انطلاق أول مسابقة لتصميم الأزياء النسائية في السعودية بـ 33 متسابقة

تضم لجنة تحكيمها 7 أكاديميات ومصممات أزياء

جانب من المؤتمر الصحافي الأول لمسابقة مصممة الأزياء السعودية الأولى في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

لم تعد مسألة ارتداء النساء لملابس تحمل اسم مصممات سعوديات أمرا مستحيلا، لا سيما وأن مجموعة من مصانع ومحلات فساتين السهرة بصدد توقيع عقود رسمية مع مجموعة من الفتيات الموهوبات في مجال تصميم الأزياء، بهدف استبدال صناعات محلية من إنتاج مصممات أزياء سعوديات بما يتم استيراده من الخارج، بحسب ما ذكرته سوزان الشامي مدير عام أكاديمية «نفيسة شمس» للفنون والحرف، التي أكدت على أن ترتيبات العقود مع أصحاب المصانع بدأت منذ الآن.

وقالت خلال المؤتمر الصحافي الأول لمسابقة مصممة الأزياء السعودية الأولى، الذي عقد صباح أمس الأحد، في مقر الأكاديمية، إن الأكاديمية استقبلت نحو 120 متقدمة من داخل السعودية وخارجها، إلا أن 55 منهن استطعن اجتياز المقابلة، لاختيار 30 فتاة ينتقلن إلى المرحلة النهائية من المسابقة، لافتة إلى أن من لم تستطع الوصول خلال هذا العام فإن أمامها فرصة التقدم مرة أخرى للمسابقة خلال العام القادم.

وتهدف المسابقة الأولى من نوعها على مستوى السعودية، والتي أطلقتها الأكاديمية وتنتهي في 17 من مارس القادم، إلى إبراز المواهب وفتح أبواب الإبداع في عالم صناعة الأزياء أمام السيدات السعوديات، إذ تتوج فيها الفائزة كمصممة الأزياء السعودية الأولى لمدة عام واحد.

وذكرت سوزان الشامي في رد على سؤال «الشرق الأوسط»، أن الفائزة باللقب ستتاح لها فرصة المشاركة في المحافل الدولية على مدار العام بقدر المستطاع، إضافة إلى ترك المجال للأخريات كي يحظين بالشهرة، وأضافت أن المتسابقات المنتقلات إلى النهائي سيقمن بتصميم وتنفيذ فستاني سهرة، أحدهما يحمل تراث السعودية، والآخر يمثل تراث دول العالم الأخرى، ليتم اختيار الفائزات بالمراكز الثلاثة الأولى.

وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 100 ألف ريال سعودي، فيما تحصل الفائزة بالمركز الثاني على 75 ألف ريال سعودي، بينما تصل قيمة الجائزة الثالثة إلى 50 ألف ريال سعودي، وتشمل المسابقة الفئات العمرية التي تتراوح بين 20 و32 عاما.

وتضم لجنة التحكيم في المسابقة مجموعة من المصممات السعوديات، المتمثلات في هبة جمال وهند حلواني والدكتورة زينب الدباغ أستاذ مساعد الملابس والنسيج في جامعة الملك عبد العزيز بجدة والدكتورة حنان بخاري (أستاذ في كلية التربية) ومرام تلمساني (مدربة برنامج تصميم الأزياء بأكاديمية «نفيسة شمس»)، والدكتورة دلال الشريف (أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز)، إضافة إلى نسرين مير المعيدة في قسم الملابس بكلية الاقتصاد المنزلي.

من جهتها طالبت المصممة هبة جمال بضرورة وجود نقابة لمصممات الأزياء السعوديات والموهوبات في هذا المجال وفي المجالات كافة، لا سيما وأنه لا توجد اجتماعات بين المصممات بسبب رفض بعضهن الالتزام بالحضور، مؤكدة أن مثل تلك التجمعات تفتح مجالا أوسع لتبادل الأفكار والخبرات فيما بينهن بهدف دعم الفتيات السعوديات المستجدات في تصميم الأزياء.

وأشارت إلى أن المسابقة تعد دعما لمصممات الأزياء السعوديات في مجال الأزياء، خصوصًا أنها لا تركز على المحترفات منهن بقدر ما تبرز الموهوبات.

وأضافت أن تصميمات المتسابقات ستعرض من خلال عارضات أزياء سعوديات في قاعة مغلقة، والعارضات سيخضعن للتدريب قبل العرض، مبينة أن المسابقة تمثل أول خطوة لمن ترغب في إنشاء عمل خاص بها في ذلك المجال.

وبالعودة إلى سوزان الشامي، فقد أفادت بأن الأكاديمية ليس لديها ما يمنعها من تنظيم مسابقة داخل مقرها تشبه المسابقات التي تعرض على شاشات القنوات الفضائية، خصوصا أن بقاء المتسابقات في مكان واحد وتنفيذهن لتصميماتهن داخله ينعكس إيجابيا على خبراتهن وتطويرهن في هذا المجال، منوهة إلى أن ذلك الأمر يحتاج إلى بعض الترتيبات الخاصة.

وأضافت أن اختيار مصممة الأزياء الأولى يتم بشكل حيادي، في ظل عدم احتواء ملفات المتقدمات والمتسابقات على أسمائهن، وإنما يتم تقييم الطلبات وفق أرقام توضع على كل ملف، موضحة أن اختيار اللجنة للمرشحات قائم على أسس علمية واحترافية ومعايير محددة.

ولفتت المدربة مرام تلمساني إلى أن المسابقة تهتم بالمرشحات كمصممات أكثر من كونهن خياطات، وقالت: «لا بد أن يتم تنفيذ الموديل بشكل مطابق تماما لما تم رسمه على الورق»، مشيرة إلى أن المتسابقات يستطعن الاستعانة بالآخرين في خياطة القطعة وتنفيذها لا في تصميمها.

وأجمعت مجموعة الفتيات اللاتي وصلن إلى المرحلة النهائية والبالغ عددهن 33 متسابقة على ضرورة تسليط الضوء عليهن كمبتدئات، إذ طالبت أمل الغامدي بوجوب احتضانهن من قبل مصممي الأزياء المشهورين، وأضافت: «معظم الأسماء السعودية الكبيرة في مجال تصميم الأزياء فضلوا الخروج إلى دول أخرى، الأمر الذي جعلنا نواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المعلومات الصحيحة في ظل انعدام المرجعية لأفكارنا كمصممات مبتدئات».

يشار إلى أن مسابقة المصممة السعودية التي تهدف إلى إبراز السعوديات صاحبات الإبداع الحسي والفني ومنحهن فرصة الظهور على الصعيد المحلي والعالمي، ستعقد بشكل سنوي ابتداء من ولادتها هذا العام.