ميليباند: الحرب على الإرهاب تعبير خاطئ.. والرد على الإرهابيين يكون بتغليب القانون لا بالقوة

وزير الخارجية البريطاني ينتقد رؤية بوش لمحاربة الإرهاب ويؤيد قرار أوباما إغلاق معتقل غوانتانامو

TT

انتقد وزير الخارجية البريطاني دايفيد ميليباند اطلاق تعبير «الحرب على الإرهاب» الذي أطلق بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وقال ان هذا التعبير «مضلل وخاطئ وقد يكون أدى إلى خلق مشاكل أكثر مما قدم حلولا»، داعيا إلى مواجهة الارهاب بالحفاظ على القيم وتغليب القانون. وفي مقال نشر في صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أمس، وجه ميليباند الذي يزور مدينة مومباي الهندية، انتقادا واضحا للرئيس الاميركي جورج بوش الذي أطلق «الحرب على الارهاب»، قبل خمسة أيام من مغادرة الاخير منصبه وتسليمه الى خلفه باراك أوباما، ودعا الى مراجعة استراتيجية الحرب على الارهاب لان القوة لا تؤدي وحدها الى الحل. وأعاد ميليباند انتقاده للحرب على الارهاب في مومباي، في تصريح أمام فندق تاج محال الذي كان احد ساحات الهجمات التي نفذها مسلحون ملثمون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وقتل خلالها 179 شخصا. وقال الوزير البريطاني ان مفهوم الحرب على الارهاب يعطي انطباعا بوجود عدو واحد متمثل في القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن، «لكن في واقع الامر تجد ان دوافع الجماعات المتشددة متعددة وواسعة النطاق». واعتبر وزير الخارجية البريطاني الذي يختتم زيارة للهند استمرت ثلاثة ايام، ان دوافع وهويات الجماعات المتشددة التي تتفاوت ما بين طالبان الى عسكر طيبة التي القيت عليها مسؤولية هجمات مومباي، تتطلب ردا مختلفا. وقال: «كما تعرفون وكما اعرف، الارهاب لم يستحدث ولم يبدأ في 11 سبتمبر (أيلول). لكن منذ ذلك الحين حدد مفهوم «الحرب على الارهاب» التضاريس. ولهذه العبارة بعض المزايا، فهي عبرت عن جسامة المخاطر والحاجة الى التضامن والحاجة الى الرد السريع... وبقوة اذا لزم الامر». ولكنه اضاف بأن الحكومة البريطانية لم تستخدم منذ عامين «لا الفكرة ولا هذه العبارة» لانه في النهاية فان هذا المفهوم «مضلل وخاطئ».

وفي مقاله في صحيفة الـ«غارديان»، كتب ميليباند: «بعد مرور سبع سنوات على 11 سبتمبر، من الواضح اننا بحاجة الى النظر بشكل جوهري الى جهودنا لمنع التطرف ونتاجه المروع.. العنف الارهابي». وأضاف: «المسألة ليست ما اذا كنا بحاجة الى اقتلاع اللجوء الى الارهاب من جذوره بكل السبل المتاحة، فهذا واجب. لكن السؤال هو كيف».

وأشار الى ان تعبير «الحرب على الإرهاب» أعطى انطباعا بمواجهة عدو عابر للدول مجسد في شخص أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة. وأضاف: «الواقع ان دوافع المجموعات الارهابية وهوياتها متنوعة. كلما حشرنا المجموعات الارهابية معا ورسمنا خطوط الجبهة وكأنه مجرد صراع ثنائي ما بين معتدلين ومتطرفين او ما بين الخير والشر، خدمنا اهداف الذين يسعون لتوحيد مجموعات قلما تجمع بينها قواسم مشتركة».

ورفض فكرة انه لا يمكن مكافحة الارهاب العنيف سوى بالوسائل العسكرية. وكتب: «مثلما قال لي الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس وغيره في العراق، لا يمكن للائتلاف تسوية مشكلات التمرد والصراعات الداخلية في البلد بالوسائل العسكرية». ورأى انه «وحده التعاون بين الدول يمكن ان يقضي على الشبكات الارهابية». ودعا الدول الديمقراطية الى عدم التخلي عن قيمها، موردا بهذا الصدد مثل معتقل غوانتانامو الاميركي في كوبا. وقال: «علينا ان نرد على الارهاب بتغليب القانون، لانه احد اسس المجتمع الديموقراطي». وختم: «علينا الاستمرار في التزاماتنا حيال حقوق الانسان والحريات المدنية سواء في بلادنا او في الخارج، ولهذا السبب نؤيد تعهد اوباما باغلاق معتقل غوانتانامو».

من جهة أخرى، حض ميليباند باكستان على قمع المجموعات الاسلامية الارهابية على اراضيها، وقال: «نعرف ان هذه الهجمات شنها عسكر طيبة الذي ينشط من الاراضي الباكستانية». واضاف: «ينبغي الا يكون هناك أي تساهل مع مثل هذه المنظمات».