المخططون العسكريون الأميركيون يضعون خططا بديلة لانسحاب أسرع من العراق

تحسبا لرفض الرئيس المنتخب أوباما للخطط الحالية

TT

صرح مسؤولون بالبنتاغون وعسكريون، بأن القادة العسكريين يعدون خططا لانسحاب أسرع للقوات الأميركية من العراق، تحسبا لرفض باراك أوباما المقترحات الحالية، التي تنص على انسحاب أبطأ مما وعد به الرئيس المنتخب، خلال حملته الانتخابية. وأوضح المسؤولون أن أوباما لم يطلب تلك الخطط الجديدة، إلا أنهم يعدون استجابة للتصريحات العامة التي يدلي بها الرئيس المنتخب، وعلى أساس حوارات دارت بين المسؤولين العسكريين وأعضاء الفريق الانتقالي الخاص بأوباما. جدير بالذكر أن أوباما اجتمع الأسبوع الماضي في واشنطن مع فريقه المسؤول عن الأمن القومي، ويضم الفريق روبرت غيتس، وزير الدفاع، والأدميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة. وينظر إلى تخفيض أعداد القوات الأميركية في العراق، على أنه مطلب أساسي لأي زيادة أميركية عسكرية كبيرة في أفغانستان، إذ يبدو أن أوباما مستعد لزيادة أعداد القوات الأميركية في أفغانستان بنحو 30,000 جنديا، على مدار السنتين المقبلتين. وأوضح مسؤولون أن الخطوط العريضة للخطة العسكرية المعدة للعراق، قدمت إلى الرئيس المنتخب أوباما في ديسمبر (كانون الأول)، وهي تدعو لسحب لواءين، أو ما يتراوح ما بين 7000-8000 جندي، على مدار الستة أشهر المقبلة. وأحجم المسؤولون الأميركيون عن تقديم المزيد من التفاصيل عن تلك الخطة، التي أعدها الجنرال ديفيد بترايوس، والجنرال راي أوديرنو، القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق. إلا أنهم عادوا وأكدوا أن الخطة لا تقترح انسحابا سريعا، كالذي تعهد به أوباما خلال حملته الانتخابية، حيث تعهد مرارا وتكرارا، بأنه سيسحب جميع القوات الأميركية من العراق في غضون 16 شهرا من توليه لمنصبه، أو بحلول مايو (أيار) 2010. ويقول مسؤولون بالفريق الانتقالي لأوباما، إنه «مازال ملتزما بهذا الهدف، بالرغم من توضيحه أيضا، بأنه سيستمع إلى توصيات قادته». وفي لقاء أجري مع جو بايدن، نائب الرئيس المنتخب، أول من أمس، أوضح أنه «غير مستعد للحديث عن الخيارات الجديدة بالنسبة لمستوى القوات». وأشارت بروك أندرسون، الناطقة باسم الأمن القومي في فريق أوباما الانتقالي، «حصلنا على توصيات ومعلومات من إدارة بوش، بما فيها الوزير غيتس، والأدميرال مولن، بشأن الخطط الحالية للعراق وأفغانستان، ونحن نقدر المعلومات التي اطلعنا عليها». وأشارت أندرسون، إلى أنه «من المزمع أن يلتقي أوباما مع القادة بعد توليه الرئاسة، لتحديد كيف سنمضي قدما لإعادة نشر ألويتنا المقاتلة في غضون 16 شهرا على نحو آمن». ويقول ضباط عسكريون بارزون إنهم «توقعوا أن أوباما سيسعى نحو خيارات أسرع إزاء سحب القوات من العراق». إلا أنهم أعربوا عن «عدم سهولة الانسحاب السريع من العراق»، فضلا عن أنهم ليسوا على يقين حتى الوقت الحالي، من الاستراتيجية الكلية لأوباما في أفغانستان. وأفاد أحد المسؤولين العسكريين البارزين، بخصوص النقاشات الدائرة حول الانسحاب، أنها «أكبر من مجرد قضية مدى سرعة أو بطء (الانسحاب)، إن القضية تتضمن حساب مدى الخطورة التي سيتعرض لها العراق». ويقول المسؤول، الذي طالب بعدم الكشف عن اسمه، نظرا لحساسية مناقشة التخطيط للحرب، قبل أن يتولى القائد الأعلى للقوات المسلحة الجديد منصبه، إن «عملية التخطيط تضمنت أيضا تحديد المهمة المستقبلية للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، والأهداف التي من أجلها يتحدد مكان هذه المهمات على مدار السنوات المقبلة». وأوضح مسؤول عسكري آخر، مشارك في تلك العملية، أنه «قد تم رسم العديد من الخيارات، لإتاحة خيارات أمام الرئيس الجديد». وأشار جيوف موريل، المسؤول الصحافي بالبنتاغون، أن «غيتس ينوي التأكد من أن أوباما سيستمع مباشرة إلى جميع الضباط العسكريين البارزين، ذوى الصلة بالمهام العسكرية في العراق وأفغانستان، قبل اتخاذ أي قرار». وتابع موريل، «تعد النقاشات التي دارت بين وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، مع الرئيس المنتخب وفريقه الانتقالي، موسعة للغاية. ولن يشرعوا في عملية إطلاع الرئيس المنتخب على الخيارات المفصلة للمضي قدما في العراق إلا بعد يوم التنصيب». وقد تمت صياغة الخطة العسكرية الحالية للعراق، لتفي بمتطلبات اتفاقية وضع القوات، التي وقعت أخيرا، بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية، والتي تدعو لجداول زمنية أقصر، وأطول من تلك التي تعهد بها أوباما في حملته الانتخابية. وبموجب الاتفاقية، ستنسحب جميع القوات الأميركية المقاتلة من المدن العراقية بحلول يونيو (حزيران)، فيما ستنسحب جميعها من العراق كاملا بنهاية عام 2011. ومع ذلك، فإن هذه الاتفاقية يمكن إعادة التفاوض عليها.

* خدمة: «نيويورك تايمز»