الشرطة الفرنسية وراء «اللصة المحجبة» المتخصصة في سرقة الخواتم الثمينة

غجرية تقيم في مرسيليا وتتنكر في هيئة سائحة خليجية من قطر

TT

تسعى الشرطة الفرنسية لكشف لغز سيدة محجبة ذات ملامح شرق أوسطية، في حوالي الخمسين من العمر، تمكنت من تنفيذ عمليات احتيال في عدد من متاجر المجوهرات الثمينة في عدة مدن أوروبية وسطت على خواتم بمئات الآلاف من اليوروات. ولم تكن «اللصة المحجبة»، كما وصفتها الصحافة، تتحرك بمفردها بل ترافقها شابة في عمر ابنتها أو رجل يفترض أنه زوجها.

وتستفيد الشرطة من معلومات حول هذه العصابة تجمعت لدى خبير أمني ألماني يدعى مارتن وينكل، يدير وكالة عالمية متخصصة في أمن محلات الصاغة والمجوهرات. ووضع وينكل صورة «اللصة المحجبة» على موقعه الخاص على «الإنترنت» إلى جانب صور المشتبه فيهم وأصحاب السوابق في هذا النوع من عمليات السطو. وحصل الخبير الأمني على الصورة من كاميرات المراقبة الموجودة في متجر للمجوهرات في مدينة فرانكفورت الألمانية. ويؤكد وينكل أن «اللصة المحجبة» ليست عربية بل فرنسية تنتمي إلى عائلة كبيرة من الغجر المقيمين قرب مرسيليا، جنوب البلاد. وهي تستعين بأفراد من أقربائها في العمليات التي تقوم بها وتتمتع بسطوة كبيرة في محيطها.

وتشير معلومات تسربت من أوساط التحقيق ونشرتها «جورنال دو ديمانش» في باريس، أمس، إلى أن المرأة ذاتها التي سطت على خاتم ثمين من محلات «كارتييه» في العاصمة الفرنسية قبل شهرين، كانت قد سطت، في أغسطس (آب) الماضي، على خاتم في متجر «تيفاني» في فرانكفورت، وهي برفقة شابة ثلاثينية سمراء حاسرة الرأس وترتدي الثياب الأوروبية. وتمكنت المرأتان من تضليل البائع وسرقة خاتم مرصع بماسة تزن 5 قراريط يبلغ سعره 210 آلاف يورو. وتتوقع الشرطة أن تكون هناك وراء «اللصة المحجبة» عصابة محترفة في تزوير قطع المجوهرات. ففي فرانكفورت نجحت السارقة في خداع البائع بعد أن دست خاتماً مزيفاً طبق الأصل محل الخاتم الأصلي. وهو الأسلوب ذاته الذي اتبعته في باريس، قبل شهرين، عندما زارت متجر «كارتييه» الشهير بصحبة رجل، وزعما أنهما سائحان من قطر. وطلبت المرأة قياس خاتم سعره 635 ألف يورو، وانتهزت لحظة سهو البائعة عنهما واستبدلت به خاتماً مزيفاً يشبهه. ثم غادر الاثنان المحل مع الغنيمة دون أن يثيرا شبهة الحراس.

وكشف الخبير الأمني الألماني أن «اللصة المحجبة» معروفة لأفراد الشرطة الألمانية التي تجد في أثرها، أيضاً، منذ 1990، وأن صورها تكررت في الأفلام التي سجلتها كاميرات المراقبة الموضوعة في عدة متاجر للمجوهرات الثمينة في أوروبا. كما أن بصمات أصابعها محفوظة في السجلات لأنها كانت قد خضعت للتحقيق في قضايا سابقة ونالت أحكاماً بسيطة.

ويتوقع الخبير الألماني وينكل أن تكون «اللصة المحجبة» غادرت فرنسا إلى مكان آخر، على غرار العديد من اللصوص وعصابات الجريمة التي تتحرك بحرية في الفضاء الأوروبي الذي بات مفتوحاً. وهو يأسف لقلة التنسيق بين الأجهزة الأمنية، ولو توفر لأمكن الإيقاع بالسارقة الغجرية وأمثالها.