دعوة المالكي لتشكيل مجلس أعلى للعشائر تثير ردود فعل متباينة

رؤساء عشائر يؤيدونها.. وآخرون يخشون «مزايدات سياسية»

TT

في الوقت الذي دعا فيه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي إلى تشكيل مجلس وطني أعلى للعشائر في العراق، تباينت آراء شيوخ العشائر، بين رافض ومؤيد للفكرة، فيما اعتبرها آخرون دعوة للمزايدات السياسية. وأكد المالكي، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر التأسيسي الأول لقبيلة بني أسد في بغداد، «أن أبناء العشائر وطنيون أحرار، يحملون هم الوطن، وان مؤتمرات العشائر ومجالس الإسناد وتوجه العشائر نحو الدولة لا يدعو إلى الخوف والقلق، بل هو مدعاة سرور، ونحن نشجع هذا الاتجاه، وسنواصل العمل به يدا بيد، حتى تشكيل مجلس أعلى للعشائر وفق الدستور».

وكان تشكيل مجالس الإسناد، بدعوة رئيس الوزراء في مناطق الوسط والجنوب، قد أثارت حفيظة بعض القوى السياسية التي اعتبرتها نوعا من الدعاية الانتخابية لحكومة المالكي وحزبه «الدعوة». وتطورت الخلافات بين المالكي والقوى المعارضة لفكرة مجالس الإسناد، كالتحالف الكردستاني والائتلاف الموحد، التي اعتبرتها غير قانونية وغير شرعية ومصدرا من مصادر الفتنة.

وقال الشيخ إياد زهير أحد شيوخ عشائر بني أسد لـ«الشرق الأوسط» إن عشيرته «عبرت للمالكي عن دعمها للحكومة العراقية ودولة القانون، وفي الوقت نفسه رفض العنصرية». وأوضح أن المجلس المقترح «سيساند الدولة العراقية ويقف معها لفرض الأمن واحترام القانون»، نافيا أن تدعم عشيرة بني أسد قائمة «دولة القانون» التي يترأسها رئيس الوزراء في انتخابات مجالس المحافظات، التي ستجرى في 31 يناير (كانون الثاني) الحالي «بل ننتخب الأفضل، الذي يخدم البلد دون تمييز أو انحياز إلى جهة». وفي محافظة البصرة، تباينت آراء شيوخ العشائر، الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» حول دعوة المالكي الجديدة. وقال الشيخ مزاحم مصطفى الكنعان، رئيس عشيرة بني تميم وأول محافظ للبصرة بعد الاحتلال، «نحن من حيث المبدأ مع أي مشروع وطني يحمي وحدة العراق ويدافع عن أمنه وسيادته، ويوحد الكلمة ويلم الشمل بين مكوناته من عرب وأكراد وتركمان وغيرهم، بشرط ان لا يكون ذا طابع سياسي»، داعيا «الحكماء في البلد الى إيقاف المشاريع التي تقف ضد وحدة الوطن، ومن بينها هذا المجلس والفيدراليات».

ويرى صباح محسن عرمش، رئيس عشيرة بني مالك، أن للعشائر قوانينها وأصولها المستمدة من ثوابتها العربية الأصيلة، وليست بحاجة إلى أغطية سياسية لتحديد هويتها ورسم أهدافها. وقال «لإن كانت دعوات رئيس الوزراء، لتشكيل مجالس الإسناد ومن ثم مجلس وطني، وطنية ومخلصة، إلا أنها غير واضحة المعالم والأهداف، ولا يمكن للعشائر العريقة ان تسير إلا خلف علم العراق». وفضل الشيخ غضبان البخيت رئيس عشائر الجوارين أن تكون العشائر خارج إطار المزايدات السياسية، التي تصاعدت قبيل انتخابات مجالس المحافظات، وقال «إن العشائر والقبائل العربية ذات التاريخ العريق في مواجهة الاستعمار تبقى وفية وسندا لوطنيتها». لكن الشيخ عاد الشبلي شيخ عشائر الشبل في العراق قال إن «أبناء العشائر منذ سقوط النظام السابق، ولحد الآن، لهم دور كبير في استقرار الأوضاع الأمنية في العراق، وجاء اليوم لتكون لهم مؤسسة حكومية». وأضاف أن «مبادرة المالكي في تشكيل المجلس الوطني للعشائر العراقية ندعمها وسوف نقف معه بكل قوة». وقال الشيخ وحيد العيس شيخ عشائر بني عيس في العراق، إن «مبادرة المالكي مبادرة قيمة وتصب في مصلحة العراق، ومؤيدين لكل خطوات المالكي»، مشيرا إلى أن «المالكي من أبناء العشائر وليس من الرجال الذين جاءوا من خارج العراق ليهدموا ويشوهوا سمعة بلاد الحضارات».