إيران: حماس انتصرت ولم نلمس طيلة 22 يوما من العدوان انتقادا في غزة للحركة

نجاد للأسد: كلمتكم تميزت لالحنكة والثورية.. ونشدد على المزيد من التنسيق والتعاون

فلسطينيون يساعدون في انتشال الجثث المتحللة تحت الركام والانقاض في غزة امس (ا ب)
TT

فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا)، امس، إن زوجة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد طلبت من زوجة الرئيس المصري حسني مبارك التدخل لدى الرئيس المصري لكي يسمح بمرور المساعدة الى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، اعرب مسؤولون إيرانيون، بدءا من الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مرورا بوزير الخارجية منوشهر متقي وانتهاء بمسؤولين في البرلمان الإيراني عن اعتقادهم ان حماس حققت انتصارا امام اسرائيل. وكان لافتا ان بعضهم قارن بين حرب 1967 التي دارت 6 أيام وشهدت هزيمة مصر وسورية والأردن امام اسرائيل وبين حرب الـ22 يوما بين حماس وإسرائيل. وحول رسالة زوجة احمدي نجاد لزوجة الرئيس المصري، كتبت اعظم السادات فراحي قرينة الرئيس الإيراني في رسالة الى سوزان مبارك «بامكانك ارشاد زوجك والطلب منه فتح طرق (المعبر بين مصر وغزة) لمساعدة الشعب الفلسطيني بغية تفادي مأساة أكبر»، وذلك في خطوة نادرة؛ إذ قلما تظهر زوجة الرئيس الإيراني في العلن او تتدخل في الشأن السياسي، وقلما ترسل رسائل الى زوجات رؤساء الدول الاجنبية. واضافت عقيلة الرئيس الايراني «ان المناسبات لمساعدة الشعب وخصوصا المضطهدين هي هبة من السماء وان فوت احد مثل هذه الفرصة سيواجه غضب الله.. ان جميع الشعوب تنتظر بادرة انسانية واسلامية من جانبكم وجانب الحكومة المصرية». وناشدت زوجة الرئيس الإيراني سوزان مبارك بذل قصارى الجهد من اجل مساعده اهالي غزه وإنقاذهم من الظلم الذي يتعرضون له «لكي يبقي اسمكم في قائمة النساء المحسنات والفاضلات وادعو الله ان تخرجوا من هذا الامتحان الالهي مرفوعي الرأس وتبعثوا الارتياح لدى كافه الشعوب الحرة التي هي بانتظار الخطوة الاسلامية والانسانية من جانبكم وجانب الحكومة المصرية لا بل لتكسبوا رضا الله عز وجل». وتابعت أن «عدم دعم بعض الحكومات والدول العربية والاسلامية لأهالي غزة المظلومين أكثر إيلاما من جرائم الكيان الصهيوني نفسها.. ابناء غزة يتعرضون في بيوتهم وديارهم الي الهجوم الجوي والبري ويقاسون لفترة طويلة من الحظر الغذائي والأدوية وأن مشاهدة المساجد والمستشفيات والمنازل التى تتعرض للقصف وأشلاء النساء والاطفاء تدمي قلب كل انسان. والاكثر ايلاما هو عدم دعم بعض الحكومات والدول العربية والاسلامية للمظلومين في غزة.. في الظروف التي نرى قرينات رؤساء الجمهوريات يتابعن الشؤون الخيرية وينصرن الفقراء والمحرومين والمرضي، فلماذا هذا الصمت الذي لاذ به بعضهن تجاه هذا الحادث الرهيب الذي أثار غضب كافه شعوب العالم». وفي الايام الاخيرة انتقد عدد من المسؤولين الايرانيين بشدة موقف الحكومة المصرية في حرب غزة فيما يتظاهر إيرانيون بشكل شبه يومي امام مكاتب رعاية المصالح المصرية في طهران.

من ناحيته، اعتبر أحمدي نجاد، أمس، أن العمل لتفعيل قرارات مؤتمر الدوحة في اجتماع الكويت سوف يشكل انتصارا كبيرا للدول الاسلامية. واعتبر نجاد في محادثات هاتفية اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد، مواقف وكلمة الرئيس السوري في قمة الدوحة حول غزة بأنها «اتسمت بالحنكة والثورية»، مؤكدا على ضرورة المزيد من التنسيق والتعاون حول موضوع غزة. وأشار احمدي نجاد الى «أن الكيان الصهيوني قد انفضح بعد ان ذاق الهزيمة الثانية»، مؤكدا ضرورة «ابقاء الكيان الصهيوني في حالة انفعال من خلال قطع العلاقات وفرض العقوبات لكي لا يتمكن هذا الكيان من مواصلة ممارساته العدوانية». الى ذلك، اكد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أن اعلان «وقف اطلاق النار من جانب واحد من قبل الكيان الصهيوني في غزه يعكس فشل هذا الكيان في تحقيق اهدافه من العدوان على القطاع». وقال متقي ان «اعلان وقف اطلاق النار يثبت انتصار المقاومة الاسلامية وصمود ابناء غزه الابطال امام الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح طيلة 22 يوما من العدوان»، مؤكدا ان وقف الهجمات الجوية والبحرية والبرية دون خروج القوات الصهيونية من المواقع المحتلة غير كاف ولا يدعم وقف الاشتباكات، مشددا على ضرورة خروج القوات الصهيونية من قطاع غزة. وأضاف: أن بقاء القوات الصهيونية داخل غزة سيكون عامل استفزاز ولا يضمن وقف الاشتباكات، مشددا على ضرورة خروج القوات الصهيونية من غزة وفتح المعابر. فيما اعتبر رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية والدفاعية الايرانية الادميرال علي شمخاني «العدوان الصهيوني على قطاع غزة بأنه كان فاشلا»، وأكد أنه لم يلمس خلال هذا العدوان ‌اي امتعاض من قبل اهالي غزه حيال حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية حماس. وقال شمخاني في مقابلة مع التلفزيون الايراني «رغم مرور 22 يوما علي العدوان على قطاع غزة لم نرصد اي انتقاد من قبل اهالي غزه لحركة حماس، الامر الذي يعكس أن الذين خططوا لهذا العدوان لم يحققوا الاهداف السياسية من وراء هذا العدوان».

وأعرب عن اعتقاده بأن اسرائيل: كانت ترمي من خلال عدوانها على غزة القضاء على قدرات حماس العسكرية وتدمير قدرتها الصاروخي، موضحا ان الاسرائيليين كانوا يتصورون أنهم قادرون على تحقيق اهدافهم من خلال شن هجوم جوي لمده ثلاثة ايام ويومين من العمليات البرية لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق‌ أي من أهدافهم.

وأعرب شمخاني، الذي شغل منصب وزير الدفاع خلال حكومة الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي، عن اعتقاده بان حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية استخدمت تجارب حزب الله في حربه عام 2006 مع القوات الإسرائيلية، الأمر الذي ساعد المقاومة الفلسطينية في التصدي البطولي للعدوان، وذلك بأقل الخسائر.

ويأتي ذلك فيما أكد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الايرانية الفلسطينية حسن غفوري فرد، ان: حركات المقاومة الفلسطينية هي المنتصرة منذ الآن في حرب غزه.. ان ‌اي احداث تقع في حرب غزة بما فيها وقف اطلاق النار، فان المقاومة ستكون هي الوحيدة المنتصرة في هذه الساحة. وأضاف غفوري فرد أن اسرائيل التي تمكنت خلال حرب الايام الستة عام 1967 من قهر جيوش مصر وسورية والأردن، عجزت عن تحقيق أي من اهدافها خلال الايام العشرين الماضية من حربها على غزة امام مقاومة الشعب الفلسطيني «مما يؤكد هزيمة العدو الصهيوني وانتصار حماس والمقاومة». الى ذلك، قال ممثل حركه الجهاد الاسلامي في طهران ابو شريف لوكالة ارنا، ان حماس خرجت منتصرة من المواجهة امام اسرائيل، موضحا: «المقاومة الفلسطينية هي المنتصر الحقيقي في هذه الحرب لأنها حطمت وأفشلت النظرية التي تأسس على أساسها الكيان الصهيوني مما أدى الى زعزعة اركان هذا الكيان وقرب زواله». وقال ابو شريف: «إن فكرة زوال الكيان الصهيوني قد تحولت حاليا الى فكرة طبيعية يمكن تحقيقها.. ان الكيان الصهيوني الذي اعتمد خلال سنوات احتلاله لفلسطين على ما يسمى بالمشروع الفكري والسياسي والعقائدي تحول حاليا وبسهولة الى غاصب وحتى اقل من ذلك. ان قوات المقاومة الشجاعة تواصل بشجاعة مقاومتها ضد العدو الصهيوني بحيث تحول دون دخول هذه القوات الى وسط غزة..الجيش الصهيوني عاجز عن التغلغل الى المناطق المركزية في غزة لأن تحقيق هذا الهدف سيكلفه خسائر بشرية كبيرة في صفوف جنوده، وهذا غير ممكن بالنسبة للجيش الصهيوني».