه من الصحافيين، وهو يطلق تصريحاته العربيدية ويطالب الحكومة بإعطاء أوامر واضحة للجيش بأن يصفي حركة «حماس» تماما. فقد ظهر في التلفزيون وهو يطالب بالامتناع عن قبول أية مبادرة لوقف اطلاق النار حتى لو كان ذلك قرار مجلس الأمن الدولي. فسأله مذيع القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي (التجاري)، وهل تريدنا أن نقف ضد العالم الغربي الذي وقف الى جانبنا طيلة الأسبوعين الفائتين؟ فقال: هذا العالم متلون ويتصرف معنا بعهر. فخلال ثماني سنوات كنا نتلقى الصواريخ على بلداتنا ولم نرهم يتحركون للدفاع عنا. وطيلة السنتين قالوا ان حماس تنظيم ارهابي يهدد أمن المنطقة بأسرها، ولكن عندما بدأنا عملية تصفية هذا التنظيم راحوا يمارسون الضغط علينا كي نتوقف.

وسئل: الى متى تريدنا ان نواصل الحرب؟ فأجاب: الى حين تحطيم حماس تماما بحيث لا تستطيع طيلة السنوات العشرين القادمة ان تطلق باتجاهنا صاروخا واحدا. فسئل: ولكن هذا يعني أن نواصل الحرب سنة كاملة على الأقل. فأجاب: لا ليس صحيحا. يكفي أسبوع واحد لتصفيتها. فسئل: إذا كانت المسألة مسألة أسبوع واحد، فلماذا لا تصدر الأوامر؟ ما الذي يعيق قرارا كهذا؟ فأجاب: لأن الحكومة لم تتخذ قرارا حتى الآن بالقضاء على حماس أو على الأقل القضاء على حكمها. فأجابه المذيع: «أنت لم تقنعنا.... إذن، اذهب واقنع رفاقك في الحكومة».

بعيدا عن قواعد الحرب

* في قسم السرطان في أحد مستشفيات تل أبيب، يعالج طفل يهودي في السادسة من عمره يدعى نحمان رفائيل فديدة، وفي الغرفة المجاورة طفلة فلسطينية من غزة عمرها ثماني سنوات وتدعى ولاء عماد تنيني. الحرب في غزة لا تدور بعيدا عنهما. فالأخبار عن الغارات التدميرية تصل الى أذني ولاء وهي لا تخفي قلقها من تدمير بيتها. ووالداها اللذان لا يفارقانها، يمتنعان حتى الآن عن اخبارها بأن صديقتها وجارتها فدوى قد قتلت في هذا القصف. رفائيل أيضا قلق، لأن عائلة خاله اضطرت لمغادرة بيتها في سديروت، والمكوث لدى الأقارب في الشمال بسبب القصف. وعندما نشرت الأخبار عن قصف مناطق الشمال بالكاتيوشا زاد قلقه. ولاء، التي تحب طبيبتها والطاقم الطبي كله في المستشفى، الذين يحيطونها بالمشاعر الحميمية، خلصت الى نتيجة بأن «ليس كل اليهود سيئين. فالناس هنا مثل أهلي». والدة رفائيل، التي رفضت إقامة علاقة مع ذوي ولاء ولا تعرف حتى قابلها الصحافيون إن كان ذكرا أو انثى، قالت: «أنا في حيرة. أفكر في بعض الأحيان بالحديث معهم. فنحن نعيش مثلهم في المستشفى ولا نترك ابننا. وأقول: الولد يبقى ولدا، بريئا. ولكنني من جهة أخرى أتخيله يكبر ويتحول الى شهيد ينتحر لكي يقتل أكبر عدد من اليهود، فأرتدع». أما مدير القسم في المستشفى، البروفسور زئيف نورتشتاين، فيقول: «نحن أطباء ولا فرق عندنا بين مرضانا، يهودا أو عربا. ولدينا أيضا أطباء عرب مسؤولون هم أيضا يعالجون المرضى العرب واليهود على السواء. ولكننا لا نتجاهل الواقع، فلا يبقى لنا إلا أن نتمنى أن يؤثر ما نفعله ليس فقط على المرضى وعائلاتهم، بل على قادة الشعبين. ففي الحياة المشتركة الانسانية سحر خاص سيتمتع الجميع به عندما يصنعونه».

زوبعة.. في قاعة

* الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وهي الحركة السياسية العربية اليهودية، التي يقودها النائب محمد بركة ويمثلها نائبان سواه في الكنيست الاسرائيلي، دوف حنين وحنا سويد، قررت عقد مهرجان سياسي كبير مساء اليوم تضامنا مع أهل غزة ضد العدوان الاسرائيلي. واختارت له عنوان: «مهرجان التحدي». وقد اختارت الجبهة قاعة ضخمة للمناسبات تقوم في البلدة اليهودية نتسيرت عيليت، المجاورة للناصرة العربية. فما ان سمع بذلك ممثلو حزب «اسرائيل بيتنا»، وهو حزب يميني عنصري، حتى هبوا للاحتجاج وراحوا يهددون بتخريب المهرجان. وتدخل رئيس البلدية، شمعون جفسو، فطالب الشرطة بمنع المهرجان. وقال ان الأجواء ملتهبة في المدينة حيث يقتل جنود اسرائيل ولا يجوز أن يقام مهرجان ضد الجيش في بلدة يهودية. وقال ممثل ذلك الحزب المتطرف، ألكس جفيلسون، ان هذا استفزاز مقصود للمدينة يدل على نوايا العرب احتلالها وتساءل: في الناصرة العربية توجد عشر قاعات رحبة، فلماذا اختاروا هذه القاعة بالذات؟

وتوجه رئيس البلدية الى صاحب القاعة، وهو أيضا عربي يدعى عفيف داود، فاستغرب الطلب وقال انه كان قد استضاف مهرجانا لحزب «كاديما» الحاكم قبل شهرين ولا يرى سببا في أن لا يعطي الجبهة الحق في ذلك. وقال: أنا أؤجر القاعة كمصدر رزق. ولا حق لأحد أن يمنعني. وتوجه الى الجبهة، فكان جوابها: لم نقصد استفزاز أحد. فنحن نقيم نشاطا قانونيا ضد الحرب واخترنا قاعة كبيرة بشكل خاص ولا توجد قاعة أكبر. وتوجه رئيس البلدية الى الشرطة فأجابت: إقامة مهرجان سياسي داخل قاعة هو أمر قانوني ولا نتدخل فيه. وواجبنا أن نضمن سيادة النظام والهدوء في كل عمل احتجاجي قانوني. على إثر ذلك، قرر المتطرفون تنظيم مظاهرة مقابل القاعة المذكورة خلال الاجتماع ترفع فيها أعلام اسرائيل وشعارات التأييد للجيش وللحرب.

حرب الدمى

* أحد الأساليب التي اتبعها مقاتلو حماس لنصب الكمائن للجنود الاسرائيليين المهاجمين، مأخوذة عن الأفلام القديمة للحروب. فهم يضعون في عدة مواقع دمى، بعد تلبيسها ملابس عسكرية وتحميلها رشاشا (هو أيضا دمية)، بهدف اجتذاب الجنود الاسرائيليين. فما ان يرى الجنود الاسرائيليون الدمى حتى يحسبوها مقاومين حقيقيين فينقضون عليهم. وعندها يقعون فريسة بأيدي المقاتلين الحقيقيين الذين ينصبون الكمين. وحسب صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، أمس، فقد وقع الجنود الاسرائيليون في هذا الكمين مرة وكلفهم مقتل الشاويش ألكسندر ماشبيتسكي في يوم الثلاثاء الفائت. وقد استخلص الجيش الاسرائيلي العبرة وعمم هذه التجربة على جميع مقاتليه حتى لا يعودوا للوقوع في الكمين.