رئيس الشاباك : حماس أخطأت في حساباتها وإيران وسورية وحزب الله لم يقدموا لها دعما بل كلاما

أولمرت يشير إلى أن الحرب تقترب من نهايتها

ركام الجامعة الاسلامية في غزة التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية في الايام الاولى من الحرب على غزة (ا ب)
TT

عقب سماع تقارير الجيش والمخابرات بمختلف أذرعها، قررت الحكومة الاسرائيلية في جلستها العادية أمس، الاستمرار في حربها العدوانية على قطاع غزة. لكن رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، أوضح ان هذه الحرب بدأت تقترب من نهايتها. ويرى المراقبون ان الحكومة منحت للجيش عمليا مهلة عدة أيام لإنزال ما يستطيع من الضربات، ليتوقف القتال قبيل دخول الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، الى البيت الأبيض.

وكانت الجلسة قد عقدت في ظل ضغوط مباشرة من الجنرالات المؤيدين لمواصلة الحرب، وفي مقدمتهم الجنرال يوآف غالانت، قائد اللواء الجنوبي للجيش الذي يقود بنفسه هذه الحرب ميدانيا وكان قد عرف بموقفه المؤيد للحرب منذ أكثر من سنة. وأعد التخطيط لها طيلة السنة المنصرمة. وحرصت بعض المصادر على نشر تصريح له يقول فيه ان الحكومة ترتكب خطأ فاحشا إذا أوقفت الحرب في هذه المرحلة وأن أول نتيجة لوقف الحرب ستكون قصف تل أبيب بصواريخ حركة حماس من قطاع غزة. وأفردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ثلاثة أرباع الصفحة الأولى لهذا التصريح.

يأتي ذلك بينما نشرت صحيفة «معاريف» نتائج استطلاع قالت انه جرى بمشاركة 12 ألف قارئ لها، دل على ان 88% منهم يؤيدون الاستمرار في الحرب وفقط 12% يؤيدون وقف اطلاق النار والتوجه الى تسوية سياسية. وراح نواب وقادة أحزاب اليمين المتطرف يطالبون الحكومة بإبقاء يد الجيش طليقة والامتناع عن تكبيله في«هذه المهمة المقدسة»، كما قال النائب يوفال شتاينتس. ولقي موقفه هذا تأييدا في ذلك من رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، تساحي هنغبي، وهو من حزب «كديما» الحاكم، فقال ان الاستمرار في الحرب هو واجب سياسي وأخلاقي ومصلحة وطنية عليا وفرصة لا تعوض. وعاد اليمين الى ترديد الشعار الحربي المشهور في اسرائيل «أعطوا الجيش حقه في تحقيق النصر».

وخلال جلسة الحكومة طالب عدد من الوزراء بالتجاوب مع طلب غالانت، بشكل صريح. وزادوا اقتناعا بضرورة الاستمرار في الحرب عندما استمعوا الى التقارير التي قدمها كل من رئيس أركان الجيش، جابي اشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال عاموس يدلين، ورئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، ورئيس جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، مئير دجان، عن الحرب والأوضاع في حماس وقطاع غزة والعالم العربي ازاء هذه الحرب ونتائجها حتى اللحظة. وقال يدلين، وفق بيان أدلى به أمس سكرتير الحكومة الإسرائيلية، عوبيد يحزقيل، ان قيادة حماس لم ترفع العلم الأبيض ايذانا بالاستسلام ولن تفعل، ولكن هناك توجها جديدا لديها بأنها تبث كل الرسائل الممكنة التي تدل على رغبتها في وقف اطلاق النار. وان هناك خلافات ما بين قيادات الداخل وقيادات الخارج في حماس حول التعاطي مع مسألة وقف النار، تبدو فيه القيادة الخارجية أكثر تشددا. ولكن الطرفين موحدان في التقويم بأن حساباتهم حول التدهور لهذه الحرب كانت خاطئة. وانهم لم يتوقعوا ان يكون الرد الإسرائيلي على صواريخهم بهذه الضخامة من الغارات الجوية، ولم يتوقعوا ان تخوض اسرائيل حربا برية ولم يتوقعوا الاستمرار في العملية الى هذا الحد. وقال يدلين ان: «حماس قلقة اليوم من الخطر على حكمها في غزة، وقلقها في محله». وأضاف: «عندما يخرج قادة حماس من مخابئهم وينظروا من حولهم سيصدمون. فالدمار الذي تسببوا به للناس كبير جدا. وسيسمعون انتقادات الناس لهم لأنهم اختفوا تحت الأرض وتركوا الناس يعانون وحدهم. ولأنهم قادوا الى هذه الحرب من دون حسابات صحيحة. ولأن حلفاءهم في حزب الله وسورية وإيران لم يقدموا لهم أية مساعدة حقيقية سوى الكلام الصارخ لا أكثر». أما رئيس المخابرات، يوفال ديسكن، فقال ان هناك انخفاضا كبيرا في اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل، من معدل 70 صارخا في اليوم في بداية الحرب الى 25 صاروخا وقذيفة اليوم. وان بعض هذا الانخفاض ناجم عن شل قدراتهم من جراء الضربات الإسرائيلية الموجعة، وبعضه من الرغبة في للإبقاء على قدرة ضرب الصواريخ حتى نهاية المعارك. وقال ديسكين ان هذه الحرب جاءت ذروة في المخطط الايراني، الذي بدأ بانقلاب حماس على السلطة الوطنية في يونيو (حزيران) 2007، الذي يرمي الى اقامة قاعدة متقدمة لإيران في الجنوب الإسرائيلي. ولكن حماس بدأت تنكشف على الناس بأنها حركة محدودة الأفق وقليلة الخبرة وخاطئة الحسابات. وهناك من يشتمها في غزة لأنها رمت بالشعب في ورطة، بينما قادتها مختبئون. وادعى ديسكين ان الناس في غزة بدأوا يتجاهرون بالحديث ضد حماس بسبب عظم معاناتهم وانعدام الأفق للمستقبل. وان ردود الفعل لقيادة حماس على ما جرى حتى الآن يبدو متوترا ومتشنجا ويدل على المزيد من التورط في الحسابات. فقد أقدموا على إعدام العديد من رجالات حركة فتح خلال الحرب وأخذوا يشعرون بالقلق على حكمهم في قطاع غزة لأن الجمهور لم يعد يخفي غضبه عليهم «فالجمهور الغزي غاضب على اسرائيل جدا وزاد كراهية لنا، ولكننا بدأنا نسمع تعابير عن الكراهية أيضا لحماس». أضاف ان هناك علامات على تمرد بعض عناصر حماس على قيادتهم وترك ساحة القتال هربا. ولخص رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الجلسة فحيا الجيش والمخابرات على ما حققته من انجازات في توجيه الضربات القاصمة لحماس وقال ان من الخطأ أن تتوقف الحرب قبل موعدها، وأكد ان على اسرائيل ان تواصل عملياتا الحربية حتى يتحقق الهدف منها، وهو جعل حماس تمتنع عن اطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل.