كوشنير لا يستبعد مؤتمرا دوليا للسلام.. والمعلم يتحدث عن جهود سورية مع فرنسا وتركيا وقطر

الأسد: لا يمكن الحديث حاليا عن أي أمل بالسلام

TT

قال الرئيس السوري بشار الأسد إنه في ظل «المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة وإصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة هذا العدوان فإنه لا يمكن الحديث حالياً عن أي أمل بالسلام في منطقة الشرق الأوسط» وذلك خلال استقباله صباح أمس وفدا من معهد الولايات المتحدة للسلام الأميركي. كما أكد الرئيس السوري على ضرورة أن «يشمل أي وقف للعدوان فتح المعابر ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء القطاع» وذلك في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء اسبانيا خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. كذلك، حض الأسد خلال استقباله ظهر أمس وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم على «ضرورة حشد تأييد دولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفتح المعابر بشكل دائم». من جانبه، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثر لقائه نظيره البرازيلي إن العدوان الإسرائيلي «خلق أوضاعا خطيرة للغاية وسيكون لها تداعيات بعد ذلك». وعن الموقف السوري من قرار مجلس الأمن 1860، قال المعلم إنه «كان يجب على مجلس الأمن إصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار تحت الفصل السابع يتضمن أيضا النظر في جرائم الحرب التي ترتكب إذ أنه يمكن وبسرعة تعداد خمس جرائم حرب قامت بها إسرائيل» مبديا أسفه لأن «العدالة الدولية ليست متوازنة إطلاقا».

وردا على سؤال حول الجهود السورية المبذولة من أجل التوصل الى حل في غزة، قال المعلم «هناك جهود سورية تبذل مع فرنسا وتركيا وقطر من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار وفتح المعابر في إطار تهدئة متفق عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر وساطة مصرية ـ تركية في القاهرة» مستبعدا اقدام إسرائيل على توسيع رقعة الحرب. كما لم يستبعد المعلم أن تبحث قمة الكويت الاقتصادية الأوضاع في غزة نافيا وجود مندوب سوري في اجتماعات حماس مع الجانب المصري. من جانبها، دعت قطر امس مجلس الجامعة العربية الى عقد اجتماع على المستوى الوزاري بأسرع وقت «نظرا لرفض اسرائيل الامتثال لقرار مجلس الامن» 1860.

ونقلت وكالة الانباء القطرية الرسمية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله «انه نظرا لرفض اسرائيل الامتثال لقرار مجلس الامن 1860 (...) تقدمت قطر بطلب دعوة مجلس الجامعة العربية للاجتماع على المستوى الوزاري باسرع وقت». وأوضحت ان الهدف من الاجتماع «درس تقرير اللجنة الوزارية العربية عن مهمتها في مجلس الامن والتشاور حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة».

من جهة اخرى، لم يستبعد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير انعقاد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط تتم الدعوة لالتئامه في العاصمة الفرنسية. وقال كوشنير الذي لم يفهم سعيه لتأخير التصويت على قرار مجلس الأمن رقم 1860 ولا الحجج التي دافع عنها لتبرير موقفه إنه «يتعين الوصول الى وقف المعارك أي وقف إطلاق صورايخ حماس ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية» مشيرا الى أن بلاده «تعمل على عودة المراقبين الأوروبيين الى رفح» وفق اتفاقية العام 2005. وشدد كوشنير في حديث لصحيفة «لوباريزيان» أمس على أن «رفع الحصار سيترافق مع حضور دولي» ولكن من غير أن يعين طبيعة هذا الحضور ومكان انتشاره. وأشار كوشنير الى أهمية وجود قنوات اتصال مع حماس «لأنها تمثل شيئا داخل الشعب الفلسطيني ومن الضروري أن تكون لبعضهم اتصالات معها». من جانبها، دعت وزيرة الدولة لحقوق الإنسان راما ياد في حديث إلى إذاعة يهودية أمس الى وقف «فوري» لإطلاق النار في غزة معبرة أنه «من الطبيعي أن نطلب وقف صلب غزة» التي وصفتها بأنها تحولت الى «سجن مفتوح». وفيما حملت حركة حماس مسؤولية الوضع الحالي بسبب إطلاق الصواريخ على إسرائيل، رأت أن هذه الأخيرة «غير بريئة» مما يحصل. وعلى الصعيد الداخلي، تتعاقب المظاهرات والمبادرات الداعية لدعم الفلسطينيين والمنددة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية التي كان أهمها المظاهرة التي شهدتها باريس عصر اول من امس والتي قدر منظموها عدد المشاركين بمائة ألف متظاهر. واللافت أن اليسار الفرنسي كله والخضر بما في ذلك النقابات والشيوعيون واليسار المتشدد واليسار الجديد شاركوا في المظاهرة غير أن الغائب الأكبر عنها كان، كما السبت الذي سبقه، الحزب الاشتراكي الذي يشكل عصب المعارضة. وفيما دعت أمينة عام الحزب مارتين أوبري الى وقف الهجوم الإسرائيلي فورا، برر أحد أركانه النائب أرنو دو مونتبورغ غياب الاشتراكيين بوجود «شعارات معادية للسامية» يطلقها المتظاهرون.

ودعت الجالية اليهودية وممثلوها الرسميون أمس الى مظاهرات في عدة مدن فرنسية باستثناء العاصمة دعما لإسرائيل. ودافع حاخام فرنسا الأكبر جيل برنهايم عن العمليات الإسرائيلية بما في ذلك ضد المدنيين بقوله إنه «لا يتعين على إسرائيل المخاطرة بالانتحار بسبب العواطف النبيلة» متهما حماس بالتلطي بين المدنيين. وفي اثينا، تجمع أمس الأول نحو عشرة آلاف شخص من اليونانيين والمهاجرين الأجانب من أصول عربية وأوروبية في مظاهرة حاشدة وسط أثينا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي. وتفرقت أمام السفارة الإسرائيلية مرورا بالسفارة الأميركية، حيث تم إحراق العلمين الإسرائيلي والأميركي. وفي الوقت نفسه، شهدت مدينة ثيسالونيكي عاصمة شمال اليونان تظاهرة حاشدة، في أكبر ميادين المدينة دعت إليها مؤسسات اجتماعية وأبناء الجالية الفلسطينية. ومن المقرر أن يتم اليوم محاكمة المهاجر أحمد الزوما إبراهيم وهو سوري الجنسية، لقيامه أثناء تظاهرة سابقة أمام السفارة الإسرائيلية، بتسلق سور السفارة ونزع العلم الإسرائيلي وإنزاله لإحراقه.

وفي بروكسل، شرع عدة الاف من الاشخاص بعيد ظهر الاحد في التظاهر في بروكسل ضد الهجوم الاسرائيلي على غزة مطالبين بوضع حد «للمذابح» ورد فعل اقوى من جانب الاتحاد الاوروبي، وذلك حسبما افاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية. وتقدم المسيرة نحو مئة طفل وهم يحملون دمى ملطخة بالدم وقد لفت بالكوفية وخلفهم اعلام فلسطينية. كما شوهدت صورة لزعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «نحن جميعا فلسطينيون» و«غزة، المحرقة الجديدة» و«أوقفوا المذابح في غزة» و«إسرائيل قاتلة» و«أيها الاتحاد الأوروبي: إن صمتك تواطؤ».

كذلك، تجمع آلاف الأشخاص أمس في لندن تلبية لنداء منظمات يهودية منددين بحركة حماس ومعبرين عن تضامنهم مع اسرائيل وعن رغبتهم في سلام دائم في الشرق الاوسط.

وتجمع المتظاهرون الذين قالت الشرطة ان عددهم لم يتجاوز اربعة الاف في حين قال المنظمون انهم عشرون الفا، في ساحة ترافلغار سكوير بوسط العاصمة حاملين اعلاما اسرائيلية ولافتات كتب عليها «اوقفوا ارهاب حماس».