القوات الإسرائيلية تدخل أكثر مناطق قطاع غزة تكدسا بالسكان.. وتقتل 26 وتحكم الحصار

إصابة شرطيين وطفلين مصريين.. والجيش الإسرائيلي ينذر سكان رفح بإخلائها.. وطائرات تحلق فوق الأراضي المصرية

TT

تواصل أمس العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لليوم السادس عشر على التوالي، ودخل الجيش الإسرائيلي أكثر المناطق تكدسا بالسكان في القطاع، وقتل 26 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، ونساء وأطفال، في تحد لمسعى دولية وإقليمية وعربية لوقف النار، ما يرفع حصيلة القتلى منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي إلى حوالي 880 قتيلا بينهم 275 طفلا. واشارت انباء الى ان الجيش يتقدم ببطء شديد نحو مدينة غزة التي احكم حصارها في وقت يفر فيه سكان الإحياء المحيطة بها هربا من المعارك العنيفة. وأكد شهود عيان أمس ان الطائرات الحربية الاسرائيلية تحلق فوق الاراضي المصرية خلال طلعاتها الهجومية في منطقة الحدود بين قطاع غزة ومصر، وانذر الجيش الاسرائيلي عبر منشورات ألقيت، سكان رفح بضرورة «ان يخلوا بيوتهم فورا»، استعدادا لقصف اهداف فيها. واصيب اثنان من رجال الشرطة المصرية بالقرب من الحدود بشظايا صاروخ اسرائيلي.

وقالت مصادر وشهود عيان ان القوات والدبابات الاسرائيلية دخلت الاجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة تدعمها طائرات الهليكوبتر وواجهت نشطاء حماس الذين تصدوا لها بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف المورتر. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية ان «26 مواطنا استشهدوا في الغارات الجوية وقصف الدبابات بينهم عدد من الاطفال والنساء». وذكر شهود عيان فلسطينيون ان وحدات اسرائيلية من المشاة والمدرعات تتقدم ببطء باتجاه مدينة غزة انطلاقا من محيطها مما دفع عشرات العائلات الى الفرار، بينما يواصل الطيران الحربي والمدفعية عمليات القصف. وكان سكان تحدثوا عن دخول دبابات فجر امس حي الشيخ عجلين جنوب غربي المدينة واطلاق قذائف دبابات على حي تل الهوى في وسط المدينة وكذلك على حي الزيتون. وتابعت المصادر نفسها ان عشرات العائلات التي تضم اطفالا صغارا تفر من حي تل الهوى. وقالت ابتسام شملخ، 22 عاما، وهي تحمل اثنين من أطفالها سامي البالغ عاما واحدا من العمر وانور، ثلاث سنوات «انتظرنا الصباح وشردنا. لم آخذ اي شيء معي لا حتى عبوة الحليب». واضافت وقد رافقها زوجها عبد وهو حافي القدمين «لا اريد ان اتكلم كثيرا اريد ان اخرج من المنطقة. ليس مهما الى اين المهم احمي اولادي».

من جهتها، قالت غادة ابو عودة، 18 عاما، وهي تحمل شقيقها البالغ من العمر عامين «هربنا من القصف من الطائرات والدبابات.. اليهود لا يهمهم احدا. انهم يقتلون الصغار والكبار أكانوا مدنيين أو مسلحين».

وبعد أن قدمت المياه لشقيقتها الصغيرة، من شاب كان تطوع لإحضار قارورة لمياه الشرب، قالت «هذه ليست حياة.. انا ذاهبة الى بيت خالتي في منطقة الشيخ رضوان ولا اعرف اذا كان الوضع عندهم خطيرا مثلما هو الحال عندنا». وتفر العائلات الفلسطينية من بيوتها على عربات تجرها الحمير او في سيارات صغيرة وسط سماع الانفجارات نتيجة القصف المكثف. وانتشر الفزع والخوف لدى المواطنين. وقالت منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) ان 25 الف فلسطيني يحتمون في مدارس تابعة للمنظمة بسبب تدمير منازلهم في الهجمات الاسرائيلية المتواصلة للاسبوع الثالث على التوالي. واضافت «في كل ساعة تفد اعداد جديدة» الى هذه المدارس.

وأكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي ان عدة اشخاص جرحوا في معارك بين مقاومين، وجنود إسرائيليين في الشيخ عجلين، وأوضحتا ان المقاتلين يزرعون قنابل على حافة الطريق لمنع تقدم الدبابات. واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان اربعة فلسطينيين قتلوا وجرح عشرات آخرون ليل السبت الاحد وفجر الاحد في غارات جوية وقصف مدفعي اسرائيلي على قطاع غزة. واعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل امرأة وجرح ستين شخصا اخرين بقذائف اطلقتها دبابات اسرائيلية على بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. كما تحدث عن مقتل ناشط في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في خان يونس. واوضح هذا المصدر ان 55 جريحا اصيبوا بشظايا قذائف محشوة بالفوسفور الابيض المحظور. والفوسفور الابيض مادة سامة والاصابة بها يمكن ان تكون قاضية اذ انها تسبب حروقا في الجسم وتؤذي القلب والكلى والكبد. ويحظر البروتوكول الثالث لاتفاقية 1980 حول الاسلحة التقليدية، استخدامها ضد المدنيين والقوات العسكرية المتمركزة بين المدنيين.