قمة الرياض الطارئة تؤيد مناقشة العدوان على غزة في قمة الكويت.. وتدعم المبادرة المصرية

سعود الفيصل: اجتماعات القادة في الرياض أعادت لحمة الصف الخليجي ونأمل أن ينعكس ذلك إيجابا على قمة الكويت

خادم الحرمين الشريفين مع الشيخ صباح الأحمد (تصوير: خالد الخميس وسعد العنزي)
TT

أنهى قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست مساء أمس قمتهم الطارئة التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض، والتي بحثت العدوان الإسرائيلي على غزة ومجمل قضايا المنطقة والموقف الخليجي. واتفق القادة على استكمال بحث الجهود الخاصة بأحداث غزة في قمة الكويت الاقتصادية التي ستعقد الأسبوع المقبل.

واستمرت القمة لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، لم تتخللها كلمات معلنة، وأعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بعد اختتامها، أنها كانت مهمة لإعادة اللحمة للصف الخليجي بعد أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأوضح الأمير سعود الفيصل ان أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أبلغ قادة الدول الخليجية بأن الوضع الفلسطيني سيكون البند رقم واحد في قمة الكويت الاقتصادية.

وشدد وزير الخارجية السعودي، على الحاجة القائمة للتضامن العربي في هذا الظرف الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني للعدوان الإسرائيلي. وقال في مؤتمر صحافي عقده بحضور عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي "إذا لم تتكاتف الجهود العربية وتتوحد، فمواجهة التحدي (عدوان إسرائيل على قطاع غزة)، ستكون أقل فعالية وأكثر خطورة".

وذكر الأمير سعود ردا على أسئلة الصحافيين ان هدف قمة الرياض هو وحدة الموقف والعمل سويا لانجاح قمة الكويت في كافة مجالاتها. واضاف ان أهم ما أنجزته قمة الرياض الطارئة "هو إعادة اللحمة للعمل الخليجي، كما أنها أضفت جوا من الوفاق والوئام الذي نأمل أن ينعكس ايجابا على قمة الكويت".

وكان الأمير سعود الفيصل قد دعا في بداية المؤتمر الصحافي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لقراءة بيان جاء فيه ان القادة بحثوا مجمل قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما حل بالاخوة الفلسطينيين. واضاف العطية ان القادة اشادوا بالجهود التي تقوم بها الدول العربية كافة واتفقوا على بحث هذه الجهود في قمة الكويت.

وردا على سؤال حول القمة العربية التي دعت لها قطر وما إذا كانت قمة الرياض تعني ان قمة الدوحة لن تنعقد، قال الأمير سعود الفيصل إن قمة الدوحة لم يكن هناك نصاب لانعقادها. وأضاف "ما كان سيبحث في قطر، سيتم بحثه في قمة الكويت». وأضاف ان المهم ليس هو ما إذا انعقدت هذه القمة، بل المهم هو ماذا ستبحث، مشيرا إلى أن ما يمكن أن تبحثه سيبحث في الكويت. وردا على سؤال حول التنافس على عقد القمم الذي قد يوحي بفشل العمل العربي المشترك، قال الأمير سعود الفيصل مازحا " يقولون إن المنافسة صحية، وتحسن الأداء"، قبل أن يضيف "لكي يكون هذا التنافس صحيا على القمة ولا يكون سلبيا فإنه ليس مهما أين ستعقد القمة، ولكن المهم ماذا ستكون نتائجها، فليس هناك أرض أصلح من أرض. والعبرة بالموقف الذي يتخذه القادة".

وشدد على أن موقف السعودية دائما إزاء القمم العربية كان أن تعرف الإجراءات التي ستتخذها القمم لكي تؤيد أو لا تؤيد عقد هذه القمم. وقال "إذا لم تكن هناك أشياء جوهرية ستخرج بها القمم، فستفقد تلك القمم وزنها وأهميتها، وثقة الناس فيها".

وأكد الفيصل على الحاجة لوحدة الموقف العربي والعمل المشترك لإنجاح قمة الكويت في جميع مجالاتها. وشدد على أن اجتماع قمة الرياض الطارئة، كان من نتائجها إعادة اللحمة للصف الخليجي بعد الأزمة الحالية، وأضفى جوا من التفاهم والوئام آملا أن ينعكس إيجابا على قمة الكويت المرتقبة.

وردا على سؤال حول المبادرة المصرية وما إذا كانت قمة الرياض تطرقت لهذا الموضوع، قال الأمير سعود إن كل دول المجلس أيدت المبادرة المصرية وتمنت لها التوفيق.

وأشار إلى ان التقرير «الذي سنقدمه غدا (اليوم) لمؤتمر وزراء الخارجية العرب بالكويت سيفصل الكثير من الأمور».

وتطرق وزير الخارجية السعودي إلى ما تكرر من مطالبات تدعو لمراجعة أو سحب مبادرة السلام العربية وما إذا كانت هذه المبادرة ما تزال صالحة، بقوله إن المبادرة ما تزال صالحة، مضيفا انها تحتاج طرفا ثانيا يقبل بها لتكون منتجة، لافتا إلى تقاعس الجانب الإسرائيلي ومماطلته في قبول هذه المبادرة وعدم الالتزام بها.

ونبه الفيصل إلى أن إسرائيل تريد كسب الأراضي، وأن أكثر ما سيسعدها هو أن تسقط مبادرة السلام، معتبرا أن المبادرة مكنت الدول العربية من أن تخترق صفوف مؤيدي إسرائيل في كل أوروبا والعالم الغربي، وهي بذلك تشكل عامل ضغط على إسرائيل. وختم بالقول "المبادرة بحاجة لطرفين لتحقيقها".

وأكد إن قمة الرياض الطارئة بحثت تقديم الدعم المالي الخاص بإعمار قطاع غزة وانه سيكون هناك دعم سخي.

وردا على سؤال حول العلاقات الخليجية - الأميركية، وإمكانية إعادة النظر فيها نظرا لعدم جدية واشنطن في الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، قال وزير الخارجية السعودي "العلة ليست في سياسات دول الخليج، والمطلوب هو أن تتغير السياسات الأميركية". وأعرب عن أمله في أن يكون هناك تحول رئيسي في السياسة الأميركية "لأن التغيير الذي حدث في أميركا (وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض) هو تغيير جذري.

وسيبحث وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الذي سيعقد صباح اليوم في الكويت، تقريرا مفصلا معروضا على طاولتهم عن مرحلة ما بعد قرار مجلس الأمن 1860، الذي صدر إثر نشاط الدبلوماسية العربية، ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.

ولفت الأمير سعود الفيصل إلى أهمية قرار مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، حيث أنه ولأول مرة يحصل إجماع على قرار من هذا النوع، مشددا على ضرورة البناء عليه، مضيفا أنه زاد من عزلة إسرائيل السياسية. وقال إن القرار يجب أن تتبعه خطوات أخرى.

وشدد الأمير سعود الفيصل على أهمية إعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني، قائلا إن استمرار الخلاف والشقاق بين الفرقاء الفلسطينيين، يضعف من الموقفين الفلسطيني والعربي. وأكد أن من اولويات العمل العربي المشترك، هو إعادة اللحمة للفلسطينيين. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ليست هي المشكلة، وان السلطة هي المعترف بها من الجامعة العربية.

وكان قادة ورؤساء وفد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توافدوا تباعا بعد عصر أمس على على مطار قاعد الرياض الجوية بمدينة الرياض لحضور اجتماع القمة الخليجية الطارئة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مستقبلي القادة كل على حدة بعد وصول الطائرات المقلة لزعماء ورؤساء الوفود للمطار.

وكان أول الواصلين الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، ووصل بعده الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فيما وصل عقب ذلك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، كذلك فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان رئيس وفد السلطنة، تلاهم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت.

بين الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة أن مشاركة بلاده في القمة الخليجية الطارئة في الرياض تأتي إيمانا منها بضرورة حشد الجهود وتوحيد الصفوف والتصدي للتحديات متراصين وأقوياء .

وقال لوكالة الأنباء الإماراتية لدى وصوله الرياض مساء أمس «في ظل الظروف الصعبة التي تواجه المنطقة والعدوان الإسرائيلي على غزة والمعاناة الإنسانية الناتجة عن هذا العدوان ترى الإمارات العربية المتحدة أن ثوابت العمل العربي المشترك والجهد الجماعي والاتفاق والتوافق تمثل حصن العرب المنيع». وبين الشيخ خليفة أن الإمارات تتطلع من خلال اللقاء والتشاور في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية بالكويت لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة «من خلال عمل عربي جماعي فاعل يضع حدا لهذه المأساة». وأكد حرص الإمارات في نهجها السياسي على ضرورة العمل العربي المشترك تعزيزاً للأمن والاستقرار في المنطقة وضمانا للتصدي للتحديات التي تواجه عالمنا العربي ضمن رؤية توافقية مشتركة تصون وحدة الصف وتضمن وضوح الموقف وفاعليته.

وبالمقابل أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين أهمية القمة الخليجية الطارئة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على ضرورة الوقف الفوري لحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق والبحث عن السبل السلمية الكفيلة بإحلال السلام العادل والشامل وإبعاد المنطقة عن التوتر الدائم وهو ما يتعذر تحقيقه إلا بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وإنهاء حصار الشعب الفلسطيني ووقف عمليات الاستيطان وقيام الدولة الفلسطينية .

وقال في تصريح صحافي لدى وصوله الرياض مساء أمس للمشاركة في القمة الخليجية الطارئة «إننا نصل إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة أخينا خادم الحرمين الشريفين للمشاركة مع إخواننا قادة دول مجلس التعاون للتشاور والتباحث في تصاعد الأحداث الأخيرة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وللظروف التي تمر بها الأمة العربية وما تتطلبه هذه المرحلة من مستوجبات في جمع الكلمة والموقف الخليجي والعربي لنصرة إخواننا في غزة».

وأضاف أن «الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، والظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني الشقيق وما يتطلب من متابعة للأحداث والسعي إلى إيجاد حلول لها، والسعي إلى وقف العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل الذي راح ضحيته المئات من القتلى والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فإن مشاركتنا في هذه القمة الطارئة تأتي تأكيدا لمواقفنا الدائمة لنصرة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية».

وعبر ملك البحرين عن الإدانة والشجب لهذه الاعتداءات الوحشية التي أقدمت عليها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة التي استخدمت فيها أكثر الأسلحة فتكا في اختلال مشهود لتكافؤ القوى بين الطرفين، وفي انتهاك صارخ لكل القيم والنظم العالمية وتهديد للسلم والأمن الدوليين، وقال «إننا نستنهض المجتمع الدولي وكافة القوى الإقليمية والعربية من أجل تحرك فوري وعاجل لوقف العدوان الإسرائيلي وإيقاف نزيف الدم الفلسطيني ولإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي، وإننا على يقين بأن هذا الموقف يشاركنا فيه جميع الإخوة قادة دول مجلس التعاون» أملا أن يخرج الجميع بموقف موحد «نستطيع من خلاله أن نسهم به في دعم إخواننا في غزة».