وزير عربي لـ «الشرق الأوسط» : لا يوجد انقسام عربي.. هناك محور من دولتين فقط

اتهم قطر وسورية بمحاولة إفشال أي قرارات عربية مشتركة

TT

اتهم وزير عربي كلا من قطر وسورية بمحاولة إفشال الصف العربي، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هناك أي انقسام عربي ـ عربي على أثر تداعيات الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، واختلاف مواقف الدول العربية من هذا الهجوم.

وقال الوزير العربي، الذي طلب عدم ذكر هويته لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماعات التحضيرية التي شهدتها قمة الكويت الاقتصادية «أكدت موقف هاتين الدولتين، لإفشال أي قرارات عربية مشتركة، فلا يكفي أنهما تعمدتا بالمشاركة بمستويات أقل (سورية شاركت بمندوبها لدى الجامعة العربية وقطر بمساعد وزير الخارجية)، لكنهما أصرتا على عدم الخروج في أدق التفاصيل، إلا بالاعتراض والرغبة في إيقاف أي توافق بين الدول المشاركة».

وقال الوزير إنه بالرغم من كل المحاولات لإفشال قمة الكويت العربية «عبر قمة الدوحة الطارئة التي لم يكتب لها النجاح، إلا أن العالم يرى كيف أن العرب اتفقوا على هذه القمة وما ستصدره، بينما نسوا سريعا كل ما أفرزته قمة الدوحة».

وقال الوزير العربي «للمرة الأولى في اجتماعات القمم العربية نجد محاولات غير صحية للضغط باتجاه المشاركة في القمة، حيث كانت الاتصالات تتم بين أكثر من دولة لإبلاغها بأن النصاب قد اكتمل، وهو الأمر الذي تسبب في ربكة بين الدول التي أعلنت موافقة مسبقة للمشاركة قبل أن تعي أن النصاب لم يتحقق مطلقا».

ووفقا للمسئول العربي الكبير، فقد كانت هناك محاولات أخرى لمشاركة الدول التي توافق على الحضور، عبر سفرائها الموجودين في العاصمة القطرية الدوحة «من جهتنا وعندما علمنا بهذه المحاولات أكدنا على سفيرنا عدم تلبية الدعوة مطلقا والحضور لهذه الاجتماعات».

وتحدث المسؤول العربي، بأن طرفا عربيا يحاول «بشتى الطرق» إفشال التئام الصف العربي «وخاصة في الأوضاع الحرجة عن طريق ضرب الدول العربية بعضها البعض»، وقال إن القمة الاقتصادية بالكويت أكبر شاهد على ذلك، «فقد كانت هناك محاولات كثيرا لإفشال هذه القمة، غير أن العالم بأسره يتابع كيفية تأثير القمة على الوضع العربي وتعزيز التضامن بينما لم تفلح قمة الدوحة في إحداث أي تأثير على المستوى العربي».

وحول المقترحات التي رفعتها قمة غزة الطارئة إلى قمة الكويت الاقتصادية، قال الوزير العربي «ما الذي كان يمنع تقديمها مباشرة لقمة الكويت؟»، مضيفا «لا يوجد لدينا أي تحرج من أي مقترحات طالما أنها تصب في صالح الدول العربية، و في غزة تحديد».

وردا على سؤال بشأن مبادرة السلام العربية، والمطالبة بتعليقها من قبل «قمة غزة الطارئة»، أكد الوزير العربي أن غالبية الدول العربية لا توافق على هذا المقترح، باعتبار أن اسرائيل يجب أن توضع في موقف حرج حتى النهاية. وفي هذا السياق كشف الوزير العربي مضمون ما دار في الاجتماعات التحضيرية لقمة الكويت الاقتصادية، بالقول أن سلطنة عمان اقترحت عمل مراجعة لمدى التزام اسرائيل بالمبادرة العربية، ومن ثم تقييمها على أن يرفع تقرير بهذا التقييم للقمة العربية الدورية في قطر، وقال الوزير العربي «كيف يتم إجراء تقييم للمبادرة التي لم توافق عليها إسرائيل أصلا.. نحن لا نملك بديل فكيف نقيمها أو نجمدها كما يطالب البعض؟».

وسألت «الشرق الأوسط» الوزير العربي حول الوضع العربي الراهن، وما إذا كان يراه مقاربا للوضع العربي في أعقاب الاجتياح العراقي للكويت عام 1990، فرد بالقول «لا أبدا.. لا يوجد ما يمكن أن يعيد تلك المرحلة التي عشناها بكافة تفاصيلها وذكرياتها السيئة، ما يحدث حاليا هو وجود محور لدولتين انشقتا عن الصف العربي، ومعهما عدد بسيط من الدول غير المؤثرة أساسا، ومحور، هو الأغلبية، متمسك بالثوابت والعمل العربي المشترك، البعيد عن أي مزايدات أو بحث عن مصالح وقتية«.

واختتم الوزير العربي تصريحاته بالقول «يجب على كل دولة عربية أن تعرف قدرها وحجمها جيدا، ولا يمكن لأي دولة أن تلعب دورا أكبر من دورها». وذكر الوزير العربي «بما اقترفته أيدي (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين، الذي تخلى عن أهم دولتين عربيتين، وهما السعودية ومصر، فخسر بلاده وخسر قضيته وخسر نفسه.. السعودية ومصر صمام أمان للقضايا العربية ومن يسعى لتهميش دورهما سيكون خاسرا بكل تأكيد».