افتتاح معرض ديترويت للسيارات وسط تراجع المبيعات الأميركية 18%

ميركل تؤكد عزم حكومتها دعم صناعة السيارات الألمانية

ديتر زتاشي رئيس مجلس إدارة ديملر، ورئيس وحدة سيارات مرسيدس بنز يعرض سيارة مرسيدس بنز الجديدة من فئة ايه كلاس في المعرض (أ.ف.ب)
TT

طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، شركات السيارات الألمانية بالعمل على تطوير إنتاجها، وبالمزيد من الإبداع للبقاء داخل نطاق الريادة في صناعة السيارات في العالم.

وقالت ميركل في حديث نشرته صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية امس الأحد «لقد اخترعت ألمانيا أول سيارة قبل أكثر من مائة عام، والآن نواجه منافسة جديدة حول مدى قدرتنا على إنتاج سيارة القرن الواحد والعشرين».

وأكدت ميركل ضرورة الاهتمام بالتقنيات الحديثة الخاصة بإنتاج سيارات صديقة للبيئة، وأشارت إلى دعم الحكومة لأبحاث حماية المناخ.

وأضافت إن ريادة ألمانيا في صناعة محركات الوقود التقليدية، يجب ألا يمنعها من مواصلة التطوير في أنواع التقنية المختلفة.

وأعلنت ميركل عزم حكومتها تقديم مزيد من الدعم لصناعة السيارات، وقالت إن البرنامج الحكومي الأول لتشجيع الاقتصاد، تضمن الإعفاء المؤقت من ضريبة السيارات للمستهلكين، وإن البرنامج الثاني الذي تعتزم الحكومة التصديق عليه غدا الاثنين، سيشمل إقرار لوائح ضريبية جديدة ترتبط بحجم انبعاث ثاني أكسيد الكربون من عوادم السيارات.

من ناحية أخرى، افتتح امس معرض ديترويت للسيارات بينما تبذل الشركتان العملاقتان في هذا القطاع جنرال موترز وكرايسلر، جهودا شاقا لضمان بقائهما في الأزمة الاقتصادية العميقة التي يشهدها العالم.

وسيعرض حوالي 58 موديلا جديدا بينها حوالي 44 تشكل سابقات، في الايام المقبلة، امام حوالي سبعة آلاف صحافي جاؤوا من نحو ستين دولة الى ديترويت (شمال شرقي الولايات المتحدة).

وفتحت شركة مرسيدس في ديتريوت، التي تغطيها الثلوج، وتشهد موجة برد شديد، العروض بأمسية نظمتها السبت في فندق وسط المدينة. وستعرض هذه السنة سيارات تعمل بالطاقة الكهربائية وغيرها، صممتها شركات جنرال موتورز وفورد وتويوتا وهوندا وميتسوبيشي.

وتريد فورد منافسة سيارة «بريوس» التي انتجتها تويوتا، بينما صممت الشركة اليابانية محركا جديدا لسياراتها الفاخرة «ليكزس» يعمل على الطاقة الكهربائية والوقود.

كما ستقدم الشركة اليابانية «هوندا» سيارة «اينسايت». لكن الشركة الغت مؤتمرها الصحافي.

وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية، أن مجموعة من شركات صناعة السيارات، قررت عدم المشاركة في المعرض هذه السنة مع تراجع المبيعات والاقتطاعات في ميزانياتها، من بينها نيسان وسوزوكي وبورشيه وفيراري ولاند روفر.

وقال رئيس تحرير الموقع المتخصص بالسيارات «ادموندس كوم» كارل بروير ان «القلق يسود».

وأدت الأزمة المالية وتشديد شروط الاعتمادات والركود الاقتصادي في 2008، الى تراجع مبيعات السيارات بنسبة 18 في المائة في الولايات المتحدة، الى مستويات لا سابق لها منذ 1992.

وتفيد تقديرات بأن عام 2009 سيكون أسوأ، مشيرة الى ان حجم المبيعات سيبلغ بين 11 و12 مليون سيارة، اي تراجع جديد مقداره مليون او مليونا سيارة.

وسجلت شركات السيارات خسائر كبيرة العام الماضي، واضطرت لخفض إنتاجها، لكن جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، كانت الأكثر تضررا، وشهدت تراجع حصصها مجتمعة في الاسواق الى اقل من 50 في المائة للمرة الاولى في التاريخ.

وكانت حصة الشركات العملاقة الثلاث في 2004 تبلغ ستين في المائة من السوق، مقابل 2.71 في المائة قبل عشر سنوات، حسب النشرة المتخصصة «واردز اوتو».

ومن المتوقع ان يزور المعرض الذي فتح ابوابه للجمهور امس الاحد، اكثر من 700 الف شخص قبل انتهائه في 25 يناير (كانون ثاني).