بعد أسبوعين من الجدل، وافق الكونغرس الاميركي أمس على قبول عضوية رونالد بيريس الذي عينه حاكم ولاية ايلينوي رود بلاغوفيتش المتهم بمحاولة بيع مقعد باراك اوباما الذي شغر في الكونغرس بعد انتخابه رئيسا.
وقال بيريس فور اعلامه بقبول عضويته، أنه سيؤدي اليمين نهاية الاسبوع الحالي ليصبح عضوا رسميا في الكونغرس، ويعود بذلك السيناتور الاسود الوحيد في مجلس الشيوخ، بعد ان كان اوباما الاسود الوحيد قبله. وكان مجلس الشيوخ قد رفض مشاركة بيريس في جلساته الاسبوع الماضي، بحجة ان تعيينه ليس رسميا لانه لا يحمل توقيع سكرتير الولاية، وهو توقيع أساسي ليصبح التعيين الذي أجراه الحاكم نافذا. وبعد ان ارسل سكرتير ايلينوي رسالة جديدة تحمل توقيعه على التعيين، قبل مجلس الشيوخ عضوية بيريس. وجاء في بيان صادر عن المسؤولين الاكبر في مجلس الشيوخ، هاري ريد من نيفادا وريتشارد دوربن من ايلينوي: «تحدثنا الى السيد بيريس وأعلمناه انه السيناتور المعين من ايلينوي، وسيتمتع بكل الحقوق والمميزات التي يتمتع بها سيناتور منتخب». وأكد مسؤولون في مجلس الشيوخ أن التحضيرات جارية لكي يؤدي بيريس القسم نهاية الاسبوع الحالي. وبيريس كان قد شغل منصب مدعي عام ولاية إيلينوي ويبلغ من العمر 71 عاما. وكان أكد في شهادة سابقة ضمن التحقيق مع بلاغوفيتش حول قضية محاولته بيع مقعد اوباما، أنه لم يدخل مع بلاغوفيتش بصفقات حول المقعد. وسيشغل مقعد ولاية ايلينوي في مجلس الشيوخ لمدة عامين، قبل ان ينتخب الاميركيون ممثلا جديدا لهم لهذا المقعد. والموافقة على قبول عضوية بيريس في مجلس الشيوخ، هو تغير ملحوظ في موقف الديمقراطيين الذين كانوا يصرون على رفض التعيين الذي اجراه حاكم الولاية المتهم بقضايا فساد. وكان بيريس قد تعهد الاسبوع الماضي بعد طرده من مبنى الكابيتول هيل حيث يلتئم مجلس الشيوخ، بمقاضاة سكرتير ولاية ايلينوي في حال استمر برفضه التوقيع على تعيينه، وأكد انه مؤهل لهذا المنصب وان تعيينه قانوني. وعلى الرغم من ان التحقيقات لم تجد اي رابط بين اوباما او فريقه الانتقالي للبيت الابيض بقضية محاولة بيع المقعد، وقالت انه ليس هناك من ادلة على ان صفقة كان يتم التحضير لها مع فريق اوباما، الا انه يعتقد ان رئيس موظفي البيت الابيض المعين ايمانويل رام أجرى اتصالات ببلاغوفيتش حول المقعد. واوردت صحيفتا «شيكاغو تريبيون» و«نيويورك تايمز» نقلا عن مصادر، ان ايمانويل اعطى الحاكم اسماء مرشحين محتملين للمنصب، ولكن بدون ان يعرض عليه اي مكاسب في المقابل. وتجنب ايمانويل الصحافة منذ اندلاع هذه الفضيحة.