فلسطينيون يميلون لانتخابات رئاسية جديدة لتغيير القيادة بعد انتهاء العدوان

مواقع إخبارية بدأت باستخدام مصطلح الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته

TT

في الوقت الذي بدأت فيه مواقع اخبارية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي والجهات المتعاطفة معهما، تشير الى الرئيس محمود عباس (ابو مازن) بالرئيس المنتهية ولايته، فان اكثر ما يخشاه مسؤولو السلطة الفلسطينية ان تكون الحرب الدموية المستمرة على غزة، قد منحت حماس تعاطفا اكبر على الساحة الفلسطينية.

ويأتي هذا الإحساس، بينما مشهد رجال الأمن وهم يعتدون على المتظاهرين ويمنعوهم من الاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، ليضع السلطة في موضع «المتهم» أمام جماهيرها، وان بدت الأسباب التي تسوقها منطقية لأفعالها. وحتى حركة فتح أبدت غضبا من هكذا صور بينما تتعرض غزة لكل هذا الدمار. وعلى الأقل فان العديد ممن التقتهم «الشرق الأوسط»، وبينهم عناصر من فتح، ومنتسبون للأجهزة الأمنية، يرون ان ادارة السلطة لأزمة غزة كانت سيئة وهي تقلل من فرص بقاء الرئيس محمود عباس (ابو مازن) في منصبه، أي التمديد له او انتخابه مرة أخرى. ولم ينس الفلسطينيون ان ثلاثة ايام مضت على انتهاء ولاية أبو مازن، وان كان صوت العدوان على غزة أعلى وأكثر حضورا.

في احد محلات بيع المواد التموينية في الضفة الغربية، كان البعض يراقب عبر شاشة تلفاز صغيرة ما يقوله أبو مازن، من القاهرة. لم يكن رد فعل الكثير منهم ايجابيا، لكن احدهم قال ان الموقف الفصل أصبح بيد حماس وإسرائيل، أما السلطة، فلا حول لها ولا قوة ولا احد حتى يكترث بما تقول، مضيفا بغضب «منعوا المظاهرات وموقفهم كان غريبا، وكأن اللي بيصير في غزة بيصير في دولة ثانية». فرد عليه آخر قائلا «على كل حال حماس قالت ان ولاية عباس انتهت». وبغض النظر كيف انتهى النقاش، الا انه كشف عن عدم رضى فلسطينيين عن الطريقة التي تدير بها السلطة ازمة غزة. ويرى ابراهيم ابراش، وزير الثقاقة السابق، ومحلل سياسي لـ«الشرق الأوسط»، ان السلطة برئاسة عباس «تفتقد الى ادارة»، وأضاف «اصلا لم يكن لديهم ادارة اثناء الحرب على غزة، وهي تبدو كمن يدير بلادا عربية أخرى، وحتى عندما تقمع المتظاهرين فإنها تقمعهم بنفس الطريقة العربية». ويعتقد أبراش ان هذا سينعكس سلبا على نتائج اي انتخابات قادمة طالما ان الفلسطينيين، أصبحوا مقتنعين بان السلطة دخلت نفقا لا تستطيع ان تخرج منه وهي لا تنوي ان تغير جلدها.

وعبر احد منتسبي الأجهزة الأمنية، طلب عدم ذكر اسمه، عن استيائه من الأوامر التي يتلقوها من اجل منع وصول المتظاهرين الى نقاط الاحتكاك مع الإسرائيليين وقال «هو احنا بنشتغل عند اليهود».

وقال آخرون إنهم يميلون الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بعد انتهاء العدوان حتى يقولوا كلمتهم في اداء كل جهة. واضاف رياض نصار، وهو مهندس من رام الله «الآن لا يعنيني تمديد ولاية الرئيس ام لا، المهم هو الذهاب نحو وحدة وطنية والاتفاق على برنامج سياسي واحد ثم يتم البحث عن قيادة اخرى. اما اذا ما ذهب نصار للانتخابات فانه لن ينتخب قيادة السلطة الحالية». من جهته يرى نزار العطاونة، من الخليل، انه يجب ان يتم تشكيل مجلس طوارئ من منظمة التحرير وحماس في ظل انتهاء ولاية الرئيس والشلل في المجلس التشريعي وهذا الانقسام واستمرار الحرب على غزة، على ان يسير المجلس الأمور لحين ترتيب البيت الداخلي وإنهاء العدوان على غزة واجراء انتخابات شاملة.

أما تغريد ناصر، وهي موظفة من طولكرم، فقالت «نحن في وضع لا يسمح بالحديث عن قضية تمديد وغير تمديد، والأهم إنهاء العدوان على غزة وإجراء حوار، وبعده يتم الاتفاق على الانتخابات». لكن تغريد أضافت «يجب ان يترشح شخص جيد للرئاسة وعلى قدر المسؤولية، ولكن في الظروف الحالية أفضل تمديد فترة رئاسة ابو مازن الى حين انهاء الوضع الداخلي». ولا يفضل عصام عقل، (محاسب من رام الله) تغيير الرئيس الحالي. وقال انه «ما زال رئيس الشعب الفلسطيني، وأنا شخصيا أفضل بقاء الرئيس في منصبه حتى انهاء الخلافات الداخلية». ومع ان حماس كما ابلغ مسؤول فيها «الشرق الأوسط» لا تفضل اثارة قضية ولاية الرئيس الآن حتى ينتهي العدوان، الا انها لم تغير موقفها. وكان لافتا ان مواقع محسوبة على حركتي حماس والجهاد الإسلامي بدأت باستخدام مصطلح «الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته»، أما مواقع فتح والقريبة منها فظلت تقول «الرئيس الفلسطيني».