مجلس تنسيقي يوحد عمل أكبر 3 مؤسسات خيرية في السعودية

بهدَف تحويل عملها من فردي إلى مؤسساتي

مسؤولو الجمعيات الثلاث خلال توقيع الاتفاقية في العاصمة الرياض أمس (تصوير أحمد فتحي)
TT

دخلت 3 مؤسسات خيرية، في تحالف هو الأول من نوعه في السعودية، بهدَف تحويل عمل هذه المؤسسات من فردي إلى مؤسساتي.

وأبرمت مؤسسة الملك خالد الخيرية، ومؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، ومؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود، عقداً يُعنَى بخلق مظلة موحّدة، تعمل في ظلها المؤسسات الخيرية التي تُعد الأبرز على مستوى السعودية. وتنفق السعودية 2 في المائة من ناتجها الوطني على العمل الخيري، وهو ما بوّأها موقع أكبر الدول من حيث الإنفاق على العمل الخيري، وهي البلاد التي تُقدر نفقاتها، في الأعمال الخيرية، بما يقترب من ملياري ريال سنويا.

وأكدت الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل، المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية، أن إنشاء المجلس التنسيقي بين المؤسسات الخيرية الثلاث، يُشكل نواةً ونقطة بداية لعمل تلك المؤسسات في الجانب الخيري، واعتبرته، في الوقت نفسه، نقطة جذب لجهات خيرية أخرى، ستعمل تحت المظلة ذاتها.

وقالت الأميرة البندري، أمام حشد من الإعلاميين عقب توقيع العقد، الذي شهدته أروقة مؤسسة الملك خالد الخيرية، في العاصمة الرياض، أمس «ستسعى الاتفاقية التي دخلناها هذا اليوم مع أشقائنا، لخلق تكامل الجهود بين الجهات والمؤسسات الخيرية، ولتغيير العمل الخيري من نمط تقليدي، إلى عمل تطويري، وتنموي في وقتٍ واحد».

واستدركت الأميرة البندري في حديثها، وأشارت إلى أن فكرة إنشاء المجلس التنسيقي هي الأولى من نوعها على الصعيد الخيري في السعودية، وكانت نتاجاً لإحدى ورش العمل، التي احتضنتها مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية، والتي خضعت فيما بعد لدراسة شاملة، تمخضت عن تبني الفكرة، التي وصفتها بـ «المنهجية».

إلى ذلك، أكد الدكتور ماجد القصبي، المدير العام لمؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية، أن المجلس التنسيقي بين المؤسسات الخيرية الثلاث، سيبذل قصارى الجهد، لإحداث نقلة نوعية في العمل الخيري، بكافة أشكاله، وأوجهه في البلاد. ولم يُخفِ القصبي توجّه المؤسسات الخيرية الثلاث، لتفعيل العمل الخيري في المناطق والمحافظات النائية، واصفاً ذاك التوجه بـ «تقوية الأذرع»، في إشارة منه، إلى ضرورة عدم ارتكاز وتوحد العمل الخيري، على المناطق التي تحتضن المؤسسات الخيرية العاملة في بلاده.

من جهته، أكد الدكتور يوسف الحزيم، أمين عام مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز الخيرية، عدم ممانعة المجلس التنسيقي لدخول أي جهة خيرية تحت مظلته، في خطوة من المجلس، اعتبرها الحزيم تسعى لاحتواء أي جهة خيرية، تسعى للدخول في العمل المنهجي المنظم.

وتعمل في السعودية - بحسب الحزيم - ما يُقارب 300 مؤسسة وجهة خيرية، موزعة على عدد من المناطق والمحافظات الكُبرى، في حين رأى ضرورة النظر بعين جادة، للقرى النائية، ولبلوغ العمل الخيري لها، مُتفقاً بذلك مع القصبي، من حيث زيادة «أذرع» العمل الخيري في تلك القرى.

وقدّر الحزيم حجم الاستثمارات ذات العوائد الخيرية، التي تديرها مؤسسة العنود الخيرية بأكثر من 1400 مليون ريال (373 مليون دولار).

وقال الحزيم «لقد كان دخول بعض المؤسسات الخيرية في موضع (شُبهة)، خلال السنوات الماضية.. وكان ذلك بمثابة نقطة بَلْوَرَة لعملنا، أصبحنا بعدها أكثر دقة واحترافية في العمل داخل مؤسساتنا، وكان استحداث وحدات مراجعة داخلية في المؤسسات الخيرية، تعمل على متابعة المصروفات والإيرادات الخيرية، آخر دعائم العمل الاستراتيجي الموثوق».

واتفقت الجمعيات الخيرية الثلاث على إنشاء مقر لها، تحتضنه العاصمة السعودية الرياض، وتقوم على إدارة المجلس سكرتارية عامة، وتقوم المؤسسات الأعضاء بتمكين المجلس من موارد مالية، تشترك في توفيرها بنسب معينة وتراقب مصروفاتها، فيما يتولى المجلس رسم السياسات العامة لتطوير عمل الأطراف الخيرية.

واشترطت الاتفاقية المُبرمة أن تكون نشاطات المجلس غير ربحية، ولا يجوز أن يقوم بأي نشاط، من شأنه استهداف الربح، في الوقت الذي هدف المجلس إلى تطوير ثقافة العمل الخيري في المجتمع السعودي، كوسيلة للتنمية الاجتماعية.