قمة بين روسيا وأوكرانيا بحضور الاتحاد الأوروبي السبت لبحث إمدادات الغاز

بروكسل تقول إنه لا المشاكل التجارية ولا الطريق الذي يسلكه الغاز تعني دول الاتحاد

TT

أعربت المفوضية الأوروبية عن ترحيبها بدعوة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، الى عقد اجتماع على مستوى عال غدا السبت في موسكو لبحث أزمة الغاز. وجاء ذلك بعد اعلان الحكومتين الروسية والاوكرانية عن اجراء محادثات، في محاولة لتسوية ازمة الغاز بين البلدين، حسب ما اعلن المكتب الصحافي للحكومة الاوكرانية. وقال المصدر ان «رئيسة الوزراء الاوكرانية يوليا تيموشينكو ونظيرها الروسي فلاديمير بوتين اجريا محادثات هاتفية عند منتصف الليل، وقررا ان تجري الحكومتان محادثات في موسكو السبت». ولم يوضح المصدر مع ذلك على اي مستوى حكومي سيجري اللقاء.

وذكر البيان أن الحكومة الأوكرانية قامت على الفور عقب محادثة رئيسي الوزراء، بإرسال برقية للحكومة الروسية تكرر تأكيد الموقف الأوكراني منذ فترة طويلة، بأن أوكرانيا ستضمن توصيل جميع إمدادات الغاز الروسية عبر أنابيبها إلى أوروبا، باستثناء نسبة 8 في المائة من الإمدادات واللازمة، طبقا لما تقوله أوكرانيا، للحفاظ على ضغط كاف في الخطوط.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو القول، إنه من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات حول استئناف نقل الغاز الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي في موسكو السبت. ورغم ذلك رفض الرئيس فيكتور يوشينكو دعوة الكرملين لعقد قمة أزمة مع جميع الدول المستوردة للغاز الروسي بعد غد، ووصف ذلك بأنه أمر غير ملائم، الأمر الذي فسر على انه انقسام داخلي في الحكومة الأوكرانية.

كشف الرئيس يوشينكو عن عدم استعداده للحضور الى موسكو مؤكدا، في مكالمة هاتفية مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، رفضه للمشاركة في قمة موسكو، وإنه اعرب عن استعداده للمشاركة في اية اجتماعات تعقد بعيدا عن الارض الروسية.

واعرب الاتحاد الاوروبي عن استعداده لارسال وزير الطاقة التشيكي والمفوض الاوروبي للطاقة للمشاركة في اجتماع روسي اوكراني على مستوى عال، للمساعدة في التوصل الى اتفاق دائم حول النزاع بشأن الغاز.

وأشارت المفوضية، على لسان الناطق باسمها يوهانز ليتنبرغر، الى أن الاتحاد الأوروبي ينظر بإيجابية لمثل هذا الاجتماع، الذي كان من المفترض أن يتم منذ زمن، لإيجاد حل للنزاع بشأن الغاز الطبيعي، الذي أدى إلى حرمان بعض دول الاتحاد، من إمدادات الغاز لمدة تقارب العشرة أيام.

وأضاف الناطق، أن الاتحاد الأوروبي والرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي سيشاركان في اجتماع السبت القادم، في ما لو كان الطرفان الروسي والأوكراني ممثلان بشكل كاف، ومزودان بتفويض واضح يؤدي إلى حل النزاع بينهما، ويؤمن عودة الغاز الروسي المنقول عبر أوكرانيا إلى دول أوروبا، في هذه الحال سيكون المفوض الأوروبي المكلف شؤون الطاقة أندرياس بيبالغكس، ووزير الطاقة التشيكي مارتن ريمان حاضرين في موسكو.

وشدد الناطق باسم المفوضية، على أن ما يعني الاتحاد الأوروبي حالياً هو رؤية الغاز يعود للأنابيب ويصل إلى المستهلك الأوروبي، مشيرين الى أن «باقي المشاكل التجارية لا تعني الدول الأوروبية، وكذلك لا يهمنا الطريق الذي يسلكه الغاز، أو الأنظمة التي تعمل بموجبها محطات الضخ والنقل، المهم هو أن يصل الغاز إلينا بالسرعة الممكنة»، مؤكداً أن الاتحاد جاهز لمساعدة كل من أوكرانيا وروسيا لحل المشاكل التقنية.

أما بخصوص استجابة الشركات الأوروبية العاملة في مجال الغاز لدعوة رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، لها باللجوء إلى القضاء ضد مثيلاتها الأوكرانية والروسية، أوضح المتحدث أن ما قاله الرئيس بالضبط هو «لو استمر الحال هكذا، فلا مفر من تشجيع الشركات على اللجوء إلى الطرق القضائية، حيث يعود لهذه الشركات اتخاذ القرار المناسب في ما تفعله».

وكان الجانب الروسي قد كشف بالامس هو الآخر انه سيتقدم الى محكمة ستوكهولم بدعوى ضد اوكرانيا، لتعويض خسائرة التي قدرها بما يزيد عن مليار دولار، الى جانب قيمة الغاز الذي قال انها «سرقته» من مخصصات البلدان الاوروبية.

ولا تزال روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن نزاع الغاز، من دون أن تفلح جهود المفوضية الأوروبية في إعادة الوضع إلى طبيعته، مما دفع المسؤولين في بعض الدولة المتأثرة من نقص الغاز إلى الذهاب إلى موسكو لإجراء مباحثات ثنائية. ويأتي ذلك في الوقت الذي رفضت شركة نفط غاز أوكرانيا، للمرة الثالثة، كما جاء في بلاغ لشركة غازبروم الروسية، تلبية طلب الأخيرة بشأن ترانزيت الغاز إلى أوروبا. فقد أرسل إلى دائرة السيطرة الموحدة لشركة نفط غاز أوكرانيا، طلب جديد بشأن نقل 99.2 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم عبر محطة الضخ الأوكرانية سوجا، منها 13.9 مليون متر مكعب إلى مولدافيا، و63.1 مليون متر مكعب إلى البلقان، و22.2 مليون متر مكعب إلى سلوفاكيا.

ولا يزال مغلقا صمام أنبوب تصدير الغاز العام بعد محطة الضخ سوجا في أراضي أوكرانيا. وتطالب غازبروم شركة نفط غاز أوكرانيا، بهذا الصدد، بتنفيذ التزاماتها التي تنبع من العقود فورا، واستقبال الغاز الروسي في شبكة النقل الأوكرانية من أجل إيصاله إلى المستهلكين الأوروبيين. وكانت موسكو قد قطعت الغاز عن اوكرانيا في الاول من يناير (كانون الثاني) 2009 واتهمت بعد ذلك كييف بسرقة الغاز المخصص لاوروبا، الذي يمر عبر الاراضي الاوكرانية. وقطعت روسيا في السابع من الشهر الجاري الغاز عن اوروبا بحجة وضع حد لهذه «السرقة». واشار الرئيس الروسي الاربعاء الى ان شركة غازبروم الروسية خسرت 1.1 مليار دولار من مجموع المبيعات منذ الاول من يناير بسبب الازمة مع اوكرانيا.