إطلاق عملية «شريان حياة» لغزة بالتعاون بين مصر وبرنامج الغذاء العالمي

شيران: غزة مثل تسونامي.. نظيف: لا يمكن القبول باستمرار العدوان الإسرائيلي

TT

اتفقت مصر مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة على إطلاق عملية «شريان الحياة» لغزة لتوفير احتياجات الجوعى المتزايدة في غزة، والتي تعد مناشدة عالمية لتعزيز عمليات توزيع المساعدات الغذائية للمتضررين من الصراع الدائر في الأرض الفلسطينية المحتلة. وأعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري، أن الحكومة أعدت برنامجا متكاملا يستمر ثلاثة أشهر، بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري، وأصحاب مصانع المواد الغذائية، وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتوفير احتياجات أهالي غزة من المواد الغذائية اللازمة، من خلال معبر كرم أبو سالم والمخصص لدخول الأغذية لقطاع غزة، حيث تم رفع درجة الاستعداد بالمعبر لسرعة نقل شحنات المواد الغذائية، وسرعة توزيعها على أهالي القطاع.

وعقد رشيد مؤتمرا صحافيا مساء أول من أمس مع جوزت شيران المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، التابع لمنظمة الأمم المتحدة، للتنسيق للمبادرة التي دعت إليها السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري، لتوفير المساعدات الإنسانية لأهالي غزة. وأعلن رشيد أن أعضاء غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، أعربوا خلال اجتماعهم معه عن استعدادهم توفير المواد الغذائية اللازمة للقطاع للمساهمة في رفع أثار العدوان عن الشعب الفلسطيني، وإمكانية تصنيع نوعيات خاصة من الأطعمة، تتناسب مع الظروف الحالية لقطاع غزة بدون هامش ربح.

من جانبها قالت شيران «نحن نعمل على توفير الغذاء للجوعى في المواقف الصعبة، كالزلازل ونوبات الجفاف أو عقب أمواج تسونامي، ولكن غزة تمثل واحدة من أكثر التحديات التي نواجهها صعوبة، نظرا لأن إمكانية الوصول للجوعى محدودة للغاية»، وأضافت شيران أن عملية «شريان الحياة» لغزة، تهدف إلى تلبية الاحتياجات المتزايدة للجوعى، عن طريق توفير وجبات جاهزة للتناول ومستساغة لدى مئات الآلاف من الأشخاص. وقالت شيران «إننا نقترح حلا فوريا ومبتكرا من أجل الجوعى في مثل هذا الموقف الاستثنائي، حيث يعاني الكثيرون من عدم قدرتهم على الوصول للغذاء والمياه النظيفة، وحتى مع توفر فرص محدودة تسمح لنا بتوزيع الغذاء، علينا أن نتذكر أن هناك العديد من الناس يفتقرون إلى أدوات الطهي، وإمكانية تحضير الطعام لأسرهم».

وقال البرنامج إن هناك صعوبات تحد من وصول المساعدات الإنسانية العاجلة، مشيرا إلى انه رغم انعدام الأمن التام في غزة، إلا أن موظفي البرنامج يواصلون العمل أثناء الصراع، حيث قدموا المساعدات الغذائية لأكثر من 75 ألف شخص، منذ ارتفاع وتيرة القتال. وحسب بيان للبرنامج، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإنه على الرغم من أن البرنامج يتوفر لديه مخزون غذائي يكفي لنحو 360 ألف شخص خلال الثلاثة أسابيع المقبلة، إلا أن الأعمال القتالية العنيفة، قد حدت من إمكانية توزيع المساعدات على نطاق واسع.

ويدعو برنامج الأغذية العالمي إلى فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، لتسهيل تدفق المساعدات الغذائية وعلى وجه الخصوص يدعو إلى إعادة تشغيل سير نقل البضائع عند معبر المنطار (كارني)، حيث انه يوفر الوقت الذي يستهلكه نقل الإمدادات الغذائية، من خلال المعبر إلى داخل غزة.

إلى ذلك جدد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء المصري، تضامن بلاده الكامل مع أهالي غزة، الذين «يتعرضون لحرب غير متكافئة، لا تفرق بين مدنيين ومقاتلين، أو نساء ورجال وأطفال». وقال نظيف في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في افتتاح المؤتمر التأسيسي (مبادرة مجتمع المعرفة الأفروآسيوى)، الذي بدأ أعماله أمس بالقاهرة، بالتعاون بين منظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية والمجمع العربي للإدارة والمعرفة، «إن مصر التي تتشرف بأنها قدمت آلاف من الشهداء، لا تقبل باستمرار العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة، وتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن نتائجه، كما تتحمل الأطراف الدولية مسؤولياتها تجاه وقف العدوان الغاشم، ومنح الشعب الفلسطيني حقه في تنمية أرضه والعيش في سلام بالمنطقة».